الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب يتخلون عن الأردن بعد فلسطين

أسعد العزوني

2017 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



هي الأيام نداولها بين الناس، وهي الأدوار ولعبة تداولها ،وجاء الدور الآن للتخلي عن الأردن رسميا ،بعد أن كان رهينة الدعم المالي الذي لم يحظ منه إلا بالنزر اليسير وبعد تلقي الأمر الأمريكي ،كما اوضح الراحل الحسين في مذكراته عندما روى قصة زيارتيه لبلدين عربيين خليجيين ،وقد إستقبل بكل الحفاوة هناك ،لكنه وعندما تطرق للضائقة المالية ،وجد صدا من الجانبين بحجة سوء الحال.
يروي الراحل الحسين في مذكراته عن هذه القصة المحزنة أنه عاد إلى عمان وتوجه إلى قصره ودخل مكتبه ،ورفع سماعة الهاتف وطلب السفير الأمريكي آنذاك ،وقال له سعادة السفير أنا الملك حسين ،ما هو المطلوب مني بالضبط؟ فأملى السفير الأمريكي عليه بعض الأمور وطلب منه العودة من حيث أتى ليتسلم 400 مليون دولار من كل بلد.
يواصل الراحل الحسين القصة بقوله :رفعت سماعة الهاتف وطلبت "...." لأشكره على حسن الضيافة ،فرحب بي مجددا وقال :بوعبد الله تفضل ولك عندنا.......ولم أدعه يكمل فقلت نعم 400 مليون دولار ،وكذلك حصل معي مع المضيف الثاني ،ومن ثم عدت أدراجي من حيث أتيت وعدت حاملا 800 مليون دولار.
أن يروي ملك بحجم الراحل الحسين هذه القصة بكل تفاصيلها ليس عبثا بطبيعة الحال ،بل فيها من الدروس والعبر الشيء الكثير والتي يتوجب إدراجها في مناهج التدريس مساقا متخصصا في علاقات الدول ،فقد أراد جلالته ان يقول أن العرب لا يساعدون بعضهم هكذا لوجه الله او من منطلق الأخوة ،أو لدور مطلوب ،بل بتوجيه من الإدارة الأمريكية ،وريثة الإدارة البريطانية التي كانت تقوم بذات الدور.
والغريب في الأمر أن هذا الإمساك العربي يقابله عطاء بلا حدود للأجنبي إما عن طريق صفقات السلاح المهولة التي لا تصل مشتريها أصلا ،وأن كل ما ينفذ فيها هو عمولة من وقع الصفقة ،أو انها تذهب هدايا لبعض الضيوف والضيفات ،وآخر كارثة ما حصل عليه الرئيس الماسوني لأمريكا ترامب وهو نصف تريليون دولار من السعودية وعدة مليارات من الدولارات هدايا مهولة له ولزوجته ميلانيا وإبنته الجميلة الساحرة إيفانكا ،رغم أن ترامب "ضرط"فصا قام بتلويث مكان القمة ،دون أن يحترم الحضور.
كان الأردن قبل قمم الرياض الثلاث يحصل على دعم كلامي فقط ،لكنه وبعد تلك القمم التي تعطرت إحداها بضرطة ترامب ،فقد حتى هذه الخاصية ،وقد قاطع الملك سلمان خارقا البروتوكول جلالة الملك عبد الله الثاني عندما إفتتح كلمته بالبسملة الطويلة الصحيحة وهي بعد بسم الله وصلي اللهم على نبينا محمد الهاشمي الأمي.
بعد قمم الرياض تغيرت النظرة للأردن ، وتسربت معلومات أن هناك دولتين خليجيتين عربيتين تحالفتا مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية بعيدا عن الأردن ،وما يؤكد هذه التسريبات الهجمات المتتالية من قادة وإعلام مستدمرة إسرائيل على الأردن الرسمي وتحديدا جلالة الملك عبد الله الثاني بحجة أنه يحرض المجتمع الدولي على إسرائيل ،وانه وراء قراري اليونسكو بخصوص الأقصى والخليل.
القصة بانت مكشوفة حتى للمبتدئين في علم السياسية وهو أن البعض ربما كان يستغل الأردن للتواصل مع الصهاينة في بعض القضايا السطحية ،ولكنهم بعد قمم الرياض فرطوها ريمي مع الماسوني ترامب وإتفقوا معه على صفقة القرن ،وعبّدوا الطريق مع مستدمرة إسرائيل ،وبالتالي لم يعد هناك حاجة للأردن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة