الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتقال واتسابي

مهند حبيب السماوي

2017 / 7 / 23
الصحافة والاعلام


في حادثة تعد الاولى من نوعها في العالم، تم اعتقال شخص في الهند بسبب منشور له وصف بانه " مشين " كان قد نشره، هذا الشخص، في اكثر من مجموعة من مجموعات تطبيق الواتساب في عشية عيد الفطر المبارك.
القصة، طبقا لرواية مركز الشرطة، تقول بان المواطن الهندي باشباندرا جاترفيدي الذي يعمل في منجم مركزي للفحم، قد تم اعتقاله بسبب ادعاء قُدم ضده يتهمه بانه قد تسبب بايذاء المشاعر الدينية، والغريب في الامر ان الشكوى قد تم تقديمها من قبل صحفي يعمل في صحيفة " ديلي هندي" اسمه جيتندرا جاهان الذي يدير مجموعة على الواتساب.
جاهان اخبر صحيفة انديان اكسبريس، بان " المتهم وضع التعليق في اكثر من مجموعة من مجموعات الواتساب عشية العيد، وقد انتشر هذا المنشور او التعليق لدرجة ان الشرطة استفسرت مني عنه لتحديد هويته او مواجهة تصرف اخر! " ولذا، والكلام لازال لجاهان، اخبرت الشرطة عن عنوانه، ومع ذلك طلب مني الضابط المسؤول احضار الشخص صاحب التعليق للمركز، وقد سافرت لقريته من اجل احضاره".
وطبقا للقواعد المتعارف عليها في هكذا نوع من الاعتقالات، ان تحديد هوية من يعطي معلومات عن الشخص المتهم يجب ان تبقى سرية، ولكن في هذه القضية، تم كشف هوية الصحفي جاهان بالنسبة للمتهم جاترفيدي، والذي بدوره حذر جاهان من عواقب النتائج المترتبة على ماحدث بعد ان دخل السجن.
ومع الاخذ بنظر الاعتبار حيثيات هذه القضية، والملابسات المتعلقة بها ، وخصوصية القوانين الهندية ، وحجم تأثير المجتمع وصدى هكذا نوع من القضايا عليه ، اقول مع كل ذلك ، فان هذه الحادثة تطرح على الطاولة امامنا مسألة جديدة تتعلق بمديات حرية الكتابة في مجموعات تطبيقات التراسل الفوري كالواتساب والفايبر والتيلغرام ومايترتب عن هذه الحرية من مسؤليات او حقوق تتعلق بالنشر وماهيته وموضوعيته او درجة مطابقته للواقع والحقائق وبعده عن الاباطيل والكذب والتزييف والتشهير.
دعوني الان اطرح للقارئ بعض الاسئلة التي من شأنها ان تضيء الزوايا المعتمة في هذه القضية، وربما ستفتح امامنا، في المستقبل، فضاءات ومساحات لم نكن يوما نتصورها.
هل للكتابة في تطبيقات التراسل الفوري المختلفة محددات معينة تكون بمثابة قوانين لايمكن تجاوزها؟ ام انها غير خاضعة لاي ضوابط وتمثل بالنسبة لصاحبها فضاء لحرية مطلقة لايمكن تقييدها ؟
هل يحق لاي شخص مشترك بهذه المجموعات ان ينشر مايحلو له ؟ او يضع لنكات او روابط " مسيئة " تتعلق باخرين من غير ان يتم محاسبته او مساءلته حول ماكتب او نشر ؟
هل الترويج لكذبات او افتراءات اعلامية بحق الاخرين ممكن ان يمر في هذه المجموعات من غير ان يقع صاحبه تحت طائلة القانون ؟
هل علينا ان نراعي المعايير الدينية او الاجتماعية او القيمية ونحن نقوم بكتابة التعليقات او نشر ما نرغب ان ننشره في هذه المجموعات ؟
وماذا عن البعد السياسي في هذه القضية ؟ ماذا لو عمل احدهم سكرين شوت لتعليق كتبه احد السياسيين في احد المجموعات ؟ هل يمكن ان نعتبره تصريح ؟ ام كلام خاص لايحق للاخرين تداوله ومناقشته او بناء مواقف عليه ؟
الم يقم بعض الاشخاص في العراق باخذ سكرين شوت لبعض التعليقات او الكتابات الذي يكتبها بعض المسؤولين في الواتساب ثم انتشرت واحدثت ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
وينبغي ان نؤكد ان هذه المجموعات المقصودة هنا هي مجموعات غير رسمية ممن يقوم بانشائها بعض الاشخاص لاغراض وغايات مختلفة ولا تتعلق بالمجموعات الرسمية التي تعلن عنها المكاتب الاعلامية والتي يكون التصريح فيها رسميا ويمثل الجهة التي قد صرحت به.

ان الحادثة التي انطلقت منها المقالة، والاسئلة التي ولدت من مغزاها، تكشف عن قضايا عديدة ينبغي وضعها في الاعتبار مستقبلا، خصوصا وقد بدأت، هذه المجاميع، بالنمو واكتساح تطبيقات التراسل الفوري على نحو كبير في العالم الرقمي الجديد الذي بدأ الهروب فيه من مواقع التواصل الاجتماعي الى عوالم هذه التطبيقات.


مهند حبيب السماوي
باحث في السوشل ميديا
https://twitter.com/alsemawee








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل