الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم كمحرر للشعوب

محمد بقوح

2017 / 7 / 18
التربية والتعليم والبحث العلمي


إن جميع الدول التي تحترم نفسها، ولها حسن النوايا تجاه شعوبها، اعتبرت، ومازالت تعتبر التعليم وقيم العلم والثقافة، رهان تقدم مجتمعاتها وتحقيق الاستقرار والتنمية الشمولية المستدامة. هذا يعني، عكسا، أن الدول، خاصة في الوطن العربي والاسلامي الجريح، التي تعيش اليوم في واقع الفقر والحاجة والتخبط والتخلف والتراجع بكل أنواعه وأشكاله، هي نفسها الدول التي أهملت التعليم كأداة للتحرير، بل فقرت العلماء وأهل العلم، وطاردتهم وحاربتهم بكل الوسائل، إن لم نقل احتقرتهم وبالغت في جعلهم أعداء لها في شروط اجتماعية وتاريخية معينة، ثم اختارت لنفسها في المقابل، الاستمرار على نفس النهج السياسي الاجتماعي المتحجر والمتخلف، والاهتمام بقطاعات أخرى بديلة كالاقتصاد والاستثمار في التصنيع والتسمين (نسبة للإسمنت)، بالرغم من أهمية هذا الأخير، إلا أن اختيار سياسة عمومية جافة وجوفاء، مبنية على الهاجس الاقتصادي الفارغ من روح البعد الاجتماعي المجتمعي، قاد معظم التجارب الأممية، سواء في محيطنا الإقليمي أو العالمي، إلى تعطيل وتكبيل سلطة العقل النقدي المنتج، وبالتالي إلى حصد المزيد من التوترات السياسية والاحتقان الاجتماعي الشعبي، بسبب مشاكل البطالة المتفشية في صفوف الشباب والطلبة والمتعلمين والمواطنين، كنتيجة منطقية لانتهاج الدولة المعنية لسياسة اجتماعية طبقية فاشلة بكل المقاييس، غير ديمقراطية، ولا منصفة لجميع المواطنين الذين ينتمون إلى الوطن الواحد.
هكذا، نلاحظ كيف يمكن أن يشكل غياب تطبيق، وليس الاكتفاء بالتنظير وتلميع الخطاب، سياسة اجتماعية عمومية فعّالة في مجال التعليم خطرا كبيرا على استقرار أي مجتمع يحاول تحقيق ما يسمونه بالتحول التاريخي والحضاري، كالنموذج المغربي على سبيل المثال لا الحصر، في ظل سيادة أجواء هجمة النكوص والتوتر والاحتقان الدولية العامة. نعني وجوب ضرورة تبني سياسة تعليمية عمومية مواطنة بالفعل وليس بالقوة، تنبذ الفوارق الاجتماعية السائدة، وتأخذ بعين الاعتبار دور المكون التربوي التعليمي والتكويني كقطاع حيوي، وخاصة في شق موارده البشرية التي يجب أن تنعم بكل حقوقها، في سياق التزامها التاريخي والأخلاقي والإنساني بثقافة الواجب، وفي إطار دولة الحق والقانون، في الحفاظ على سلامة التوازنات السياسية والاقتصادية، بناء على تأسيس صرح قوي لما هو اجتماعي معرفي وقيمي، انطلاقا من الاهتمام الجدي المسؤول بالتعليم والعلم والثقافة، كحقول اجتماعية لها علاقة مباشرة بتكوين وتأهيل وبناء، وإعادة بناء الإنسان الذي هو الواجهة الأساس لطليعة شمس مغرب الغد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ