الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات (5) تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه فريد العليبي نموذجا

ناظم الماوي

2017 / 7 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات (5)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 23 - 24 / فيفري 2015)
ملاحظة : الكتاب برمته متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ")
---------------------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
-----------------------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع " .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
----------------------------------------------------------
" إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء ."
( ماو تسى تونغ ، " ربّ شرارة أحرقت سهلا " ( 5 يناير – كانون الثاني- 1930) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأول ).
-----------------------------------------------------------
فى ما يتصل بالعلم و المنهج العلمي و خاصة النظرة و المنهج العلميين للشيوعية ، من الحيوي أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقدي و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار و المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة .
بوب أفاكيان ، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009.
======================================================
مقدّمة الكتاب :
من الدروس التى إستخلصها الشيوعيون الماويّون الثوريون عبر العالم من العبر الجمّة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية بين 1966 و 1976 فى ما يتّصل بالنضال ضد التحريفية كماركسية زائفة و فكر برجوازي فى صفوف الحركة و الأحزاب الشيوعية درس التشديد على عدم الوقوف عند الظاهر و السطحي من الأشياء و ضرورة المضيّ بالتحليل الملموس للواقع الملموس ، للأشياء و الظواهر و السيرورات ، إلى الجوهر ففيه تتجلّى الحقيقة الموضوعية أفضل تجلّى . ذلك أنّه خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى تلك التى تمثّل أبعد نقطة بلغتها البشرية فى سيرها نحو الشيوعية، و فى خضمّ صراع الخطين المحتدم صلب الحزب الشيوعي الصيني بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، نبّه ماو تسى تونغ إلى الحذر من " رفع راية الماوية لإسقاطها " و إلى واجب التعمّق فى تفحّص الخطّ المطروح و عدم الإكتفاء بما يرفع أو يقال ظاهريّا . فأتباع الطريق الرأسمالي ، التحريفيين صلب الحزب الشيوعي الصيني و الدولة الإشتراكية فى الصين ، كانوا هم أيضا يرفعون راية الماوية إلاّ أنّ فحوى ما كانوا يدعون إليه يمضى تماما ضد الخطّ الشيوعي الثوري الذى كان يدافع عنه الماويّون و يكرّسونه من أجل إبقاء الصين على الطريق الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية و إحباط محاولات الإنقلاب على الثورة فإعادة تركيز الرأسمالية . و قد ساهمت تلك الحقيقة العميقة التى لخّصها ماو تسى تونغ فى ملاحظته تلك – إلى جانب عديد المقالات و الكتب و النضالات إلخ - فى تسليح الشيوعيين الثوريين و الجماهير الشعبية بفهم أرقى لجانب من جوانب صراع الخطّين الحيوي الدائر حينها .
و اليوم لا ظلّ للشكّ أنّ الصراع الذى خاضه ماو تسى تونغ فى الصين و عالميّا على رأس الحزب الشيوعي الصيني و الحركة الماركسية – اللينينية العالمية خاصة فى ستينات القرن العشرين و سبعيناته ضد التحريفية المعاصرة ، السوفياتية منها واليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية و الأمريكية إلخ ، بيّن لمن له عيون ليرى أنّ ماو تسى تونغ قد عمّق الحقيقة التى ألمح إليها لينين حين قال :

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية ...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..." ( لينين ، " الماركسية و النزعة التحريفية " ).

و تنسحب هذه الحقائق على واقع الحركة الشيوعية العربية حيث جلّ ، إن لم نقل كلّ ، الأحزاب و المنظّمات و المجموعات التى تزعم أنّها ماركسية ترفع راية الماركسية لتسقطها فهي ظاهريّا ماركسية و جوهريّا برجوازية – تحريفية إصلاحية لا غير . لذلك يصحّ ما أطلقناه على العديد منها ، فى تونس و التى تعرّضنا لها بالنقد ، من كونها أحزاب و منظّمات و مجموعات ماركسية زائفة ، متمركسة و ليست ماركسية . وقد أسقطنا ورقة التوت التى كانت تستر بها عورتها البرجوازية و ساهمنا من ثمّة فى كشف المستور و إسقاط الأقنعة ، القناع عن القناع .

وقد بلغت بنا أمواج القيام بالواجب النظري الشيوعي أن تطرّقنا للخطّ الإيديولوجي و السياسي لعدد من المجموعات الماوية ذاتها بما خوّل لنا أن نكشف للباحثين عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب مقولة شهيرة للينين ، أنّ هذه المجموعات " ترفع راية الماوية لإسقاطها " . و ها أنّ جولتنا الطويلة تنتهى بنا ، فى الوقت الحالي ، إلى تسليط الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي لفرقة متمركسة أخرى تتجلبب فى مناسبات بجلباب الماوية . فنحطّ الرحال عندها و نتوقّف لنعمل سلاح النقد فى ذلك الخطّ فنحلّل و نلخصّ من منظور بروليتاري ثوري و ماديّا جدليّا و نناقش و نحاجج علميّا بالدليل القاطع و البرهان الساطع جملة من رؤى ذلك الحزب و نصوصه و مقولاته و شعاراته و سياساته و سلوكاته و ما شابه ما سمح لنا بأن نجزم بلا أدنى تردّد ، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب ، بأنّ " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية" .
و مثلما قال لينين الحقيقة وحدها هي الثورية بإعتبار أنّها تعكس واقعا موضوعيّا فتمكّننا من فهم الواقع و تفسيره و نسعى طاقتنا على أساس ذلك إلى تغييره من منظور الشيوعيّة و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و بلوغ عالم آخر ، عالم شيوعي . و دون الحقائق ، و إن كانت مرّة أو مزعجة ، نظلّ ننوس فى الترّهات الميثالية الميتافيزيقية و الأفكار المشوّهة عن الواقع فلن نقدر على تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا و نظلّ ندور فى دائرة مفرغة تخدم فى نهاية المطاف الطبقات السائدة و تأبّد الوضع القائم و الإستغلال و الإضطهاد بأصنافه جميعها .
فى عصرنا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، النظريّة الثوريّة حقّا هي الماركسية ، هي علم الشيوعية و دون هذه النظريّة الثورية لن توجد حركة ثوريّة و قد أكّد لينين الموقف الثوري الصحيح تجاه علم الشيوعية فصرّح : " نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ." ( لينين ، " برنامجنا " ).

و فعلا ما إنفكّ علم الشيوعية يتطوّر فشهد مراحلا ثلاث ليبلغ الماركسية – اللينينية – الماوية و الماوية اليوم إنقسمت إلى إثنين ؛ إلى بقايا الماضى و طليعة المستقبل أي من جهة ماوية مشوّهة بفعل عدم تشخيص الأخطاء علميّا و رفع هذه الأخيرة إلى مستوى مبادئ عوض تخطّيها و أحسن تجسيد لهذه الماويّة المشوّهة عالميّا اليوم هو آجيث و أشياعه و من لفّ لفّهم ( أنظروا كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية – ردّ على مقال " ضد الأفاكيانية " ) و من الجهة الثانية ، ماوية ثوريّة وقع من ناحية تشخيص أخطائها الثانوية و نقدها نقدا مبدئيّا و تخطّيها و من ناحية أخرى ، الدفاع عن ما هو ثوري و رئيسي فيها و تطويره و إعادة صياغة الشيوعية و إرسائها على أسس علميّة أرسخ . فصارت هذه الماوية الثورية هي شيوعية اليوم المعروفة على النطاق العالمي بالخلاصة الجديدة للشيوعية .
و أعرب ماو تسى تونغ متحدّثا عن الماركسية أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، عن كونها سلاحا بتّارا لفهم الواقع و تغييره ثوريّا و عن لزوم تطويره و شحذه أبدا و نعتها بالمجهر و المنظار . و هذا المجهر و هذا المنظار قد تطوّرا الآن أكثر بفضل هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . لذلك من يستوعب جيّدا هذه الخلاصة و يطبّقها أحسن تطبيق يمسى بوسعه أن يقرأ الواقع قراءة علمية و يفهمه على أفضل وجه ممكن و من ثمّة يشخّص مثل الطبيب المشاكل و يحدّد تاليا الحلول المناسبة أكثر فينير طريق الممارسة الثورية ( فى علاقة جدلية و تطوّر لولبي بين النظرية و الممارسة مفهومين بالمعنى الواسع و ليس بالمعنى الضيّق ) .

و من الأكيد أنّ تسلّحنا بالخلاصة الجديدة للشيوعية التى ننطلق منها فى مؤلّفاتنا هو الذى كان له الفضل ، فى جانب لا يستهان به ، فى تمكّننا من كشف النقاب عن تحريفية و إصلاحية الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي ( و أحزاب ماركسية زائفة أخرى ) . و لئن درستم مليّا محتويات الكتاب الآتى ذكرها ، ستتوصّلون على الأرجح – و ليس لامحالة لإعتبارات نظرة الدارس أو الدارسة للعالم و مدى توخّى الموضوعية - إلى إدراك حقائق عميقة ما كنتم ربّما تصدّقونها عن هذا الحزب قبل هذه الدراسة و إلى إدراك مدى أهمّية إستيعاب الخلاصة الجديدة للشيوعية و رفع رايتها و تطبيقها و تطويرها خدمة للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية :
(1)
نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟
مقدّمة :
1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء :
2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية :
3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين :
خاتمة :

(2)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته .
2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار :
+ منهج يتنافى مع المادية الجدلية :
أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف .
ب- المثالية فى تناول المسائل .
+ عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى .
3- إنتفاضة و ليست ثورة :
أ- تداخل فظيع فى المفاهيم .
ب- أسباب الإنتفاضة .
ت- أعداء الإنتفاضة .
ث- مكاسب الإنتفاضة .
ج- آفاق الإنتفاضة .
ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري .
4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري :
أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟
ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية .
ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية .
ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" .
ج- فهم العصر و الوضع العالمي .
5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات:
أ- بصدد إستشهاد بماركس .
ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ .
ت- آلان باديو؟
6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا :
أ- تغييب لينين كلّيا.
ب- تغييب حرب الشعب كلّيا.
ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا .
7- الخاتمة :
(3)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية
مقدّمة
1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين :
أ- المفهوم المخاتل :
ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية :
1- ما هذا " الربيع العربي " ؟
2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟
3- " المظاهر خدّاعة " :
2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية :
أ- غيبة الشيوعية :
ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية :
ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير :
1- تضارب فى الأفكار :
2- التذيّل للجماهير :
ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين :
1- تلاعب بمعنى الثورة :
2- الثورة و العنف الثوري :
ج- الإنتهازيّة و النظريّة :
أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين :
ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية :
3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين :
ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
الخاتمة :
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات :

تخلّلت الكتاب الذى ننقد إستشهادات من المهمّ أوّلا أن نسجّل بصددها الغياب البارز لحضور لينين وهو ما سنشرح بالتفصيل لاحقا ، و ثانيا ، أن نسوق بعض الملاحظات بشأن منتخبات منها . و بما أنّنا لا نودّ تكرار ما قلناه عن الإستشهاد بشو آن لاي فى مقدّمتنا ، نمرّ رأسا إلى التلاعب بإستشهادات بماركس و بماو .
1- بصدد إستشهاد بماركس :
فى الصفحة 41 -42 ، يورد " المتمركس" كلاما لماركس من " الثامن عشر من برومير لويس بونابرت" فيه يشرح الفرق بين الثورات البرجوازية و الثورات البروليتارية و بالتالى لا علاقة لكلام ماركس بالإنتفاضة فى تونس التى لا هي ثورة برجوازية و لا هي ثورة بروليتارية إلاّ انّ " المتمركس" يحشر حشرا الإنتفاضة ضمن الثورة البروليتارية (" الثورة البروليتارية و ما يندرج ضمنها من إنتفاضات ممهّدة لها " ص 42) و لا يعير أدنى إعتبار لكون كلام ماركس ورد فى مرحلة ما قبل عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية . و هذه منه عمليّة إلصاق إنتهازية لا غير يوظّف فيها ماركس بغية أن يقال أنّ " الباحث " ماركسي .
2- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ :
و لمّا تفحّص " المتمركس" موضوع " المهمّشين" المكتوين بنار الفقر و البؤس و طبيعتهم ، إستشهد بماو تسى تونغ بشأن الطابع المزدوج الذى يسم البروليتاريا الرثّة ثم إستشهد ( ص17) ثانية بماو بشأن " الأساليب التى إعتمدها هؤلاء" إلاّ أنه إنتقل مباشرة إلى الحديث عن الجزائر دون أن يتناول بالبحث الأساليب التى إعتمدها " المهمّشون" فى تونس كموضوع هام و هام جدّا لمن يريد الإحاطة الشاملة النظرية و العملية بالمسألة و لمن يريد أن يستخلص العبر و الدروس خدمة للحركة الثورية راهنا و مستقبلا .
و فى الفصل الثالث ، و ضمن " بعض أسئلة الإنتفاضة و أجوبتها " و فى سياق الدروس المستخلصة من قبل " اليسار" ، إستشهد " المتمركس" بماو تسى تونغ :" فالثورة كما يقول ماو تسى تونغ ليست مأدبة عشاء أو تطريز ثوب و إنّما هي عمل عنيف تطيح من خلاله طبقة بطبقة أخرى".
تسطير "عمل عنيف " قصدنا منه إبراز أهمّيته ذلك أنّ " المتمركس" إلتزم الصمت المطبق بهذا المضمار ، أي العنف و علاقته بالإنتفاضة سواء الثوري الذى مارسه الشعب أو الرجعي الذى مارسه أعداء الشعب عموما و بالطبع يمثّل هذا نقيصة كبرى أخرى لدي" متمركس " كان يطمح حسب المقدّمة للإحاطة " النظرية بالإنتفاضة التونسية ، ومن ثمّة العربية " و لجعل الأفكار التى " يقبض" عليها مفيدة فى الإجابة عن سؤال "ما العمل؟ " و فى الدراسات المقارنة بين الإنتفاضات فى عدّة بلدان عربية .
من منظور البروليتاريا ، أبدا لا تصحّ معالجة فنّ الإنتفاضة و علم الثورة دون الإنكباب على مسألة مركزية هي مسألة العنف الثوري و أشكاله و العنف الثوري و الثورة و طبيعتها فى البلدان الإمبريالية و فى أشباه المستعمرات و المستعمرات و المستعمرات الجديدة .
و إلى جانب ما تقدّم من ملاحظات ، رصدنا تشويها لمقولة ماو تسى تونغ المستشهد بها فوجب على أصواتنا أن ترتفع عاليا و تفضحه.
ورد فى" تقرير عن تحقيقات فى حركة الفلاحين فى خونان" – مارس : آذار 1927، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأوّل ، لماو تسى تونغ :" ليست الثورة مأدبة و لا كتابة مقال و لا رسم صورة و لا تطريز ثوب ، فلا يمكن أن تكون بمثل تلك اللباقة و الوداعة و الرقّة ، أو ذلك الهدوء و اللطف و الأدب و التسامح و ضبط النفس . إنّ الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى".( و أيضا ب" مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" صفحة 12- 13) .
و لعلّكم لاحظتم معنا التلاعب بما كتبه ماو و التغييب المقصود ل " الثورة إنتفاضة و عمل عنف " لأنّ ذلك يضرب فى العمق و الصميم ما بناه " المتمركس" من مفاهيم خاطئة عن الإنتفاضة و الثورة ، و محوه المتعمّد لإطاحة إحدى الطبقات ... بطبقة أخرى" بترويجه لمفهوم غير ماركسي للثورة مدّعيا الآتى ذكره : " تتطلب أي ثورة القضاء على الطبقات القديمة ، لا سياسيّا و حقوقيّا فقط و إنّما إقتصاديّا أيضا..." فى مبالغة مثالية المادية الجدلية و الواقع يتبرّءان منها تمام التبرء . فالثورة تتطلّب إطاحة طبقة بطبقة أخرى لا القضاء عليها والقضاء على طبقة لا يستدعى ثورة فحسب بل سيرورة تاريخية طويلة و مثال ذلك ما حصل مع البرجوازية فى ثورة أكتوبر و بقائها فى موقع المطاح بها وعليها و ضدّها تمارس دكتاتورية البروليتريا و من يتسرّب إلى ذهنه أدنى شكّ فى ما نقول أو يرغب فى تفاصيل متصلة بهذا الموضوع عليه / عليها بالعودة للينين فى " مرض" اليسارية " الطفولي فى الشيوعية ".
و فوق ذلك ، و يا للهول ! بالنسبة لل" متمركس" الذى لعلّه يصعق إذا علم أنّه حتى خلال دكتاتورية البروليتاريا يتواصل وجود البرجوازية القديمة منها و الجديدة حسب التحليل المادي الجدلي و العلمي الذى أنجزه ماو تسى تونغ للتجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و الصين و من هناك أتت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى لمواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، و لعلّه يغشى عليه إذا ما شاهد بأمّ عينه جملة لينين فى" الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " كلماتها : " إنّ حرمان البرجوازية من الحقوق الإنتخابية لا يشكّل ، كما سبق و أشرت ، سمة لازمة لا غنى عنها لدكتاتورية البروليتاريا " . ( ص 51 ، طبعة دار التقدّم ، موسكو).
3- آلان باديو؟ :
و نسمح لأنفسنا و قد بلغنا هذا المبلغ بشيء من ما سيعدّه البعض ترفا فكريّا و نستسمح القارئة و القارئ و نعوّل على رحابة صدهما ليتابعانا فى بضعة فقرات قصيرة نفردها لآلان باديو ذلك أنّه و إن لم يكن موضوع حديث الأوساط الشعبية و حتى المثقّفة جميعها إلاّ أنّ أفكاره متداولة لدي ثلّة من المهتمّين بالفكر و الفلسفة و الشيوعية و مأثّرة فى أوساط مثقفين أوروبيين على هامش الحركة الشيوعية و يبدو أنّ " متمركسنا " يريد منّا أن نعلم أنّه واسع الإطلاع و أنّه قرأ و إستوعب و تمثّل بحكم إختصاصه المهني – أستاذ فلسفة - كتبا أو مقالات لباديو و تأثّر به و تبنّى أفكاره إلى درجة الإشارة إليه فى الصفحة 80 من كتابه حيث خطّ الفقرة التالية :
" تمّ ربط الإنتفاضة بمفهوم رئيس آخر ، هو مفهوم الديمقراطية فى دلالته الليبرالية على وجه الحصر ، حيث تتماهى الديمقراطية مع الليبرالية ، و ليس المجال هنا للتوسّع فى شرح الطابع الإيديولوجي المخادع الذى تصطبغ به هذه الديمقراطية اليوم من حيث هي أداة تستخدمها الدعاية الرأسمالية عبر العالم كما يبيّنه ألان باديو ."
أستاذ الفلسفة هذا " المتمركس" يغيّب لينين و عمق تحاليله الطبقية للديمقراطية و الطابع الطبقي للديمقراطية و يغيّب ما أّلفه الشيوعيون الماويون الثوريون عبر العالم بهذا الصدد ليدفع إلى قلب المشهد آلان باديو و يستخدم مصطلحا مائعا غير لينيني " مفهوم الديمقراطية فى دلالته الليبرالية " و ليس طبعا الديمقراطية البرجوازية .
و كيما لا نطيل عليكم و فى إختصار نؤكّد أنّ آلان باديو ليس منظّرا شيوعيّا و مشروعه كلّه يتنزّل ضمن إطار النظام الإمبريالي القائم ، لا يقطع معه . و واضعين جانبا علاقة مشروع باديو بفكر روسو كمفكّر من مفكّري الثورة الفرنسية ، و إعادة تحديده الشيوعية على أنّها أي نضال قديما و حديثا من أجل "مبدأ المبادئ " بالنسبة له ، المساواة فى المطلق و نفيه كون الشيوعية علم و كون السياسة تعبير مركّز عن الإقتصاد كما قال لينين و مواقفه البرجوازية الخاطئة من ثورة أكتوبر و ستالين و التجربة الإشتراكية فى القرن العشرين و من الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، إليكم أطروحتان مختصرتان غاية فى الدلالة ولكم أن تربطوا مضامينها ببعض أفكار صاحب الكتاب الذى ننقد :
1- نبذ النظرية اللينينية للحزب و الدولة :" الماركسية ، الحركة العمّالية ، الحركة الديمقراطية ، اللينينية، الحزب البروليتاري ، الدولة الإشتراكية – كافة هذه الإختراعات اللامعة فى القرن العشرين – لم تعد لها فائدة عملية ".
(Alain Badiou, The Meaning of Sarkozy (London: Verso, 2008), p. 113 )
2- نبذ الجدلية و نظرية التناقض : " خلال مرحلة السياسات الحزبية ، كان المنطق المعتمد هو الجدلية الهيغلية ؛ نظرية التناقض . خلال كامل تطوّر الماركسية و اللينينية و الماوية ، مثّلت نظرية التناقض جوهر الإطار المنطقي . وقناعتى هي أنّ ذلك أيضا إنتهى ".
(Alain Badiou, University of Washington Interview)
( و تحليل نقدي شامل و عميق غاية فى الأهمّية لأعمال باديو و خطّه الإيديولوجي و السياسي متوفّر بمجلّة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ؛ " تمايزات " – العدد الأوّل على الأنترنت و الرابط :
)http://demarcations-journal.org/issue01/demarcations_badiou.html
=============================================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.