الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(2_س) الفرح والسعادة.....علاقة تناقض أم تكامل؟!

حسين عجيب

2017 / 7 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الفرح شعور ممتع وسار, يمثل اللذة بمعناها الشامل, الذي يتضمن الجانب المعرفي والعاطفي إضافة إلى خبرة الحواس الممتعة. ينتج الفرح عن مصادر عديدة ومتنوعة, منها الداخلي والذاتي مثل التوقع ومنهج التفسير للحوادث والأحاسيس المختلفة التي تثيرها البيئة الداخلية (داخل جلد الانسان), ومنها الخارجي_ الذي يعبر عنه بالأوضاع المفرحة والباعثة على السرور كالمكافآت والهدايا بالاضافة إلى الحفلات والأعياد والأعراس وغيرها, أو نقيضها الأوقات (والأوضاع) المحزنة التي تعقب الموت أو المرض أو الفشل وبقية اشكال المعاناة ( والتي ينتج الفرح بنتيجتها أحيانا_ بشكل يناقض المنطق العام والمتوقع).
التركيز هنا على ازدواج الفرح كمشاعر, أو كأوضاع ومواقف.
منشأ الازدواج, يعود إلى مصادر الفرح المتنوعة _ والمتناقضة أحيانا. وسبب آخر وأكثر أهمية , يصدر عن نوع وكيفية شحن (أو تفريغ) الطاقة النفسية. ( هذه الفكرة_الخبرة سأناقشها لاحقا بتفصيل اكبر).
بتعبير آخر, يوجد فرح سلبي ينجم عن فقدان الشعور بالهوية, أو فقدان الشعور بحدود الأنا, ويتجه إلى الخدر وغياب الوعي _ ونوع آخر مقابل هو الفرح الايجابي, ينجم عن كثافة الوعي مع نمو الادراك الذاتي والشعور المتزايد بالمسؤولية الفردية, وكلا النوعين يستشعره الانسان على شكل خبرة سارة وأحاسيس لذة.
وهذه القضية ( الاشكالية المركزية) في الفلسفة والأديان والعلوم , قضية السعادة الانسانية خلال العيش الواقعي واليومي....
هذا الموضوع ناقشته سابقا بشكل موسع عبر الحوار المتمدن خلال بحث " قضية السعادة".
* * *
اليوم والغد اتجاهان مختلفان, يمكن أن يتناقضان في حالات كثيرة ابرزها الادمان_ جميع حالات الادمان يحصل فيها التناقض الفعلي بين اتجاه اليوم واتجاه الغد.
رغبة المدمن وإرادته (الواعية) في اتجاه يتناقض مع الاتجاه الاعتيادي الذي يسلكه ( يدفعه إليه الادمان) واتجاهه دائري: الأمس أفضل من اليوم, والغد هو الأسوأ.
الاتجاه الآخر_ الواعي والارادي, هو العكس تماما ( لكنه يبقى مؤجلا): اليوم أفضل من الأمس, والغد هو الأكمل...._اتجاه الارادة الحرة.
المشكلة في حلقة الادمان, وتتمثلها معادلة الحياة اليومية ( السلبية):
1_ تفريغ 2_ شحن سلبي 3_ كبت 4_ تفريغ ثانوي.
يبدأ المدمن يومه الموحش عادة, بعملية التفريغ بشكل لا شعوري وغير إرادي, من خلال تكرار السلوك الادماني الذي جرى في الأمس, وقبله, ويتكرر اليوم.....يصحو المدمن من نومه مع انشغال البال وتراكم الهموم ( الدائرية) وجميعها مكررة, ومؤجلة الحل بانتظار حدوث (شيئ ما) يجهله عادة.
إذا حضر الشريك أو احد الأصحاب ( او الخصوم) على باله, فهو يتذكره كمتهم ومدان_ او فقط بعد الغياب الفعلي والحقيقي, يبدأ الندم ويعلق حياته بانتظار عودة الغائب ة ( المستحيلة).
الحالة العاطفية, الاعتيادية للمدمن : يحب الغائب ويكره الحاضر.
ومعادلته الثابتة : "ما أجمل حيث لا أكون".
اذا اقترب الشريك, تكون رغبته ان يبتعد, وإذا ما ابتعد بالفعل,.... في اللحظة تنعكس رغبته, ويطالبه بالاقتراب ولو بطريقة مواربة.
...
حالة التفريغ: الادراك والشعور يتبعان اللسان والصوت, ثرثرة قهرية مستمرة.
حالة التصعيد: اللسان يتبع الادراك والشعور والوعي, إصغاء وحياة متجددة.
معادلة الحياة اليومية ( الايجابية):
1_ كبت 2_ تصعيد 3_ شحن موجب 4_ تفريغ
* * *
كل لحظة ينفصل اليوم عن الغد, ثم يتباعدان أكثر...
وبعدها يختلفان بوضوح في الاتجاه المزدوج ( يتوحد أو يتناقض, حسب درجة نمو الشخصية وتكاملها). وهذا ما يتضح مع مرور الزمن_ حيث تتسارع وتتضاعف عمليات فهمه وإدراكه, بفضل العلم والتكنولوجيا الحديثة والتي تتطور بسرعة وتسارع....
الغد يحتوي اليوم والأمس معا, وليس العكس أبدا.
.....
اليوم والغد اتجاهان اثنان وليس واحد, ولا يمكن توحيده بشكل ثابت. يمكن التقليل من التناقض بينهما, من خلال حلول إبداعية....كالحب والتسامح والتفكير من خارج العلبة.
الفرح اتجاه اليوم.
السعادة اتجاه الغد.
الفرح يوافق اتجاه تدخين السيجارة.
السعادة بعد التحرر من الادمان, التدخين أو غيره...
.....
توجد طرق عديدة لمعالجة وضع الانفصال بين اليوم والغد
1_ الحل الفصامي, أو الابقاء على الفصل بينهما, واعتباره الأمر الطبيعي.
2- تحويلهما إلى علاقة تناقض ثابتة, عبر الادمان.
3_ تبعية الغد لليوم, أو استنزاف الغد من خلال اليوم_ الدين في خدمة السلطة أو السياسة....وهذا الحل للأسف, سائد عالميا وتروج له وسائل الاعلام التقليدية ( ربما يتغير الوضع!).
4_ الحل الحقيقي, عبر أولوية الغد نسبيا ( مثلا , من خلال منح الاهتمام بالوقت والجهد_ نسبة أربعة من عشرة لليوم, مقابل ستة للغد,....
هذا الحل العملي (البسيط) غير حياتي وطرق تفكيري بسهولة تكاد لا تصدق.
ومعه تحققت معادلة اليوم الايجابي:
اليوم افضل من الأمس, وغدا هو الأكمل.
* * *
هوامش وإضافة
....
تمييز هام وضروري, بين مستويين للتجنب
1_ هروبي أو شكل من الرهاب
2_ نفذا بصيرة, مثل تجنب القتل والشذوذ والمخدرات
النمط الأول, شكل من الانحراف العقلي
النمط الثاني, حالة صحو وإبداع
* * *
الفرح يمثل اليوم الاحتفالي, غير الاعتيادي, في حياة الفردز
السعادة تمثل الخطة وطريقة العيش, المتوازنة, في حياة الفردز
* * *
وسائل العيش, وأدواته, الأساسية....
1_ الصراع, طريقة أولية وتشمل مختلف الأحياء
2_ التجنب, طريقة اولية وعامة أيضا
3_ الكذب, وتغيير صيغ التعبير أو الفهم والتفسير, وهو طريقة إنسانية خالصة.
4_ التعاون عبر الحب, والمعرفة والابداع....
الاختلاف بيننا كمي, وليس نوعي أبدا
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم