الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة إنتاج الطائفية سياسيا

زيد كامل الكوار

2017 / 7 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد المطالبات المتعددة في الآونة الأخيرة من الحراك الجماهيري الشعبي المستمر منذ سنوات بالدولة المدنية في العراق بوتيرة ثابتة تضعف حينا وتتنامى وتكبر في أحيان أخرى، وبعد شعور الطبقة السياسية بالخطر من هذا الحراك المتنامي لاسيما وهو يطالب بالدولة المدنية ، وبما أن السياسيين بغالبيتهم هم نتاج الطائفية السياسية، فالخطر محدق بهم، فيما لو نجح مشروع الدولة المدنية. فصار حلهم الوحيد العملي بالنسبة إليهم هو إنتاج الطائفية المذهبية والدينية والسياسية من جديد في الشارع العراقي لشق عصا الوحدة الوطنية التي اشتدت صلابتها في السنوات الأخيرة. وقد توافرت لدى السياسيين في هذه الأيام ونحن نعيش فرحة النصر المؤزر لقواتنا المسلحة على عصابات داعش الإجرامية، وتحرير كامل تراب الموصل الحبيبة من دنس الأنجاس الذين أحالوا كل جميل فيها إلى خراب مؤلم محزن، ودمروا فيها البشر والشجر والحجر, وبالتوازي مع هذا النصر المؤزر انطلق المتاجرون بأفراح الناس وآلامهم من السياسيين النفعيين للمزايدة على الأبطال الحقيقيين الذين صنعوا هذا النصر العظيم فبدأ كل واحد منهم يبحث عن الكيفية التي يحصل فيها على بقعة ضوء تسلط عليه ضمن نشاطات فاعلة هنا وهناك لجذب الأضواء بعد أن خمل ذكرهم وتضاءل نتيجة فشل أدائهم السياسي، وبدأت الخطابات التي تهدف إلى خلط الأوراق من جديد وإطلاق الاتهامات اتجاه الكثير من الذين جذبوا الأضواء من القادة العسكريين والأمنيين والبيشمركة والمتطوعين من تشكيلات الحشد الشعبي والحشد العشائري بالتكسب والتنفع من العمليات العسكرية القتالية ضد داعش بقصد تشويه سمعتهم، وسرقة انجازهم العظيم . وقد بدأ التخندق والتجهيز للحملة الدعائية القادمة من جميع الأطراف، فسياسيو المكون السني يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإنجاز مؤتمر شامل يوحدون فيه صفوفهم كما يزعمون واختيار مرجعية سياسية يتوافقون عليها لتكون الممثل لهم في مشاوراتهم ومباحثاتهم مع سياسيي المكونات الأخرى، لحل النزاعات والمشاكل المستعصية بينهم وبين الحكومة كما يزعمون مع أنهم يشكلون جزءا كبيرا من تلك الحكومة. وبالضد من هذا التحرك الذي أثار العديد من المواقف المتشنجة بدأت الاتهامات بالعمالة والتبعية لجهات خارجية كتركيا و قطر وغيرها، والتعاون مع الدواعش والبعثيين والصداميين، ولا يخفى على أحد أن الطرف الآخر لن يسكت على اتهامات كهذه بل سيرد عليها باتهام الطرف الآخر بالتبعية والعمالة لإيران سيعود مسلسل التجاذبات والمنابزات من على شاشات الفضائيات ، وسيكون التصعيد على أوجه الأمر الذي سينزع فرحة العراقيين بتحرير الموصل العزيزة وسيدخلهم في دوامة القلق من التخندق الطائفي من جديد بعد أن تنفس العراقيون أريج الوحدة الوطنية التي أفرزت الانتصار الكبير على داعش، وبعد أن تجدد حلم العراقيين بالدولة المدنية التي يحلمون بها ليتخلصوا نهائيا من النعرة الطائفية إن كانت دينية أو مذهبية أو سياسية. يجب علينا أن ننتبه لهذا المشروع المخيف الجديد ونسعى بكل ما أوتينا من قوة كمثقفين إلى الوقوف في وجه كل ما من شأنه المس بوحدة الشعب العراقي الأصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة