الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا هاجم شيوخ الأزهر الشيخ شلتوت؟

طلعت رضوان

2017 / 7 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا هاجم شيوخ الأزهرالشيخ شلتوت؟
طلعت رضوان
لماذا انتقدوه لأنه قال بتعظيم العقل البشرى؟
ولماذا انتقدوه لأنه قال: إنّ الكفار إخوان للمسلمين فى الإنسانية؟
ولماذا غضبوا لأنه أجاز التعبد بالمذهب الشيعى؟
من البديهى أنْ يستنكرشيوخ الأزهر أى رأى يقوله مثقف علمانى أوحتى ليبرالى، ولكن عندما يُـهاجمون شيخـًـا مرجعيته دينية (مثلهم) فإنّ العقل الحرلابد أنْ يستوقفه الأمر ليتساءل لماذا؟ يكمن السبب فى أنّ الرجل كانت له (بعض الاجتهادات) التى لم تُـعجب أعضاء الكهنوت الإسلامى، رغم أنه تولى مشيخة الأزهر(1958- 63) وكان من بين اجتهاداته التى أغضبتهم:
تعظيم العقل البشرى على حساب النصوص الشرعية 2- جواز موالاة الكفار3- دفاعه عن الفرق المنحرفة (من وجهة نظرهم) خاصة بعد أنْ أصدر فتوى بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية، المشهور بمذهب الجعفرية. وقال فى فتواه ((فيجب على المسلمين أنْ يعرفوا ذلك حتى يتخلصوا من العصبية بغير حق)) 4- تشكيكه فى حجية الإجماع 5- تشكيكه فى حكم المرتد 6- المسلم يـُـقتل بالكافر(عكس ما يقوله أغلب الشيوخ، وعكس ما يــُـدرّس فى كتب المعاهد الأزهرية، حيث يتعلم التلاميذ فى باب (شروط وجوب القصاص) أنْ لا يكون المقتول أنقص من القاتل بكفر أو رق، فإنْ كان أنقص بأنْ قتل مسلم كافرًا فلا قصاص)) (الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع- الصف الثالث الثانوى- العام الدراسى1997/98وتكرّر فى السنوات اللاحقة حتى العام الدراسى2014/2015- ص176)
ومن اجتهادات الشيخ شلتوت المهمة أنّ ((الكفار إخوان للمسلمين فى الإنسانية)) ومما أغضب الشيوخ أيضًـا ((غلوه فى باب المصلحة ولو أدى إلى التنصل من الأحكام الشرعية)) وتهوينه ((من شأن النصوص الشرعية فى مجال العقيدة، بخلاف الدليل العقلى)) حيث كتب ((أما الدلالة النقلية فقد ذهب كثيرون إلى أنها لا تفيد اليقين، ولا تــُـحقق الإيمان، لأنها مجال لإحتمالات كثيرة تحول دون هذه الإثباتات)) (من كتابه: الإسلام عقيدة وشريعة- ص53)
كما انتقده المتزمتون لأنه ((زعم أنّ الإسلام يتسع للأفكار والثقافات المختلفة)) حيث كتب ((الإسلام دين يتسع للحرية الفكرية ولا تقف وراء عقائده لون واحد من التفكير)) فردّ عليه الوهابيون الأزهريون ((إنّ هذا الكلام يعنى أنّ الإسلام يتسع لألوان الكفر والأهواء المختلفة. وهذا كذب وإفتراء على دين الله الذى لا يرضى الكفر لعباده. والله أمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فأى منكر أعظم من السماح بنشر الأديان المنحرفة والمذاهب الباطلة، التى تحوى ألوانـًـا من الكفريات والبدع)) وكان أشد الهجوم عليه عندما أفتى بعدم تكفير اليهود والنصارى، ولو بلغتهم دعوة الإسلام ((ص19، 20) فذكــّـروه بحديث الرسول ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) (البخارى- رقم435) وقالوا له : ألم تقرأ حديث الرسول الذى قال فيه ((والذى نفسى بيده لا يسمع بى أحد من هذه الأمة : يهودى أو نصرانى ثم يموت ولا يؤمن بالذى أرسلتُ به، إلاّ كان من أصحاب النار)) (رواه مسلم) واستندوا إلى ما أفتتْ به اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز حيث ورد بها ((من أصول الإسلام أنّ المسلم الذى لم يـُـكفــر اليهود والنصارى فهو كافر))
وانتقدوه لأنه ((دافع عن الفرق المبتدعة المنحرفة عن الحق، وخالفتْ أهل السنة)) ومعنى ذلك أنّ ((جميع الفرق المنتسبة إلى الإسلام مصيبة فى أحكامها، وأنها غير ضالة (مثل الجهمية) الذين سلبوا من الله صفاته وقالوا بخلق القرآن. رغم أنّ السلف كفــّـرهم. وإذا كان الشيخ شلتوت لم ينفرد فى رفضه لأحاديث الآحاد ((لأنها لاتفيد اليقين)) فإنّ شيوخ الأزهر هاجموه وقالوا : إنّ السلف الصالح قبلوا خبر الآحاد إذا اكتملتْ شروط الصحة فيه مثلما قال الشيخ الألبانى.
وانتقدوه لأنه أنكر(مثل غيره من العقلانيين) الكثيرمن المعجزات التى لم يقبلها عقله مثل انشقاق القمر(ص64من كتاب شلتوت- مصدر سابق) وانتقدوه بشدة عندما أفتى بأنّ ((من حق الكفار أنْ يدعوا إلى دينهم فى بلاد المسلمين. وهذا إقرار بالكفر. كذلك ادّعاؤه أنّ الأسرى لا يجوز قتلهم. وفى هذا تكذيب لسنة الرسول الذى أجاز قتل الأسرى، كما فعل بأسرى يهود بنى قريظة، عندما أنزلهم على حكم سعد بن أبى معاذ الذى أمر بقلهم، وأقرّه الرسول على ذلك. وقال إنّ الإمام مخيـّـر فى الأسرى بين المن عليهم أو مفاداتهم أو قتلهم.
وانتقدوه لأنه قال : إنّ الجهاد فى الإسلام يجب أنْ يكون للدفاع (فقط) فكان من رأيهم ((وهذا مخالف لرسالة الإسلام فى الجهاد مثلما قال الشيخ ابن باز حيث أفتى بأنّ ((ليس الجهاد للدفاع فقط)) (فتاوى ابن باز- 3/171) وكذلك ادّعاؤه تقسيم السُـنة النبوية إلى تشريع وغير تشريع، وهذا تقسيم محدث حيث أباح كل أصناف الطعام والشراب وأباح التزاور. وانتقدوه لأنه قال ((إذا وُجدتْ المصلحة فثـمّ شرع الله)) فقالوا ((والصواب أنْ يؤخذ شرع الله من الكتاب والسنة، لأنّ المصلحة أمرغيرمنضبط وقد يتفق بعض الناس على تحليل ما حرّم الله، بدعوى المصلحة مثل الربا والزنا والخمر. وقوله أنّ ((دية المرأة كدية الرجل (ص236) فكان ردهم عليه ((وهذا مخالف لاجماع المسلمين. وأضافوا ((وهذه أبرز انحرافات الشيخ شلتوت فى كتابه الذى قاده إلى الباطل. ومشى وراء المدرسة (العصرانية) التى هدفها تمييع الإسلام وأحكامه ليتمشى مع الحضارة الغربية الكافرة))
ولكن هل كان موقف شيوخ الأزهر من الشيخ شلتوت هو الموقف الوحيد؟ أم اختلفوا مع غيره من كبار شيوخ الأزهر؟ وعلى سبيل المثال فإنّ أعضاء اللجنة الذين أطلقوا على أنفسهم (لجنة علماء الأزهر) انتقدوا د. محمد سيد طنطاوى (عندما شغل منصب شيخ الأزهر) وانتقدوا فتاويه عندما شغل منصب (مفتى مصر) وانتقدوه عندما اجتمع مع كبير حاخامات اليهود الغربيين فى مؤتمرات دولية حول حوارالأديان (من تقديم نبيل عبدالفتاح فى كتاب علاء قاعود: نحو إصلاح علوم الدين- مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسلن- عام2000- من ص18- 22)
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللاسلام غير مفهوم لذا يتقاتل الشيوخ
مروان سعيد ( 2017 / 7 / 17 - 23:31 )
تحية للاستاذ طلعت رضوان وتحيتي للجميع
من يدريس الاسلام يكون مثل المضروب على راسه ايات متناقضة واحكام لاتعرف ما حزف منها وما نسخ
لذا يا سيدي تجد الشيوخ والمذاهب والطوائف يكفرون بعضهم حتى الشيوخ الازهريين غير متفقين حتى على القران وليسو على منهج واحد فما بالك بالاحاديث
وليخلصوا بعض المسلمين من نصف المشاكل لغوا الاحاديث والسيرة وابقوا على القران مع بعض الترقيع لااياته
وقيل قليل كنت اشاهد مناظرة مع الابرشي والشيخ ميزو وشيخ اخر اننظر المهزلة
https://www.youtube.com/watch?v=eksJkOLFyc8
احدهم يقول القران ناقص والثاني يستخفر الله ويقولون الرسول لم يشرب الخمر مع انه شربه وخمره بيده ويقولون النبي لم يسحر ولم يريد الانتحار وكلها اكاذيب
واخيرا كيف سيتفق السنة مع الشيعة اذا كانوا الازهريين غير عارفين رائسهم من ارجلهم
واخيرا اقول الاديان صناعة شيطانية خلقت لتخاصم الاخ مع اخيه وهذا ما نراه الان
مودتي للجميع