الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة حول تراجع الفكر والأدب في سورية -1-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 7 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تأثير هجرة الأدمغة على الإبداع
الإبداع يحتاج إلى بيئة حاضنة، فإن كنت ترى بنفسك القدرة على أن تغيّر شيئاً ما عن طريق إضافة معرفة حصلت عليها، وأردت أن تقدّمها لا تستطيع أن تقوم بذلك منفرداً، تحتاج إلى محيط داعم ومشجّع ، وإن امتلكت تأهيلاً علميّاً يؤهلك لخدمة البلد الذي أنت مواطن فيه، وتحقّق من خلاله حياة كريمة، فلن تهاجر.
أغلب الذين يحتلّون الصفوف الأولى في الدول العربية بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص يحملون كفاءات أقل من أولئك الذين لا يحظون بفرصة عمل، وهنا تكون البطالة، أوالبطالة المقنّعة ، وعدم الحصول على دخل كاف مما يدفع الإنسان للبحث عن مكان أفضل. هي قصّة طويلة من المعاناة بين المهاجر وذاته تنتهي باختيار الهجرة، والمقصود بالهجرة هذه هي هجرة الأدمغة وليس تلك الموجة التي تدّفق فيها السوريين كالسيل بعد الثورة السورية، فهذه قصة أخرى قد يوجد بينهم أدمغة لكنهم بالدّرجة الأولى قدموا كي يعيشوا حياة أفضل، ومن أجل أولادهم، وقسم منهم من أجل تلقي المعونة الاجتماعيّة فقط. زهم من جميع الفئات السياسية، والإثنية، وأغلبهم كفاءاته العلمية، والأدبية محدودة. هي هجرة وصفها بعض الأوروبيين " أنها هجرة اقتصادية" من أحد أبابها الحرب، فلولا الحرب لم تفتح أوروبا أبوابها للهجرة. أظهرت بيانات الأمم المتّحدة أن أعداد المهاجرين السوريين كانت بين عامي 1990 -2005تبلغ نسبتهم 6.03 بالمئة وأصبحت نسبتها بين عامي 2005، و2010 حوالي 10.7 بالمئة، أغلبهم من القوة العاملة المؤهلة، والكفاءات العلميّة . هذا حسب إحصاءات الأمم المتحدة، كما أن أغلب المهاجرين هم من القطاع الصّحي والتعليمي، وهذا ما ترك فراغاً ثقافيّاً في التّعليم على سبيل المثال حيث هو البيئة المشجعة على الأدب، وفي غيره من مجالات الحياة أيضاً،
ووفي لتقرير المعرفة العربي فإنّ سوريّة تحتل المرتبة الأولى عربياً "كدولة طاردة للكفاءات، والعقول" وصنفتها اليونسكو من الدول "الراكدة علميّاً" في عام 2009
كان هذا قبل الحرب، وتعتبر النّسب اليوم غير محزور، ويعتبر الأدب والفكر اليوم هما من أبخس الأشياء.
كان لشعراء القبيلة في ما يدعى "جاهليّة العرب" وزن اجتماعي حيث كان الشاعر سيد القبيلة وقائدها وحكيمها وزعيمها، ثم تمّ إسكاته بعد مجيء الإسلام حيث ربط حياة الشّاعر في الجزيرة العربية بالإيمان والتّضحية فكان الغزل العذري، والأدب العفيف.
يقال: " أنّ أعذب الشّعر أكذبه" وهذه المقولة تنطبق على أفعال الشّعراء، فهم لم يستمرّوا في كتابة الحبّ العذري، بل أرادوا كتابة أعذب الشّعر، وربما أكذبه، فالشّاعر متمرّد بطبعه، لذا عادوا الشّاعر إلى المرأة والحبّ، والخيال، والموسيقى، والجمال، وهذه الأمور الجمالية خالدة. قد يخف وهجها أحياناً لتعود بقوة .
و بعد الفتوحات نذر بعضهم نفسه لرواية الشعر وجمعه، وغربلته .
الأدب هو غذاء الرّوح والنّفس، وهو حالة جماليّة تتسبّب بالتّوازن، ومع انتشار التكنولوجيا تراجعت نوعيّة الإبداع مع زيادة الإنتاج، وبذلك تخلى الأدب عن وظيفته الحقيقية في رصد المجتمع، والدّخول في تفاصيل الثقافة اليوميّة . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم