الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء سياسية ماكرونية...

غسان صابور

2017 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أخطاء سياسية ماكرونية
نشر الباحث والجامعي التاريخي الإسرائيلي المعروف Shlomo Sand مقالا مطولا بموقع Médiapart الفرنسي, منتقدا بحدة دعوة الرئيس ماكرون لرئيس الوزراء الاسرائيلي ناتانياهو, للمشاركة بذكرى مجزرة Vel d’Yv وضحاياها من الأطفال اليهود أثناء الاحتلال الألماني النازي لفرنسا, خلال الحرب العالمية الثانية, معتبرا أن هذه الوصمة التاريخية, مشكلة فرنسية ـ فرنسية.. ولا علاقة لسياسي إسرائيلي استعماري عنصري بها.. مضيفا انتقادا فلسفيا تاريخيا للهدية الخاطئة التي قدمها الرئيس ماكرون عندما صرح أن معاداة الصهيونية وسياسة إسرائيل تعتبر عنصرية ضد السامية L’antisionisme égale l’antisémitisme.
توالت باقات مختلفة من التعليقات.. كتب غالبها عديد من الأنتليجنسيا اليسارية والعلمانية ومن المناصرين للسلام ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين من الأوساط الفرنسية (اليهودية)... مجموعة واضحة منها تناصر كاتب هذا المقال.. معترضة على كلمة الرئيس ماكرون.. وخاصة على دعوته للسيد ناتانياهو بالذات.. مفضلة شخصيات إسرائيليلة يسارية مؤيدة لسلام عادل.. ووقف بناء المستوطنات المخالفة لقرارات الأمم المتحدة.. والمحمية من الحكومات الأمريكية... وتعليقات متطرفة تدعم ناتانياهو معتبرة إياه حامي أسرائيل وشعب إسرائيل.. وكل شعوب الجوار.. وخاصة الأقليات الغير إسلامية من الإرهاب الإسـلامي.. بالنسبة لتحليلاتهم (العنصرية المتطرفة) بأن إسرائيل وحكومة ناتانياهو وسياسته الاستعمارية الاقتحامية.. تحمي العالم بأسره من الإرهاب الإسـلامي.. وهذه هي الدعاية الثابتة التي توجهها جميع السفارات الإسرائيلية بالعواصم العالمية.. على أسئلة الإعلام عندما تنتقد (بلطف وحذر) تعديات أجهزة الأمن والشرطة على المواطنين الفلسطينيين داخل القدس.. وحوالي الجامع الأقصى.. وبكل المناطق الفلسطينية التابعة لباندوستاني غــزة أو رام الله الخاضعين دوما لكل المضايقات الاستعمارية.. واحتقار جميع الملاحظات الإنسانية الواردة سواء من الأمم المتحدة.. أو جمعيات حقوق الإنسان.. أو ما تبقى من النادر القليل من الحيادية منها... والجدير بالذكر أن جميع الانتقادات التاريخية والفلسفية والفكرية والسياسية, ترد دائما من بعض أفراد إسرائيليين قلائل.. لهم تاريخهم وكتاباتهم.. بينما لا نرى أي شـيء من هذا القبيل بالعديد من الجرائد المشهورة الكبرى بالعواصم الأوروبية التي يملك جزءا هاما منها أمراء أو أثرياء سعوديون أو قطريون أو خليجيون, ممن يشترون بالمليارات أيضا قصورا أو مؤسسات تجارية أو أندية كرة قدم معروفة... مما يدفع بعض أصدقائي من الأنتليجنسيا الفرنسية لسؤالي بين حديث وآخر.. لماذا لا يتدخل كل هؤلاء الأثرياء العرب.. وهم يملكون جزءا هاما من المؤسسات التجارية الهامة, والتي تغذي مؤسسات الإعلام الكبرى.. لمساعدة الفلسطينيين وقضاياهم وأهم القضايا العربية التي تضيع واحدة تلو الأخرى... دون أن يهتم بها أحد... فأجيبهم دوما بأن تساؤلاتي من سنوات طويلة كانت دوما من قلب هذا السؤال نفسه.. وأن صرخاتي وكتاباتي كلها.. ويأسي وجفاف كل آمالي.. كانت من ترديد هذا السؤال.. والذي كان دوما وأبدا ضائعا ممزقا متفجرا.. بصحاري الطرشان.. والــعــربــان!!!..........
واليوم... أكثر من أي يوم آخر.. كل اهتماماتي ــ بما تبقى لي من العمر ــ محصورة بهذا البلد فــرنــســا الذي اخترته وعشقته.. فحضنني وعلمني كل مبادئ الحياة وحريات الحياة والإنسان.. أريده حـرا كالحرية التي اعطاني إياها.. ولا أريدها خاضعة لأية اضطرارية سياسية خارجة عن إدارة شعبها.. ولا للمصالح التجارية الرأسمالية التي تخضع سياساتها اليوم ولا مصالحها.. وأردد كما ألف مرة.. بأنني لا أبدلها لقاء الجنة... ومن حبي وعشقي لها.. لا يمكن أن أصمت عن كل أي خطأ يبدر من أي من حكامها وسياسييها.. أو من إعلامها الذي بدأ يباع ويشترى كأية سلعة........
*************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ أزمة ديبلوماسية ألمانية ــ تركية...
إثر مواصلة السلطات التركية الأردوغانية الحالية حملة اعتقالاتها الواسعة لآلاف من المواطنين الأتراك.. من بينهم عاملون كصحفيين أو أعضاء بجمعيات حقوق الإنسان يحملون جوازات سفر ألمانية.. أو المانيو الأصل والمولد... تفجرت حملة اعتراضات بأوساط الإعلام الألمانية والديبلوماسية... ضد تصرفات السيد أردوغان وتحدياته الديكتاتورية والتعسفية... ومن المعروف أن ثلاثة ملايين مواطن من أصل تركي يعيشون ويعملون في ألمانيا... نصفهم تقريبا موالون للسيد رجب أردوغان ويصوتون لـه.. والنصف الباقي موزع بين أحزاب المعارضة التركية... أو محايدون... مما دفع بعض المسؤولين الألمان إلى الدعوة لتجميد جميع المساعدات الأوروبية إلى حكومة السيد رجب آردوغان.. والتي ارتفعت إلى بضعة مليارات... وبنفس الوقت طمأن نفس المسؤولين الجاليات التركية أن كل هذا لا يغير أي من احترام حقوق المواطنين الأتراك الذين يعيشون بألمانيا.. إن كانوا يحملون الجنسية الألمانية أم لا.. كجميع المواطنين الألمان... حيث أن الجاليات التركية تشارك بجميع النشاطات السياسية المحلية.. وبالانتخابات الألمانية بجميع فروعها خاصة. ولهم نائبات ونواب.. وممثلات وممثلون بجميع النشاطات الوطنية والمحلية... خلافا للعديد من الجاليات المشرقية أو العربية... التي توارثت عبر قرون تعيسة حزينة "جــيــنــات" الحياد الكامل وعدم التدخل بالسياسة... رغم أنها تعيش ببلاد ديمقراطية تؤمن لها جميع الحريات وإمكانيات التجمع والتعبير... ولكنها ــ غالبا ــ ما عدا بعض الحالات النادرة.. تفضل ــ مع الأسف الشديد ــ المحافظة على عاداتها القوقعية والانطوائية الحيادية... مما يضعف جدا أصواتها أو النادر من مطالبها بالأوساط السياسية أو الإعلامية... رغم وجود أعداد مرتفعة بينهم من الجامعيين وأصحاب التجارات الناجحة و (المثقفين) الذين يحملون جنسيات البلد الأوروبي الذي يعيشون فيه... خلافا للجاليات التركية التي تتنظم وتعبر وتنتخب.. وتــطــالــب!!!........
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك وهـــنـــا... وبكل مكان بالعالم... وخاصة للقليل النادر المتبقى من الأحرار الذين ما زالوا يقاومون ويناضلون ــ على حساب حياتهم وأمنهم ورزقهم ــ للدفاع عن الكلمة الحرة وحرية التعبير والحقيقة الحقيقية والعلمانية الكاملة ومساواة المرأة مع الرجل بالحقوق والواجبات, دون أي استثناء.. وحقوق المضطهدين والمظلومين بالعالم كله.. والتآخي والسلام بين الشعوب.. وضد تجار الحروب... لــهــن ولــهــم كل مودتي وصداقتي ومحبتي وتأييدي واحترامي ووفائي وولائي الكامل... وأصدق وأطيب تحيات الــرفــاق المهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟


.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله




.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟


.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر




.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم