الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضمائر الميتة تستغل المرأة ، ثم عنها تتخلى .

يوسف حمك

2017 / 7 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الرجال أصنافٌ ، منهم يولدون و بدواخلهم روح الإبداع و العظمة .
و منهم مفلسون من بذور التمييز ، و أعماقهم من المواهب و الإبداع ضامرةٌ .
و آخرون لا ينتمون لهذا الصنف أو ذاك ، لا من دواخلهم يضيء وهج الإبداع ، و لا نفوسهم من بذور العظمة خاليةٌ تماماً .
أي من الأرجح أن ترتقي نفوسهم ، و تتعالى مراتبهم لو وجدوا من يأخذ بأيديهم ، و تلقوا المساندة منهم .

و ما ينطبق على الرجال ، مثله على النساء ينطبق .
لو لا أن الرأي السائد في مجتمعاتنا الفاشلة يميل كفته لصالح الذكور دون النساء اللواتي من سوء حظهن أصبحن سنداً للرجال ، و على أكتافهن يبلغون أعلى درجات العظمة و الشهرة .
كما لا يخفى علينا أنهن ينقسمن إلى فئاتٍ متباينةٍ في معاشرتهن للرجال و الأزواج .
فشخصية المرأة تختلف من واحدةٍ لأخرى ، و تأثيرها يكون نسبياً .

فئةٌ منهن تحتفي بالزوج ، و تشجعه دون تأففٍ ، و تدفعه للأمام حتى يصل إلى العظمة و به تفتخر زوجةً .
و فئةٌ لا تحبذ العيش في الظل ، و السير خلف الرجل ، فتشعر بانتقاص منزلتها ، و لا ترغب حتى في السير جنباً إلى جنبٍ معه لأن نزعة الاستقلال و الحرية بأعماقها يقظةٌ .
تعمل جاهدةً لبتر نفوذ الزوج ، و الاستحواز على كل شيءٍ ليبقى هو تحت ظلها ، أو بمعنى آخر ترفض أن تعلو شأنها لأنها تتبع الرجل ، و بعظمته تسمو منزلتها .

كثيراً ما نسمع بهذا المثل ، أو هذه الحكمة إن صح التعبير : ( وراء كل رجلٍ عظيمٍ امرأةٌ )
بعض النساء ينتابهن الفرح ، و إلى قلوبهن يدخل الابتهاج من أداء هذا الدور باستثمار أزواجهن ، و تحفيزهم بحكمةٍ لتقديم كافة سبل الراحة و تشجيعه أثناء كل نجاحٍ يحرزه ، و بمنحه الطاقة المعنوية كي يرتقي أكثر ، و ينال أعلى مراتب الإبداع الذي يكون لها مدعاةً للفخر .

قليلون من الرجال من يشقون طريقهم بمفردهم دون الحاجة لمسندٍ يتوكؤون عليه من أجل نيل المبتغى ، فاحتضان الشهرة و بلوغ المجد و العظمة .
و بنسبة أقل بكثيرٍ هناك بعض النسوة ممن بلغن المعالي دون مساعدة الرجال ، و أحرزن انتصاراً ساحقاً بعنادٍ ضد إرادة المجتمع الذكوري الأبوي ، كالدكتورة نوال السعداوي ، و سعاد الصباح نموذجاً لصوت المرأة الحر .

لكن الكثير من الرجال نالوا الشهرة بفضل المرأة ، و مؤازرتها لهم .
فهذا إينشتاين صاحب النظرية النسبية التي حاز عليها بفضل جهود زوجته ميلفا ماريك حينما كانت تحل له كل المشاكل الفيزيائية العالقة لديه ، و مثلها المسائل الرياضية ، فكانت راضيةً بذلك ، و فخورةً أيضاً .
لكنه تخلى عنها بعد بلوغه المجد .
و كذلك الشاعر الانكليزي الوسيم تيد هيوز الذي افتتنت به الشاعرة و الروائية و كاتبة القصة القصيرة الأمريكية سيلفيا بلاث .
فتزوجته ، و وقفت بجانبه ، و راسلت الصحف و المجلات من أجله ، فكانت النتيجة انتحارها بعد إهمالها من قبل زوجها الذي نال الشهرة ، و خانها مراراً .
فالضمائر الميتة هي التي تستغل المرأة استغلالاً سيئاً ، و عنها تتخلى بعد نيل المبتغى .
و الأسوأ منها الضمائر التي تؤمن بفكرة : ( لا خير في أمةٍ يقودها امرأةٌ ) .
استناداً لقول أبي بَكْرَةَ : ( لما بلغ رسول الله (ص) أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال: لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة ) .
البخاري برقم ( 4425) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي


.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال




.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت


.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت




.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام