الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألأمبرىطورية والشيخوخة

نزار طالب عبد الكريم

2017 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كل ألأمبراطوريات في التاريخ ، التي " سادت ثم بادت " ، مثل الجسم البيولجي ، يبدأ موتها وتفككها من ألأَطراف :
أولا : لبعدها عن المركز ، حيث تضعف قوة الأمبراطورية كلما ابتعد الطرف عن المركز .
وثانيا : لثقل الظلم الواقع عليها بسبب وصول فساد أجهزة الأمبراطورية ، الذي يُمارس بعيدا عن المركز بحرية أكبر ، الى الدرجة القصوى التى لايمكن معها احتماله ، مضافا اليه ترهل هذه ألأجهزة .
أن أول تمرد ناجح يشجع ويستتبع ، بالضرورة ، تمردات أخرى ، ويكون هذا الشرخ الصغير بداية للشرخ الكبير وللشروخات الفرعية اللاحقة ، كما يشكل المتمرد القوي والناجح ملاذا سياسيا آمنا لكل المتمردين والآبقين ( العبيد الهاربين من سيدهم ) أو الذين يفكرون بذلك ، مثلما تشكل التضاريس كالغابات والمستنقعات - ألأهوار والجبال ملاذات طبيعية .
صحيح أن فلاديمير بوتين أزاح بوريس يلتسين بموافقة ألأوليغارشية العالمية ، ولكن هل ان هذه البيروقراطية العالمية تملك وحدها مفاتيح ألأرض والسماء ؟!
بوتين رئيس لثاني أقوى جهاز استخبارات في العالم ( الكي جي بي ) بعد السي آي أيه ، اذا لم يكن يضارعها او اقوى منها -- ألايستطيع وهو يمتلك كل هذه ألأمكانات ألأستخبارية وطاقة هائلة من الحقد القومي على هذه البيروقراطية لتسببها بأنهيار ألأتحاد السوفيتي ( قال بوتين ان اكبر كارثة حصلت في القرن العشرين هي انهيار ألأتحاد السوفياتي ! ) أن يتظاهر بالولاء لها ومن ثم ألأنقلاب تدريجيا عليها ؟
وهذا ، حسب ملاحظاتي ، ما حصل ويحصل .
تمردات بوتين الرئيسية ، المغلفة بالكثير من الحنكة والمراوغة والتقدم خطوة والتراجع ثلاث خطوات حسب مقتضيات التوازنات والظروف ، بدأت في أوكرانيا وقبلها في جورجيا والشيشان وأخيرا في سوريا -- بدا العالم حابسا أنفاسه مترقبا ردود الأفعال الكاسحة ، كما يتوقعها ، من قبل أمريكا ، لكن بوتين ذكَّر بأنه في حال ألأعتداء على روسيا فأنه جاهز لأطلاق الحرب النووية التي لن يربح فيها أحد !؟
بدأت الجسارة على ألأله وسقوط هيبته !
أله يبول عليه الثُعلُبان لا خير --- في أله بالت عليه الثعالب
الشرخ الصغير صار كبيرا وتبعته شروخات فرعية :
- تمرد كوريا الشمالية الذي أشعر أمريكا بالعجز التام رغم كل تهديدات ترامب ومناوراته العسكرية وتشديده كل يوم للعقوبات !
- زيادة تمرد ايران والحكومة السورية والمقاومة اللبنانية .
- اضطرار ألأمبراطورية ألأمريكية للتظاهر بمحاربة داعش التي خلقتها ، بعد ان كشف التدخل الروسي في سوريا لعبتها -- هزائم داعش ، كأداة أمريكية ، أمام المحور المتمرد !
- تمرد تركيا -- يقول أردوغان أن أمريكا تدعم ألأرهاب ويجب طردها من حلف شمال ألأطلسي !!؟ -- أنقسام تركيا الحاد سياسيا خصوصا بعد ألأنقلاب -- صراعها العلني مع أمريكا في شمال سوريا سياسيا وعسكريا + زيادة عديد وعدة قواتها في قاعدتيها في عُمان وقطر + تواجدها العسكري في شمال العراق وشمال سوريا !
- تمرد الصين ، ضمنا ، في دعمها لروسيا بالفيتو في مجلس ألأمن عدة مرات ضد الولايات المتحدة وحلفائها ، أضافة للدعم ألأقتصادي والسياسي والأستراتيجي وفي البريكس واتفاقية شنغهاي .
- التمردات داخل امريكا نفسها وانقسام المجتمع ألأمريكي انقساما سياسيا حادا مابين مؤيد ومعارض لترامب ، اضافة للتناقضات بين ألبيت ألأبيض والخارجية والدفاع والقضاء .
- التمرد الفرنسي النسبي بعد مجيء ماكرون ( يقول ماكرون في وجه ترامب الذي يزوره : وضعتُ خطوطا حمراء للرئيس ترامب !! ) والأنقسام السياسي الحاد مابين يمين فاشي ويسارراديكالي ، وفي الوسط ماكرون المضطرب بينهما !
- التمرد البريطاني على ألأتحاد ألأُوروبي التابع للأمبراطورية + ألأنقسام السياسي الحاد بين اليمين - المحافظين - تيريزا مي ، واليسار - العمال - جيرمي كوربين ، والذي يعكس انقساما مجتمعيا طبقيا حادا .
- واخيرا وليس آخرا القشة القطرية التي قصمت ظهر البعير ألأمريكي الهرم ، والتي دشنت تمردا من نوع آخر : أدفعلك لتدعني أتمرد عليك ! أو بالأحرى أتمرد على حكومتك الذي يمثل منصبك فيها مجرد وسيلة لكسب المال ! --- أنا أشتري جزئي ، من كل ألأمبراطورية والتي هي ليست ملكك ، منك ، بمليارات الدولارات !!
أليست التجارة في السياسة صارت أكثر التجارات ربحا ؟؟!!
و ألأهم من ذلك كله ، أفتضاح سر مشروع أدارة الفوضى والأرهاب الصهيوأمريكي لأستبدال الحروب الطبقية بحروب المصالح والهيمنة المغلفة بأغلفة دينية - طائفية ، بالأنتقال من الحروب بين المنظمات ألأرهابية الوكيلة والدول الى الحروب بين الدول -- وهو الذي تم التركيز عليه والتخطيط له في قمم الرياض ألأمريكية الخليجية ، العربية ، ألأسلامية ، لأن تكون الحرب القادمة بين الناتو السني وعاصمته الرياض والطرف الشيعي وعاصمته طهران -- واقع صراع المصالح أدار وجهة الصراع مائة وثمانون درجة بالضد من المخطط لهُ !
وحذت السعودية حذو قطر أو بالعكس !
حتى ان وزير الخارجية ألأمريكي رجع ب" خفي حنين " كما وصف ألأعلام السعودي والأماراتي زيارة الوزير وهو يحاول التوسط بين المتخاصمين -- قطر والسعودية !!
لم يعُد المسؤولون ألأمريكيون المرتشون يستطيعون أصدار ألأوامر كالسابق !
الكل يحارب الكل بكل الوسائل العلنية والسرية -- الجيوش ألألكترونية والهاكرز قد سهلت حرب المعلومات ، وهي اليوم أخطر الحروب ، الى مديات تزداد كل يوم اتساعا .
القطب ألأحادي --ألأمبراطورية ألأمربكية التي سادت بدأت تبيد والنظام الدولي الجديد الذي روج له دهاقنتها في بداية تسعينات القرن الماضي بدأ بالتفكك -- كلٌّ يسعى الى مصلحته الخاصة -- أمريكا أولا ، وكل الآخرين أخيرا ! ، رفع ترامب شعاره ألأنتخابي وهو يطبقه ألآن -- والأتباع على دين ملوكهم -- وما دام ألأمر هكذا -- أي أن ما يقوله السيد والقدوة يصح على المقتدين به -- اذن فلكلّ الحق لأن يقول أنا أولا !!!!
الفرص أمام الشعوب تنفتح -- الشعب هو السيد ---- الشعب أولا -- أمبراطورية الشعوب أولا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح