الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراويش يفسدون الحياه

امجد المصرى

2017 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الدراويش يفسدون الحياه ..!!
بقلم : أمجد المصرى

يقول الامام مالك وهو يشير بيده الى قبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم " كل شخص يؤخذ منه ويرد عليه الا صاحب هذا المقام " فلا يوجد أحد معصوم من الخطأ غيره ولا يوجد شخص يوحى اليه من السماء سواه .. فهل نطبق هذا فى حياتنا ام نسقط احيانا كثيره فى مرض الدروشه لبشر مثلنا يخطىء كثيرا ويصيب قليلا كحالة سائر البشر ...!!!

من موروثات الشعب المصرى الراسخه فى وجدان بعض ابناؤه دائما عله مريره لا تنتهى ابدا مهما ارتفع مستوى الفكر والتعليم وتطور استخدام التكنولوجيا الحديثه .. انها علة الدراويش وارتباط الناس ببعض الاشخاص من الرموز والقاده فى السياسه والدين او حتى الفن والرياضه لدرجة تصل الى تقديسهم ووضعهم دائما فى منزله عاليه لاتسمح ولا تجيز للاخرين اى درجه من استهدافهم بالنقد او حتى مناقشه افكارهم والبحث فى مدى صحتها وجدواها للمجتمع وللصالح العام ومدى مناسبتها للتوقيت الذى نعيشه حتى وان ناسبت ازمنه سابقه فربما ان ما كان يصح منذ عقود قد لا يصح الان .. انها معضلة تقديم الاشخاص على الافكار والسقوط ربما فى حالة الانفصام والتحيز بعيدا عن نهج الموضوعيه والمصلحه العامه وارتباطا باشخاص قد لا يحسنون التعبير عن واقع المجتمع او ايجاد الحلول الصحيحه لمشاكله المتغيره دائما .

يذكر التاريخ ان فكرة الدراويش كانت وما زالت مرتبطه ارتباطا وثيقا بفئة الصوفيين الذين زهدوا فى الحياه واكتفوا فقط بالجانب الروحانى الذى يحصلون عليه بالتقشف واعتزال الناس وتغييب العقل وتحمل ضنك المعيشه فهم لا يعملون ولا يسعون للرزق ولكنهم دائما ملتفين حول الشيخ او الامام فى حلقات الذكر التى تصل بهم احيانا الى حاله من الغيبوبه تفصلهم عن الواقع وتتعالى بهم عن اى طموحات او اغراض دنيويه حياتيه لهم ولابناؤهم من بعدهم... من هذه الفكره الروحانيه التى لا ننكر وجودها فى معظم الدول الاسلاميه وخاصة فى موروثات الدوله العثمانيه والفارسيه بدات فكرة الدروشه السياسيه والاجتماعيه بالالتفاف حول زعيم او قائد او حتى مفكر او ربما معارض منشق والترويج له على انه الشخص المعصوم من كل خطأ والذى يجب اتباعه يمينا ويسارا أينما سار وكيفما شاء فهم لا يجرئون على مناقشته او مخالفة تعليماته حتى وان انحرف بالجميع الى الهاويه .

قد يرى البعض اننا شعب عاطفى بطبعه عاشق للزعامات يقدسها ويسعد دائما باقتفاء اثرها ولكن المنطق والعقل يرفضان ذلك على طول الخط فكيف يسمح انسان لنفسه ان يسير كالأعمى خلف انسان اخر لم يميزه الله عليه بوحى ينزل من السماء او بقدرات خارقه فى العقل والفكر اللهم الا بعض التميز فى الخطابه والتلاعب بمشاعر بسطاء الفكر ومحدوى الثقافه من اجل تحقيق افكاره وتبرير افعاله .. انها مخالفه صريحه للمنطق فكل انسان قد وهبه الله عقلا يسطيع ان يميز به بين الطيب والخبيث او على الاقل ان يستخدمه فى تقييم ما يقدمه له هذا الرمز او غيره من افكار وقرارات استنادا الى بعض العلم او الثقافه او حتى البحث فى اصل وحقائق الاشياء .. اما الغاء كل هذا والاكتفاء بأتباع الاشخاص كالاعمى الذى ينتظر من ياخذ بيده الى مقصده فهو امر لايقبله احد كما ان فكره وصول تقديس الاشخاص الى درجه القتال من اجل الزود عنهم والاستبسال فى الدفاع عن اخطاؤهم قبل صوابهم واعتبار كل من يذكرهم بسوء او يتجرأ على مناقشة افكارهم عدوا يجب قتاله واخراس صوته المعارض هو نوعا من العبوديه الفجه التى وان صحت فى قرون مضت اصبحت لا تصح اليوم ابدا فى عالم يحكمه الفكر والعلم والتكنولوجيا المتطوره واتساع دائرة المعلومات المتبادله والحقائق المطروحه على الجميع فى شتى المجالات .
لا نتحدث هنا عن ان يكون جميع سكان الارض سواسيه فالبعض مقدم على البعض الاخر ولكن نتحدث عن عدم الاستسلام الكامل والغاء العقل واتباع اشخاص لمجرد ان لهم صوتا عاليا او انهم قد تقلدوا منصبا رفيعا او منبرا اعلاميا مسموعا يقودون منه بقية الافراد كالقطيع الذى يسير خلف الراعى دون ان يفكر الى اين يذهب به او الى اى مصير قد يواجهه ..انها دعوه للتحرر من عبودية الاشخاص وتقديسهم الى اعلاء قيمة العقل والفكر والبحث دائما وابدا عن الحقيقه مع الاحترام الكامل لكل رمز او قدوه تستحق الاحترام ومع الاحتفاظ دائما بحق النقد وتوجيه الاسئله بل والاتهام احيانا فلا احد يصيب دائما ولا احد معصوم من الخطأ فالكل بشر يخطىء ويصيب الا صاحب هذا المقام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع