الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للفقراء والمعدمين رب يستغيثونه !؟

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2017 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


للفقراء والمعدمين رب يستغيثونه !
هؤلاء الذين لولاهم لما دارت عجلة الحياة !.. ولكنهم لا يعلمون !.. هؤلاء الذين يعتبرهم من أستأسد عليهم بالرعاع !.. والعبيد ، ولا يساووهم ببقاي الخلق ؟.. ويتصدقون الحاكمين عليهم بما جادت بها بقايا موائدهم العامرة بما لذ وطاب ، من مأكل ومشرب ، ويسكنون في قصورهم التي لا تأتي الفقراء أليهم حتى في الأحلام ، لأنها محرمة دخولها على هؤلاءالبؤساء !
هؤلاء الرعاع لهم رب يجب أن لا يكفرون به ؟!... حتى وأن جاعوا .. أو تعروا .. أو ظلموا .. أو سلبت حريتهمم وكرامتهم ، وأنتهك عرضهم وسلبت حريتهم وأمنهم ، وجردوا مما يملكون !.. وعليهم أن يطيعوا حكامهم ( من كل بِرٍ وفاجر !!؟ ) فهؤلاء العتات والجبارين يحكمون بأسم الله !، وما على الرعية ألا الطاعة ، ومن يخالفهم فالويل والثبور وجزائه في الدنيا عذاب !.. وفي الأخرة لهم نار جهنم خالدين !!
هؤلاء الفقراء والبؤساء والمحرومين من نعم العيش ولذائذها ، المسلوبين الحرية والكرامة ، بل المسلوبة أنسانيتهم !!!.. يستعينون بالأله ؟.. عندما يفقدون كل حيلة ووسيلة ؟..فعساه أن يتدبر أمرهم وينقذهم من الذي هم فيه ، فيلجؤون اليه في مصائبهم ونوائبهم ، وما يقاسونه من شظف الحياة وقساوتها !.. ضنا منهم وحسب ما يسوقون سارقين سعادتهم وعيشهم وحريتهم من الحكام ورجال الدين المسيس !.. بأن هذا هو نصيبهم !.. وقدر مقدر من السماء !، وهي أرادة خارجة عن أرادة البشر ، وبيد العليم الديان !؟ وتبقى هذه الثقافة سائدة ويحملونها معهم هؤلاء المساكين !.. حتى تقترب منيتهم ويحين أجلهم !؟
وهذا ناتج عن جهلهم وتدني وعيهم ، ولثقافة التجهيل التي يسوقونها أليهم البعض من رجال الدين السياسي والحكام الفاسدين من العملاء والمأجورين وخدام الأجنبي ، وأيهام هؤلاء بأن ما يأمرونهم به هو قدر مقدر ، ولابد من أطاعتهم ، وعدم الأعتراض عليهم!!!.. كونه يمثل خروج عن الدين وقيمه وشرعته ؟!.
لذلك ترى هذه الشريحة المضطهدة والمصادرة حقوقها وحريتها ، تراهم يلجؤون الى الله لينقذهم من بؤسهم وحرمانهم ، بعد أن أستيأسوا من الخلاص ، أو من قوة غير الأله قادرة على أنقاذهم من عوزهم وظلمهم ! .. ولكن الحقيقة غابت عن هؤلاء البؤساء نتيجة جهلهم وقلة وعيهم ، وبأن منقذهم ومخلصهم الخقيقي هم أنفسهم ولا أحد سواهم .
ولابد لهذه الملايين بأن تدرك هذه الحقيقة ولا شئ سواها !... وأن لا ينسوا ولا يتناسوا السبب المباشر لجوعهم وحرمانهم وتعاستهم وظلمهم وعذابهم !.. ويجب أن يعوا هذه الحقيقة ، وعلى قوى التقدم والديمقراطية أن تساعدهم من خلال تنمية وعي هؤلاء الكادحين والمضطهدين !
ويبينوا لشعبنا بأن هؤلاء البغات والفاسدين والمرتشين ، السارقين لتعب الملايين .. ولجهدهم وعرقهم !.. هؤلاء الذين يحكمونهم بأسم الله حسب ما يدعون كذبا وزورا !!.. هؤلاء هم سبب تعاستهم ، وتوعيتهم بحقيقة أن من ينتج هذه الخيرات في كل مجتمع ، هم الكادحون والشغيلة ، ولكن من يجني هذه الخيرات هم السراق لجهد هذه الملايين من الناس .
وما يحدث في عراق اليوم !؟.. هي حقيقة واقعة لا تحتاج الى دليل ولا برهان !.. فالمستفيد من الإنتاج الإجتماعي ومن ثروات النفط ، والذي هو ملكية اجتماعية ، ولا يعود لفرد او حزب او جماعة !.. ولا يحق للفاسدين من الإستحواذ على تلك الثروات ، فهو ملك الشعب .
ولكن من يجني هذه الثروات الهائلة اليوم، هم نَفَر فاسد ، وهم القلة القليلة من الشعب !.. والملايين تتضور جوعا وتموت ولأسباب شتى .. والسراق والمرابين والفاسدين هم من بيده السلطة والمال والسلاح المستحوذين على ثروات الشعب !.
هؤلاء الحرامية ليس لهم حق في هذه الثروة ، وهم لم يساهموا بإنتاجها ؟،. بل كانوا وما زالوا معوقين حقيقيين للإنتاج الإجتماعي ، والذي هو وحده العامل المباشر والوحيد لرفاهية الناس ولرخائهم ، وسبب سعادتهم وتقدمهم ونجاحهم ، وليس اي شئ أخر .
وللخلاص من هذه الشرذمة الباغية والسارقة للبلاد والعباد ، السعي الجاد والحقيقي لتجريدهم من سلطاتهم !.. من خلال عزلهم سياسيا وعدم تكرار أنتخاب الفاسدين والظالمين والطائفيين والعنصريين ، وأنتخاب القوى النزيهة والأمينة على مصالح الشعب ، من القوى الديمقراطية والوطنية ، ومن الأسلاميين المعتدلين وغير الطائفيين ، والذين هم سبب تعاستكم وتحويلكم الى تابعين .. وعبيد ورعاع ، هؤلاء المتسيدين عليكم ، الذين لم يقدموا أي شئ لصالح العراق وشعبه بكل أطيافه ومكوناته ، بل أفقروه ودمروا نسيجه الأجتماعي وأشاعوا كل ما هو سيئ ، وبفضلهم غاب الأمن وساد الفساد والمحسوبية وتعطل الأقتصاد وغياب الخدمات ، وسيادة الكراهية والظلم وغاب الأمن والعدل والقانون .
يجب تجريد هؤلاء من سلطاتهم ومحاسبتهم على كل الذي تسببوا به من خراب ودمار وفساد وموت .
هذا هو السبب الحقيقي لتعاسة الشعب وخراب البلد وليس شئ أخر !.. فعلى شعبنا أن يدرك هذه الحقيقة ويتصدر سوح النضال والتظاهر والأحتجاج ، من ملايينه الكادحة والمضطهدة والجائعة ، والمتضررة للأنقضاض على من أشاع الفوضى والخراب ، وذلك من خلال العمل مع كل قوى الخير والتقدم والديمقراطية والسلام ، لتحقيق أماني شعبنا في الحرية والأنعتاق ، وفي سبيل دولة المواطنة وقبول الأخر ، الدولة الديمقراطية العلمانية الأتحادية ، ومن أجل حريتكم وسعادتكم .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
٢٢/٧/٢٠١٧ م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة