الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارتزاق

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 7 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


رهاب
لا أتجرأ أن أشرح الأعراض التي أمر بها، أخشى من أن يكون نصيبي من الطبيب وصفة منوّمة وأنا التي نمت نصف قرن، كلّما أتاني النّوم يتملّكني الرّهاب.
لديّ رهاب الأماكن الصّاعدة، والهابطة، ودوار البحر، والبر.
لديّ رهاب الالتقاء بالبشر-من أمكنتي-كلّما التقيت بهم أشعر بتشتّت أجزائي، ولا أجمع بعضي حتى أسبوع.
لديّ رهاب اللجوء، فكلّما تحدّث أحد معي من المكان أشعر بالدّونية وأشعر أنّني كنت مسؤولة عمّا جرى ويجري في العالم، وفي بلدي.
لديّ رهاب القراءة، عندما أقرأ نصّاً أرى أن المكتوب يظهر من العنوان ، فتكتب إحداهن أدباً جيلاً، وتنهي ما كتبت بالمديح لذلك، وذاك. فتضيع نكهة البداية في غاية النّهاية، أتجاوز النّص إلى مواد أخرى فترتجف مفاصلي أمام رهاب القوميات، والدين.
. . .
ارتزاق
لماذا نعمل؟
نحتاج إلى الغذاء، والكساء، والمسكن، نبيع جهدنا مقابل كفاف يومنا. نرتزق. نعم. نذهب إلى دول الخليج بعقود عمل ندفع جهدنا وفكرنا من أجل رغيف الخبز، ونعمل أحياناً عند أبناء بلدنا، وفي غمضة عين نسرّح من العمل، وعلينا أن نغادر، ويضيق العالم، نقرّر العودة إلى الوطن ليس حباً. بل لأنّه لا مكان لنا في هذا العالم، وفي الوطن نقتل ونبقى أحياء، أو نموت ونصبح من ضمن الفطائس ، أو الشهداء.
أشرف أنواع الارتزاق هو العمل مقابل الجهد. هناك ارتزاق بطريقة أخرى أن نتسوّل مباشرة، أو أن نلحق بشخص، أو تنظيم، نداعبه على الدّوام بلعبّة باح يا باح.
نحن نرتزق. بعضنا يسرق، وبعضنا يتسوّل، لكنّ السّارقين يسجّلون أسماءهم على لائحة الشّرف، ونحن نوقّع لهم، وتستمرّ لعبة شدّ الحبل بين سارق يكتب عن الحريّة، وآخر يكتب عن الوطن، ونسقط نحن، ويبقون.
. . .
صحافة
كلّما مرّ الشّريط الدّائر على فضائيّة . تنتابني نوبة بكاء.
كلّما رأيت مقدّم برامج يصرخ، وفي صوته رائحة سكر أنبش شعري غضباً.
كلّما رأيت مقابلة مع سياسيّ يتحدّث عن الوطن أخمش خديّي
وكلّما مرّ أمامي مقال " كبير" أشمّر ثيابي، وأهرب ، ألتفت خلفي كي لا يلحقني المقال.
كلّما سمعت حديثاً عن الصّحافة والإعلام تنتابني موجة هستيريا، أرتجف ولا يتوقّف الرّجفان.
كلما تحدّث أحدهم عن الحبّ أفترض أنّه محا زوجته بالممحاة. أضع إشارة ضرب على ما كتب باللون الأحمر .
وكلّما استشهد أحدهم بنزار قباني، أو محمد الماغوط. أتذكر بلقيس" الضحيّة" التي تبناها صدّام وياسر عرفات، وأتذكّر الربوة حيث كان يلتقي أدباء الوطن مع النخب من السّلطة يخططون للوطن.
. . .
توحّد
التّوحد ليس مرضاً
هو طيف
قد يخلق مع الإنسان
أو يختاره
طيف جميل يلوّن عالمك بألوانك
صحيح أن المتوحد غاضب. لم لا؟
دعوه يغضب نيابة عنّا .
دعوه ينظر بعين واحدة ويمشي على أطراف أصابع قدميه. اختار أن يبتعد عن عالمكم.
علامات التّوحد تغزوني. تغريني، تجذبني. أندفع نحوها. فقد اخترت أن لا أتواصل معكم بالنّظر، وأن أكون غاضبة منكم، وألفّ الدائرة بعد الدائرة على أطراف أصابع قدمي، وأتجاهلكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر