الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل توقظ دعوة إنقاذ التعليم ...النائمين...أم على قلوب أقفالها ؟

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2017 / 7 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


أن الباحث أو المهتم بقضايا التعليم سوف يُلاحظ أن جل الدول المتقدمة أو التي تسعي إلى التقدم تُولي اهتمامًا خاصًا لعمليات تجديد وتطويرالتعليم كونها القاطرة التي تقود المجتمع نحو البناء، والتقدم، والحضارة، حيث تعمل تلك الدول وبشكل حثيث على مراجعة متكررة لأهدافها التعليمية، إضافة إلى بناء الخطط الإستراتيجية من أجل تعليم يُحفز على التميز والإبداع، كما يتطلب ذلك قيامها بإصلاح منظومة التعليم لجميع مراحله، مع مراعاة المعطيات والمتغيرات كافة، وهذه العمليات والمشاريع والخطط تكون دائمًا تحت إشراف ومتابعة من قبل الحكومات، وبمساندة ودعم من الأطراف الفاعلة ذات علاقة بالعملية التعليمية، كما أن البداية في كل تلك الخطط والمشاريع هو الاعتراف والتصريح بوجود مشاكل وضعف يواجه هذا القطاع، بالتالي تبدأ المرحلة الأولي من عمليات الإصلاح بكشف وتعرية الواقع التعليمي، بغية تشخيص وفهم وتفسير الأسباب الحقيقة لذلك الضعف وتلك المشاكل، وهي البداية الصحيحة نحو التحسين والتطوير، فقطاع التعليم هو الأقدر على التحويل، كما أنه في العادة ما يكون الأصعب في تحويله، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التالية، وهي مرحلة وضع وبناء عناصر الإصلاح الرئيسة، ومن ثم تبدء خطوة أخرى وهي وضع الخطط التي تتضمن المشاريع والبرامج والمبادرات والمعالجات اللازمة لذلك الإصلاح، وكل ذلك يتم برغبة صريحة ومعلنة من قبل الحكومات، والوزارات ذات العلاقة، كون الإصلاح يحتاج إلى وجود إرادة سياسية قوية تسعي نحو التغيير، كما يحتاج أيضا إلى تخصيص ميزانية مالية بغية الانفاق عليها في عمليات الإصلاح.
في الحقيقة هناك سؤال يتوجب طرحه والتمعّن فيه، وهو :
• ألا يدعو قطاع التعليم في ليبيا بوضعه الحالي المتردي إلى المطالبة بعملية إصلاحه، بعدما أصاب هذا القطاع حالات الركود والتخريب والتراجع سواء كان من حيث المباني التعليمية أم المناهج، أم الإدارة أم المعلمين ...إلخ؟
ولعل هذا التساؤل يدعونا إلى طرح عدد من التساؤلات التي تحتاج إلى وقفة للتدبر، وهي مرتبطة بالتساؤل السابق، وهي:
• بالرغم من مرور حوالي سبع سنوات على الحراك المجتمعي في ليبيا 2011م، إلا أننا لم نسمع عن أية مبادرة أو مشروع وطني حقيقي نحو إصلاح التعليم في ليبيا من قبل أي من الحكومات السابقة، أو الحالية ؟
• أم أن عملية إصلاح التعليم ستكون جزءً من غنيمة ومحاصصة، سيتم مناقشتها وتقاسمها ما بين الأطراف المتنازعة على السلطة، وبعيدًا عن المؤسسات التعليمية، والأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية؟
وهذا التساؤل يدفعنا أيضًا إلى طرح عدد من التساؤلات أهمها:
• ما هي المهام المناطة لوزارة التعليم ؟
• هل يوجد توصيف وظيفي واضح ومحدد لمهام ومسؤوليات وزير التعليم، إضافة إلى الوكلاء؟
• هل هناك رؤية ورسالة وأهداف واضحة للوزارة؟
• هل توجد خطة استراتيجية للوزارة ؟
• هل توجد خطة لتطبيق معايير الجودة والاعتماد في المؤسسات التعليمية؟
• هل توجد خطة ومنهجية واضحة ومحددة ومعتمدة للمواد الدراسية التي تم تعديلها، أم حذفها، أم إضافتها، لبعض المراحل الدراسية منذ 2011م وحتى الآن، أم أن الأمر كله مجرد أهواء ورغبات شخصية؟
• وهذا يدعونا إلى طرح تساؤل آخر وهو : هل توجد فلسفة واضحة ومحددة للمناهج والخطط الدراسية انطلاقًا من احتياجات المجتمع والتنمية؟
• هل توجد خطة للوزارة فيما يتعلق بالتنمية المهنية للمعلم ؟
في الحقيقة أن طرح هذه التساؤلات متأتي من الحاجة إلى ضرورة وجود قيادات وطنية، وتربوية واعية، ومدركة خطورة ما يعانيه قطاع التعليم، وتتعاطي بشكل جدي وموضوعي وواقعي مع المشاكل والتحديات التي تفاقمت بشكل كبير جدًا بعد 2011م، وذلك بغية إرساء أسس صحيحة لتحسين وتطوير التعليم، ووضع الحلول المناسبة لما يجب أن يكون عليه التعليم في ليبيا، للسير نحو تعليم أفضل مما هو عليه الآن، لذلك فإننا في حاجة ماسة لتتكاتف الجهود نحو اطلاق مشروع وطني لإنقاذ قطاع التعليم من الانهيار، لان انقاذ التعليم يعني انقاذ مستقبل وطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة