الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحي لمجلة -الأهرام العربي- بخصوص قضية الاستفتاء لإستقلال كردستان

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 7 / 22
القضية الكردية



بير رستم (أحمد مصطفى)
كتب الإعلامي والصديق "محسن عِوَض الله" مستفسراً عن القضية ضمن سياق السؤال الآتي؛ "احتاج رأي حضرتك فى اعلان موعد الاستفتاء وكيف تري الرفض الدولي للخطوة" وذلك في محاولة منه للوقوف على المسألة وكان ردي له بالشكل التالي: إن قضية الاستفتاء في إقليم كردستان (العراق) ليست هي المرة الأولى التي تثير قلقاً في المنطقة ولدى حكومات الدول الغاصبة وكذلك عدد من الحكومات التي لها مصالحها الحيوية في منطقة الشرق الأوسط حيث الجميع مشغول بقضية مكافحة الإرهاب ولذلك فأي أزمة جديدة قد تفتح المزيد من الجبهات الأخرى وبالتالي قد تؤثر على قضية مكافحة التنظيمات والجماعات المتطرفة وميليشياتها ولذلك فقد جاءت ردود الفعل لدى بعض الدوائر والحكومات الغربية وأمريكا محذرة من الذهاب إلى "الإنفصال" منفردةً ودون التشاور والتباحث مع الحكومة العراقية.

لكن ورغم ذلك فقد كانت ردود الأفعال تلك _عدا تلك التي للحكومات الغاصبة لأجزاء وجغرافيات كردستانية_ فقد جاءت خجولة أو مترددة بين القبول بها كجزء من حقوق الكرد حيث صرحت الخارجية الأمريكية ورغم التنبيه من الخطوة والذهاب إليها منفردةً؛ بأن قضية استقلال كردستان تعتبر جزء من "تطلعات مشروعة لشعب كردستان العراق"، لكنها وبنفس الوقت أضافت بأنها "تؤيد عراقاً موحداً فدرالياً مستقراً وديمقراطياً" وكذلك فقد جاء الموقف الألماني محذراً من مخاطر القرار الكردي حيث أكدت بخصوص هذا الشأن وذلك عندما صرح وزير خارجيته قائلاً؛ "بوسعنا فقط أن نحذر من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية".

وهكذا فإن الموقف الأمريكي والغربي هو حذر من قضيتين؛ أولاً- الاستفراد الكردي في القرار ودون مشاركة المركز بغداد للوصول إلى تفاهمات بهذا الشأن وثانياً- الخوف من تداعيات هذا القرار على قضية محاربة الإرهاب في المنطقة .. ورغم ذلك فقد جاء التأكيد الكردي وعلى لسان السيد "هوشيار زيباري" الذي قال: بأن "التصويت المتوقع بنعم في الاستفتاء على استقلال الأكراد سيعزز موقف إقليم كردستان العراق في المفاوضات مع بغداد لكنه لن يؤدي إلى انفصال عن العراق بشكل تلقائي". وبالتالي وبقناعتي فإن قيادة إقليم كردستان، لن تذهب إلى الاستقلال دون الحصول على موافقة أمريكية على الأقل .. أما بخصوص التوقيت، فنأمل أن لا تلجأ بعض الأحزاب الكردية لاستثمار القضية لصالح أجندات حزبية وتعزيز مواقعها السلطوية في حكومة الإقليم من خلال قضية الترويج لاستقلال كردستان.

أما بخصوص السؤال؛ "هل واقع كردستان العراق قادر على قيام دولة وهل يملك المقومات" فأعتقد دون توافق إقليمي دولي على قضية الاستقلال لا يمكن بالأساس الإعلان عن قضية استقلال كردستان حيث حصار المنطقة الكردية _إقليم كردستان_ من دول الجوار سوف يخنق أي طموح كردي بالاستقلال وبالتالي فإن قضية الاستقلال مرتبط بتوافق دولي إقليمي أو وجود مشروع أمريكي روسي لإعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة وفق مصالحهم الحيوية كدول سيادية جديدة وبديلة عن الاستعمار القديم الفرنسي الانكليزي .. أما أن يذهب الكرد منفردين للاستقلال فتلك ليست إلا أحلام رغبوية لبعض القوميين الحالمين من أبناء شعبنا، لكن يمكن أن نضيف بأن قضية الاستقلال أجمعه الشارع الكردي ووحدت القوى السياسية الكردية وبالتالي سوف تقول موقع قيادة الإقليم في أي مفاوضات قادمة بشأن مصير إقليم كردستان مع الحكومة العراقية في المركز بغداد.

وكذلك وبصدد مسألة أن "البعض يحذر من دولة كردية تلقي مصير جنوب السودان من حروب اهلية وصراعات على السلطة.." و"كيف نرى ذلك"، فيمكننا الإفادة بما يلي: للأسف أغلب الكتابات تأتي من مواقف رافضة لمفهوم الاستقلال حيث تجد فيها ضرب للمشروع العربي والأمة العربية متنكرةً لحقوق شعوب المنطقة أن تنال هي الأخرى استقلالها أسوة بالشعوب العربية عندما نالت وبدعم إنكليزي الاستقلال وطرد الاحتلال التركي العثماني وبالتالي فإنك تجد نلك القراءات مبتورة و لا تحمل أي قيمة تحليلية نقدية، بل تهدف إلى غايات سياسية عنصرية، رغم إنني لا يمكننا أن ننكر تخوفنا من إنجرار الكرد وعلى غرار جنوب السودان إلى حروب داخلية للاستفراد بالسلطة، لكن ما يمكن أن يطمأننا بعدم إنجرار الكرد هو الضمان الأمريكي الغربي وحاجتهم للقوات الكردية كقوات قادرة على محاربة الارهاب والتطرف وكذلك إبقاء كردستان آمنة كقاعدة عسكرية للعمليات الميدانية في المنطقة.

وأخيراً لم تكمن في الجغرافية الكردستانية من حقول النفط والغاز؛ عصب الحروب الحديثة ولذلك لا أعتقد بالسماح للكرد الإنجرار لحروب داخلية وقد رأينا ذلك في شنكال حيث حصلت بعض المناوشات بين كريلا العمال الكردستاني وبيشمركة الديمقراطي الكوردستاني، لكن ومباشرةً تدخلت كل من ألمانيا وأمريكا كوسطاء لتهدئة الأوضاع وعدم السماح للتوتر أن تصل لمواجهات عسكرية بين الطرفين الكردستانيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ




.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال


.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب




.. سوري ينشئ منصة عربية لخدمة اللاجئين العرب