الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم الاوحد’وابن الشعب البار’عبد الكريم قاسم مناقبه ومثالبه!2-2

مازن الشيخ

2017 / 7 / 23
السياسة والعلاقات الدولية



في الجزء الاول من المقالة استعرضت ماحدث في العراق من تداعيات بعد قيام الضباط(الاحرار) باسقاط نظام الحكم الملكي
والتكالب على السلطة’واستغلال الزعيم عبد الكريم قاسم’منصبه كرئيس وزراء ووزير للدفاع’من اجل ترسيخ سيطرته المطلقة على كل مؤسسات الدولة
,مسنودا بهتافات جماهيرية,كانت تصفه’بأنه الزعيم الاوحد’
ولذلك فقد شكل ذلك الهتاف حاجز بين دواخله’وبين الواقع الذي كان من حوله’ولم يعد يسمع صوت العقل والمنطق’
وكان ذلك اول مسببات فشله في الاستمرار بادارة الدولة وسقوطه الماساوي في 8شباط 1963’
كما ان المنطق’يفند مزاعم كل من قال بان قاسم كان نقيا’طيبا’متواضعا’ نزيها(الخ)
’لو كان فعلا انسانا وطنيا لاهدف له الا خدمة الشعب وانصاف المظلومين ودعم الفقراءةلما كان سمح بتسميته الزعيم الاوحد
لقد استغل منصبه بشكل بشع’واخذ يجيركل انجاز حكومي باسمه’
زعموا بأنه كان سياسيا محنكا’ونسجوا حوله الاساطير’لكن واقع الحال ’يؤكد’
بأن لااحد’كان سمع بفكرة او نظرية او علم’اوخطط استراتيجية’خاصة ابتدعهاعبد الكريم قاسم,
بل أن سيرته اثبت انه لم يكن رجل سياسة’ولم تكن لديه اية خبرة في عالمها
بل مجرد رجل عسكري طوباوي’
الصدفة’وحدها القته في مسيرة العمل السياسي’ليجد نفسه فجأة قائدا لدولة كبيرة’في منطقة ستراتيجية وفي حقبة زمنية شديدة الاهمية
حيث كانت الامور خلالها تتأرجح تحت صراع تاريخي وتنافس بين قوتين عظميين افرزتهما الحرب العالمية الثانية’الشيوعي والرأسمالي
كل من المعسكرين كان يراهن على كسب العراق’لما له من اهمية’’وكان المعسكر الغربي الاكثر قوة وتطورا
لن اتكلم عن المناقب التي نسبت الى قاسم’لأن اخوة اعزاء غيري’من محبي ومريدي الزعيم’لم يقصروا في هذا المجال’
ان لم اقل انهم بالغوا كثيرا’ولكن على اية حال لايسعني الا ان احترم اراءهم’حيث اني واثق من نقاء سريرتهم’فالرجل لاشك مثير للجدل
’ولايمكن اطلاق حكم من طرف واحدعلى حقيقة فترة حكمه’لكن بالتأكيد يحتاح الى محاكمة عادلة ورصينة’لكي تتبين حقيقته بشكل لاغبار عليه’وذلك نتركه للتاريخ’
لكني ساذكر مثالبه’واترك الحكم لمن يتعامل مع الحقائق بقوة وميزان المنطق بعيدا عن العاطفية والانسياق وراء المضاهر’والتعامل مع الامور بابعاد ثلاثة بدلا من النظرة المسطحة
فاولا’المشاريع الكثيرة’والتي زعم انه انجزها’هي في الحقيقة’كانت قد صممت ودرست ووضعت كافة مخططاتها ايام العهد الملكي’ومن قبل مجلس الاعمار’والذي كانت ورادات النفط مخصصة له’بدلا من تسخيرها لتغطية البطالة المقنعة التي اتت بها الجمهورية
والذي يريد ان يتعامل مع الحقيقة والواقع عليه ان يبحث في تلك الوثائق’مع العلم بأنني شخصيا اشتركت في ادارة احد المشاريع العملاقة في جنوب الصويرةعام 1977’وكان الزعم بانها من مخططات ومنجزات حكومة البعث ’صمن مايسمى بالخطة الخمسية الانفجارية’والتي بدأت بعد(نجاح تأميم النفط الذي اعلنه البكرعام 1972)وصدفة عندما كنت اقلب مجلة قديمة اسمها اهل النفط’وفي عدد صادر في عام 1955’فقرأت عن المشروع نفسه’وبأنه وضع ضمن خطط المجلس بعد ان اشبع دراسةةوذلك دليل على ان التخطيط كان يجري على قدم وساق’وحين حان وقت التنفيذ’اقتنص قاسم الفرصةليجير كل ما انجزه السلف الصالح باسمه
وكزعيم اوحد’ولافضل لعراقي غيره في تنفيذ هذه الاعمال الجبارة!
ولعل اشهر ماقيل عن طيبة وانسانية قاسم وحبه للفقراء’هو انه بنى مدينة الثورة’للهاربين من جحيم الاقطاع
’والحقيقة انني اعتبر هذا العمل من اكبر مثالب قاسم’ومن اسوأ الاعمال التي اضرت بالعراق عامة وببغداد الجميلة بشكل خاص
فلاشك ان اولئك البؤساء كانوا مظلومين’ويستحقون كل رعاية وعطف’وانا شخصيا اتعاطف مع قضيتهم ’ومن اعماقي’لكني اختلف تماما مع الطريقة التي عالج فيها قاسم مشكلتهم’
حيث ان المعروف انهم كانوا من الفلاحين الهاربين من حكم الاقطاع القاسي’والذي سمعت ىالكثير من الوصف عن مدى بشاعته
لكن كان على الزعيم ان يحل مشكلتهم بالمنطق ’والمعقول’فهم فلاحين’ومن بيئة تختلف تماما عن بيئة بغداد المدينة الجميلة النظيفة المتحضرة’
والتي لاكانت تباهي العواصم في نظافتها وترتيبها
كان على قاسم ان يلغي الاقطاع ويقوم باعادة اولئك الفلاحين الى اراضيهم وبيئتهم الطبيعية
ويمنحهم بذورا واسمدة ومكائن زراعية ويشجعهم على اقامة جمعيات تعاونية ’لكي يعيدوا احياء الارض ويؤمنوا الغذاء للعراق’
والاهم ’لكي يشعروا بقيمتهم الانسانية’وانهم يؤدون عملهم الخاص بهم
واكرر كل ذلك في بيئتهم الطبيعية,
حتى اني قرأت قصة حقيقية عن ’
ان رجلا من اغنياء بغداد’احب امراة من الاهوار’وتزوجها واسكنها قصراراقيا في بغداد’لكنها كانت تشتكي دائما من العيش في قصره’وطلبت منه اقامة صريفة من القصب في حديقة المنزل الكبيرة’انذاك شعرت بالسعادة والاستقرار’
هذا واقع انساني كبير المعنى
لكن مالذي نتج عن مافعله الطوباوي قاسم’لقد بنى دورا للسكن’لكنه لم يوفر مجالا للعيش’لاؤلك المسحوقين
’فابتلت بغداد بمشاغباتهم وتكاثروا وغزوا العاصمة وحولوها الى ركام
’ولابد لبعض الاخوة الكرام من محبي قاسم والذين عاصروا عهده يذكرون كيف كانت بغداد’وماذا اصبحت’ولماذا؟!
ومما يقال عن منجزاته العملاقة’هو اصداره قانون 80 في 1961’حول النفط’اقول:-ان ذلك القانون هو الاخر كان جاهزا’ونتيجة نضال رجال العهد الملكي’ومنهم اخر رئيس وزراء للعهد الملكي’احمد بابان’وقبله نوري السعيد’والذي يريد ان يطلع على التفاصيل احيله الى كتاب تاريخ الوزارات للمؤرخ عبد الرزاق الحسني’حيث تحدث عن ذلك الموضوع
اما الانجاز الاخر والذي سجل باسم قاسم’فهو قراره الخروج من حلف بغداد’مع العلم ان ذلك المشروع كان من تصميم بريطانيا’ودعم ومساندة امريكا
حيث’وبعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية’انقسم العالم بين معسكرين شرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي الشيوعي’والغربي’الرأسمالي وبقيادة امريكا’شتدت خلاله الحرب البارد’بين المعسكرين
وقد بذل الغرب جهودا كبيرة لتشكيل سد بين السوفييت والمياه الدافئة’والتي هي مصدر الطاقة الاساسي
’’وذلك عن طريق انشاء حلف عسكري اقتصادي سياسي تعاوني بين اربعة من اهم دول المنطقة وهم تركيا والعراق وايران والباكستان’وباسم حلف بغداد,ووعدوا بدعم دول عسكريا واقتصاديا’
ولذلك فخروج العراق من ذلك الحلف كان اكبر خطأ ستراتيجي’حيث كان يمكن لذلك التكتل صناعة وضع شرق اوسطي مستقر ونامي بفضل الدعم الغربي’
يشبه مشروع ماريشال الذي اعاد بناء اوربا الغربية بعد مالحق بها من دماركبيرنتيجة الحرب الثانية
ولو نظرنا الى وضعنا المزري الحالي في العراق اليوم لرأينا ’ان 90%من مصائبنا مصدرها تركيا وايران’وذلك دليل على ا ن قرار قاسم كان سلبيا.
حيث لونجح حلف بغداد لكنا اليوم دول متعاونة متكاتفة متكاملة اقتصاديا’بدلا من الحروب والمنازعات وقطع المياه والتدخل في شؤون العراق الداخلية.
اهم مايجب قوله عن انقلاب 14تموز انه بدأ فعلا همجيا’اساء كثيرا الى سمعة العراق’عامة وبغداد خاصة
حيث بدأ بتصفية العائلة المالكة’بطريقة سادية وحشية’قتل خلالها حتى طباخ القصر التركي’ولوحق صبيا هاربا وقتل فوق سياج الدار’اضافة الى بقية افراد العائلة المالكة’والذي كانواجميعا من النساء’
وماصدر من تبرير بان المقبور المجرم عبد الستار العبوسي كان قد تصرف بشكل شخصي’عندما قتل اطلق النار على الملك والعائلة’لايسنده منطق’
حيث انه لم يحاسب ولم يعاقب’مما اكد انه كان متفقا مع قادة الانقلاب على تنفيذ الجريمة البشعة
,كما ان تساهل قادة الانقلاب مع جماهير الغوغاء والتي قامت بسجل جثث الوصي ونوري السعيد’اكبر دليل على نوعية اولئك القادة وثقافتهم وخلقهم وانسايتهم الغائبة عن الوعي’
لقد اساؤا الى سمعة العراق بشكل ماساوي’خصوصا عندما تولي المهداوي,منصب رئيس محكمة الشعب’,الذي كما اسلفت لم يكن يحمل شهادة حقوق’لقد كانت ادارته لجلسات المحاكمة ’تثير الغثيان والاشمئزاز’حيث كان الامر يبدووكأننا في حارة شقاوات وليس قاعة محكمة’ولاانسى عباراته السوقية’عندما خاطب احد المتهمين’بكلمات سخيفة لاتلليق ’قال له:-انت ياجبان ياخسيس يادرنفيس يا عميل الامريكان والانكليز!
هذه كانت شخصية واخلاق وثقافة المهداوي’والذي كل مؤهلاته انه ابن خالة قاسم’
الكلام طويل ومتشعب’لكني لااريد ان اطيل على القارئ الكريم’لاني انا ايضا اقرأ واعلم انالاختصار مفيد جدا
لذلك وقبل الختام احب ان اذكر الجميع’بأن عبارات متامرين وخونة ورجعيين’والخ’مما كنا نسمعه عن اعداء قاسم’هي عبارات ليست منصفة
فالرجل لم يفجر ثورة ولم ينفذ الانقلاب بمفرده’بل هو كان فردا في جماعة’الجميع خاطروا بحياتهم واشتركوا بتنفيذ الانقلاب’
ولذلك كان واجبا على الزعيم ان يتفاهم معهم ويتنازل عند بعض رغباتهم ومطالبهم
’فهو لم يكن نبيا ولامعصوما’ولاحتى ذكيا’بل كان له رأيه واجتهاداته’وهو انسان يخطئ ويصيب
لكنه استغل منصبه وكان مشروع ديكتاتور واضح
هو اول من من اسس للديكتاتورية عندما قبل بصفة الزعيم الاوحد وتبناها
في العهد الملكي كان هناك فقرا’وكان هناك اقطاع’وكان هناك مطاردة للمعارضين السياسيين
لكن المسألة لاتحسب بشكل مطلق حيث الزمان والمكان يجب ان يحسب في كل معادلة
ولذلك علينا ان نقارن بين وضع العراق انذاك مع بقية الدول المجاورة لنرى ان العراق كان رائدا ويتقدم كل دول المنطقة في حينها
وللنظر الان الى العراق ونقرانه مع حالة جيرانه من الذين لم تسقط (الثورات التقدمية!!)انظمتهم السياسية وبقت انظمة وراثية
في العهد الملكي كان الشخص المناسب في المكان المناسب
لم يكن هناك عسكري يمكن ان يغتصب الحكم المدني’ولم يكن هناك بائع خواتم او خضرة يقفز الى قيادة الدولة
ولعل الاخ رواء الجصاني خير معين لي في ختم هذه المقالةة
ذ سانهيها بمقالة كتبها ونشرها قبل ايام
وهو لمن لايعرفه ابن اخت شاعر العرب الاكبر الجواهري وصهر وصفي طاهر مرافق الزعيم
لقد اختصر حالة العراق في نهاية عهد قاسم’ولنرى حقيقة مافعله’وانه تسبب بعنجهيته ونرجسيته بماحل به والعراق من مصائب
وحده يتحمل ماحل بالعراق وشعبه’وهذه هي
مقالة السيد الجصاني
———————————————-
بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لقيام الجمهورية العراقية، في الرابع عشر من تموز 1958 عنّت لي تساؤلات بشأن تمجيد، بل وتأليه الزعيم، ثم اللواء لاحقا:عبد الكريم قاسم، او أنتقاده وإدانته، وهو يتولى حكم العراق اربعة اعوام ونصف (1958- 1963) .. وها انا أوثق في السطور اللاحقة فأقـول ان الوضع السياسي في البلاد كان في نهاية حكم قاسم، كالتالي، ولن احلل او استنتج، اذ احيل ذلك الامر للقارئ لكي يحكم بنفسه، ويقرر-:
1/ الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة كامل الجادرجي،كان قد جمد نشاطاته، منذ نحو عامين، قبل سقوط قاسم، وحكمه، واعتزل العديد من قادته نشاطاتهم السياسية.
2/ الحزب الشيوعي العراقي المطارد والملاحق، والمئات من اعضائه في المعتقلات والسجون، تقول وثائقه، وتصف الحكم وقائده، قبل اشهر من سقوطه، بانه حكم دكتاتوري فردي متسلط .
3/ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى البارزاني، معلناً (ثورة) الشعب الكردي منذ عام 1961 .. وقوات الجيش العراقي البرية والجوية تقصف قرى ومناطق ( الثوار) بالقنابل والصواريخ، حتى شباط 1963..
4/ المرجعيات، والقوى الاسلامية، بشقيها الشيعية والسنية ( مرجعية الامام محسن الحكيم، والاخوان المسلمون) تنتقد حكم قاسم، وتحرض ضده علنا بفتاوى وبيانات ومواقف.
5/ البعثيون والقوميون واحزابهم وحركاتهم قاموا – واستمروا – بكل ما لديهم من امكانيات، وبكل الطرق: بيانات واحتجاجات وعنف، حتى تمكنوا من تنفيذ الانقلاب المشؤوم في شباط 1963 فأسقطوا قاسم، وحكمه، وأسالوا الدماء.
6/ الاقطاعيون، والمتضررون من قيام الجمهورية، ومؤيدو النظام الملكي، وقفوا بالمرصاد ضد قاسم وحكمه، منذ قيام الجمهورية عام 1958 وتآمروا عليه، واستمروا هكذا حتى سقوطه عام 1963 .
7/ العديد من الضباط الوطنيين البارزين، المشاركين في اسقاط النظام الملكي عام 1958 (وصفي طاهر- جلال الاوقاتي- فاضل عباس المهداوي- ماجد محمد امين- هاشم عبد الجبار….) مبعدون عن مهامهم ومسؤلياتهم، وشبه مجمدين.
8/ رئيس اتحاد الادباء، ونقيب الصحفيين العراقين في ذات الوقت، محمد مهدي الجواهري، يفـرّ من نظام قاسم واجهزته القمعية، عام 1961 ويلجأ الى براغ.
… وهكذا يمكن الاستمرار في التعداد، والتوثيق، وحتى بالتفاصيل المملة، عن مواقف : اليمين والوسط واليسار، وفق التصنيفات السائدة،… فهل يمكن بعد كل ذلك، تمجيد بل وتأليه الزعيم- اللواء عبد الكريم قاسم، او انتقده وادانته؟… اسئلة عجول، حيرى قد تفتح الذهن لمزيد من الوعي، بعيدا عن العواطف والشعبوية … / وللموضوع صلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإيراني يحتفل بيومه الوطني ورئيسي يرسل تحذيرات جديدة


.. زيلينسكي يطلب النجدة من حلفائه لدعم دفاعات أوكرانيا الجوية




.. الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة 14 جنديا جراء هجوم لحزب الله الل


.. لحظة إعلان قائد كتيبة إسرائيلية عن نية الجيش اقتحام رفح




.. ماذا بعد تأجيل الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية؟