الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية الكردية!!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2017 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الشرقيون بصفة عامة متشابهون في تفكيرهم وسلوكهم وعقلياتهم الشرقية ، وديمقراطياتهم مثلهم متشابهة أيضاً!.
فالأكراد الذين يعيبون على الجميع [عراقيين ، سوريين ، إيرانيين ، أتراك] ديمقراطياتهم وسلوكياتهم في الحكم ويشتكون منهم مر الشكوى ، هم أيضاً يمارسون نفس النوع من الديمقراطية ، ويتصرفون نفس التصرفات ويسلكون نفس السلوك الذي يعيبون على الآخرين سلوكه!!

فتعالوا معنا لنرى كيف؟؟
فمنذ ما يقارب الربع قرن من الزمان ، والسيد (مسعود برزاني) هو الرئيس ـ الأول والأخير ـ لإقليم كردستان ، ومنذ تأسيسه ـ بحماية أمريكية ـ إلى اليوم !.
وبدلاً من أن يتداول السيد البرزاني السلطة مع آخرين من الأكراد كما تفترض الآليات الديمقراطية ، نراه قد انفرد بالسلطة ولم يطق وجود أحد بجانبه يمثل سلطة بأية صور ة من الصور ، بما فيهم رئيس ما يسمى بــ "برلمان كردستان" .. فطرده الرئيس شر طردة وعطل برلمان الإقليم !!
فديمقراطيته بدلاً من أن تشيع القيم والآليات الديمقراطية في السلطة والمجتمع ، أشاع برزاني بينهم سلطة عائلته وعشيرته ، وجاء بهم إلى أعلى سلطات الإقليم ونصبهم على رأس الشعب الكردي!.
ونتيجة لهذا أصبح وضع عائلة برزاني في إقليم كردستان بهذه الصورة الديمقراطية :
ـ السيد مسعود برزاني : هو أول رئيس لإقليم كردستان.. وهو الأخير أيضاً!!
ـ السيد نجريفان برزاني : ـ أبن أخ مسعود ـ هو الرئيس المزمن لمجلس وزراء إقليم كردستان!!
ـ السيد مسرور مسعود برزاني : رئيس جهاز الأسايس/ استخبارات (أخطر جهاز أمني في الإقليم)!!
ـ السيد منصور مسعود برزاني : يقود الفرق الأمنية الخاصة في البيشمركة ، وهي بمثابة الأمن الخاص!!
ـ السيد هوشيار زيباري : خال مسعود ـ وزير مزمن ـ في جميع الحكومات العراقية منذ الاحتلال إلى اليوم!!
ـ السيد سيروان صابر برزاني ـ ابن أخ مسعود ـ : يقود ميليشيا أمنية تفتك بكل من يعارض عائلة برزاني .. ويمتلك (شركة كورك) للاتصالات!!
ـ السيد مخسي مسعود برزاني : يملك شركات تسيطر على قطاع المقاولات والانشاءات بالكامل في الإقليم!!
ـ السيد مصطفى مسعود برزاني : يستحوذ على جميع محطات الوقود في إقليم كردستان!!
ـ السيد ويسي مسعود برزاني : يحتكر تزيف العلامات التجارية للسكائر والأدوية والمواد الغذائية وإعادة إدخالها إلى العراق.. وغير هذا كثير وكير جداً!!
وإذا ذهبت إلى أي دائرة أو مؤسسة كردية أخرى في الإقليم ، ستجد وضع العائلة البرزانية نفسه معكوساً على وضع تلك الدائرة وعلى جميع المؤسسات الكردية الأخرى في الإقليم!!
****
ووضع عائلة برزاني في إقليم كردستان ، يذكر العراقيين بالوضع الذي كانت عليه العائلة الصدامية في العراق ، وكأن مسعود برزاني قد تتلمذ على يد صدام حسين واستنسخ تجربته العائلية والسلطوية بكامل ، ونجح فيها بامتياز!!

وكانت رئاسة السيد مسعود برزاني للإقليم قد انتهت بعد دورتين ثم مددت رئاسته لسنتين ، وخارج أية آليات وضوابط وقواعد ديمقراطية أو دستورية أقرها دستور أو برلمان الإقليم!.
ومع هذا فقد أبى برزاني أن يسلم رئاسة الإقليم بعد انتهاء السنتين المذكورتين ، وأبى أن تجرى أية انتخابات لرئاسة الإقليم!!

أما السيد نجريفان برزاني ـ أبن أخ مسعود برزاني ـ فقد أصبح مثل عمه ـ رئيساً مزمناً ـ لمجلس وزراء إقليم كردستان ، وأصبح وضعه يشبه وضع [نـــــوري (سعيد) الــمــالـــكــي] الرئيس المزمن لوزراء العراق بنسختيه:
الملكية: في العهد الملكي.. والمحصصاتية : في عهد المحاصصات العظيم!! .

****
ويتفق أغلب الخبراء على أن مزايدات مسعود برزاني على الزعماء الأكراد الآخرين ، ومطالباته بإجراء استفتاء ومن ثم الانفصال بإقليم كردستان عن العراق ، ما هي إلا مناورات لكسب التأيد الشعبي لتتويجه كزعيم قومي لجميع الأكراد ـ داخل وخارج العراق ـ ولبقائه في السلطة ، وخارج جميع الإطر والضوابط القانونية والدستورية ، التي تحدد طريقة وصوله إلى السلطة ومدة بقائه فيها ، وكذلك حدود سلطته!!

وآخر ما تمخض عن تمسك برزاني بالسلطة وانفراده بها وتجاوزه على كل القواعد القانونية والدستورية هو :
أن محافظة السليمانية قد ضاقت ذرعاً ببرزاني وتصرفاته وانفراده بالسلطة ، وأنها أخذت تتململ وتتذمر بشدة .. وظهر قيها رأيان :
الأول : يقول بجعل محافظة السليمانية إقليماً قائماً بذاته ومنفصلاً عن سلطة برزاني!!
والثاني يقول : بجعل السليمانية إقليماً مستقلاً ضمن إقليم كردستان ، وجعل إقليم كردستان إقليماً فدرالياً!
وقد عقد (مجلس السليمانية) عدة اجتماعات صاخبة لهذا الغرض.. وقد تمخضت هذه الاجتماعات في النهاية ، عن تصويت المجلس يوم أمس على صيغة وسط بين الصيغتين ، وهي الأخذ بنظام [اللامركزية الإدارية] أولاً في إقليم كردستان ، وإذا لم نجدي هذه الصيغة فبعدها سيكون هناك كلام آخر!!

يذكر أن إقليم كردستان يتكون من ثلاث محافظات هي : أربيل ، السليمانية ، دهوك !.
عائلة برزاني تسيطر على محافظتي أربيل ودهوك .. بينما (عائلة الطلباني) تسيطر على محافظة السليمانية وتنفرد بسلطتها ، وتسلك فيها نفس سلوك عائلة برزاني في أربيل ودهوك تقريباً ، وإن كان بطريقة أقل حدة وأكثر سلاسة!.

ويذكر أيضاً بأن هناك عداوات عشائرية وسياسية بين العائلتين والمحافظتين ، وقد خاصتا حروباً دموية بينهما عدة مرات ، كان آخرها قي منتصف تسعينات القرن الماضي عندما سيطر طلباني ـ بمساعدة إيرانية ـ على أغلب مناطق عائلة برزاني!.
وكانت المحافظتان حينذك تحت الحماية الأمريكية وخارج سلطة الدولة العراقية .. فاستنجد برزاني عندها بالجيش العراقي ، وطلب المساعدة من صدام حسين .. فدخل الجيش العراقي إلى تلك المناطق ـ وخلال ساعات ـ طرد قوات طلباني من جميع المناطق التي استولى عليها ، وأعاد الأمور إلى ما كانت عليه ، ثم انسحب من تلك المناطق عائداً على ثكناته!.
لكن برزاني اليوم ينكر كل هذا ويبرّز عضلاته الورقية على العراقيين وجيشهم الباسل!!
****
هذا "غيض من فيض" كما يقولون عن بعض ملامح الديمقراطية الكردية في جانبها السياسي .. أما جانبها الاقتصادي والاجتماعي فله حديث آخر!!
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي