الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
داعش تغيّر وجه البشرية
فاطمة ناعوت
2017 / 7 / 25العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ماذا لو نجح تنظيم داعش في احتلال العالم وتكوين الدولة السوداء التي يحلم بها؟ دعوني أقصّ عليكم قصة حدثت بالأمس في مدينة "الموصل" العراقية الباسلة، التي تحررت من احتلال داعش قبل أيام، لتعرفوا أن ذلك الدنس الأسود المُسمّى تنظيم "داعش"، لا يكتفي بنحر الرقاب وحرق البشر أحياء، واغتصاب العفيفات وتلويث أثوابهن النقية بشهوات ذكور مرضى، إنما هو يعبث بـ "الكود" الأخلاقي والإنساني للبشر. أفكار داعش الشيطانية، لو تسيّدت العالم، بوسعها أن تحول القلوب الرؤوفة إلى قلوب قاسية، وأن تُبدّل الرحماء إلى صخور صمّاء.
قبل أيام، فوجئ الجنودُ العراقيون الواقفون على حدود مدينة الموصل بسيدة تجري نحوهم وهي تبكي وتنتحب مستنجدةً بهم لإنقاذها ورضيعها الذي تحمله بين ذراعيها ولا يتوقف صراخُه. زعمت تلك السيدةُ أنها استطاعت بأعجوبة أن تهرب من ذكور داعش الذين كانوا على وشك اغتصابها وقتل الصغير. ومن فورهم، بطبيعة الحال، سمح لها الجنود العراقيون أن تمرّ من الحدود؛ تعاطفًا معها وإشفاقًا على الصغير المذعور.
وبمجرد دخولها من بوابات الحدود، انفجرت الثكنةُ العسكرية بكاملها واستشهد أولئك الجنود الطيبون ذوو القلوب الرحيمة. كانت تلك المجرمةُ تأتزر تحت ثيابها بحزام ناسف شديد الانفجار، نزعت فتيله فور مرورها وسط الجنود، فانفجر فيها وفي ذلك الرضيع الذي لا يدري من أمره شيئًا، وقتل رجال قوات الجيش العراقي الذين رحموا ضعفها الكاذب وذلك الصغير المسكين، فكان جزاؤهم الاغتيال والشهادة، فائزين بالفردوس الأعلى بإذن الله.
تُرى، ما هي نتائج تلك الواقعة الخسيسة، غير قتل طفل بريء، هو بالتاكيد ليس ابنها، وخسارة ضباط وجنود ما أحوج الجيش العراقيُّ الآن إليهم؟ النتيجة الوخيمة غير ما سبق هو أن تلك الحادثة سوف تغيّر في "كود" الإنسان السوي الذي يرحم ويرأف ويتعاطف ويُشفق. إنهم يعبثون بالفطرة السوية لدى الإنسان الذي خلقه اللهُ حاملا بعض صفاته فجعله رحيما رؤوفًا حانيًا متحضرًا. أولئك الدواعش الأنذال، لا يكتفون بقتل الأطفال بكل خسّة باسم الدين، واغتصاب العفيفات باسم ملكات اليمين، وتدنيس الأرض بكل صنوف الويل والدمار والخراب باسم حماية السماء، الغنية عن حمايتهم، إنما الأخطر أنهم يعبثون بالكود البشري الذي خلق اللهُ الإنسانَ عليه. إنهم يقتلون الخيرَ في قلوب الرحماء. لأن هذا الموقف لو تكرر مع امرأة صادقة تحاول الهرب فعلا من وَيْل داعش، لن تجد من يصدّقها؛ للأسف. ستظل تلك الواقعةُ الحقيرة محفورة في خبرات كل جنود الأرض، فيحرمون الرحمةَ عن الضعفاء الملهوفين، بسبب تلك المرأة الكذوب المُضلّلة المُضلّة الضالّة. داعش ومثيلاتها يقتلون الخير والرحمة والجمال في قلوب البشر تحت زعم الإيمان بالله وتحت لواء الإسلام ؟!
ذكرتني تلك الحادثة المؤسفة بحكاية من فلكلورنا القديم. يحكي لنا المأثور العربي أن فارسًا كان يسير في الصحراء فوق حصانه. فصادف رجلا تائهًا يتعثّر في أسماله وظمإه وجوعه. قرّر الفارسُ النبيل أن ينقذ التائه من الموت المحقق، فأركبه حصانَه ليوصله إلى المعمورة. فما كان من الرجل البائس إلا أن لكز الفرس بمهمازيه وجرى به بعيدًا عن صاحبه، وراح يضحك ويسخر من سلامة طوية الفارس وشهامته!! فهتف به الفارسُ: “خذ الحصان، إن شئتَ، ولكن لا تحكي لأحد ما كان بيننا.” فأجاب اللصُّ مقهقهًا: “هل تخشى أن يُعيّرك العربُ لبلاهتك؟!” فأجاب الفارسُ: “لا! بل أخشى أن تختفي الشهامةُ من أرض العرب بعدما يعرفون ما جرى منك ومني.” هنا انتبه اللصُّ إلى فداحة ما يصنع. الأمر أخطر من سرقة فرس وتشريد فارس. القصة أن الخير سوف يمتنع في الأرض، لأن الناس سوف يخشون أن يصنعوا الخير إن كان جزاءُ الإحسان هو الجحود والنكران والخسّة. انتبه اللصُّ لهذا فأعاد الحصانَ للفارس، وندم واعتذر. خافَ اللصُّ، أن يختفي النبلُ من أرض العرب. لكن الدواعش بقدراتهم الذهنية الفقيرة وأرواحهم الأشد فقرًا لا يدركون ماذا يصنعون.
يا ربي لا تؤاخذنا بما يفعل الكاذبون الضالّون السفّاحون منّا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - داعش تغيّر وجه البشرية
شاكر شكور
(
2017 / 7 / 25 - 05:09
)
عبارتك استاذة فاطمة (اغتصاب العفيفات باسم ملكات اليمين) ، ذكرتني هذه العبارة بالسبية صفية بنت حيي فكيف كان شعورهذه المرأة المسكينة التي قُتل أبوها وأخوها وزوجها على أيدي دواعش السلف وهي ترى نفسها في آخر النهار على نفس السرير مع قاتلهم ؟ اليس القدوة الحسنة الذي شرّع مبدأ ملكات اليمين هو الذي فتح باب السبي وأصبح قدوة لدواعش اليوم ؟ هذه بضاعتكم التي تقدسونها ترد عليكم بأسم داعش والقاعدة وبوكوحرام وستظهر تسميات اخرى كلها من منبع إرهابي واحد ، إذن لا تلوموا امريكا وإسرائيل إن استثمروا سيناريو السيرة النبوية لصالح اقتصادهم ، تحياتي
2 - اطمأنى
ركاش يناه
(
2017 / 7 / 25 - 07:39
)
اطمأنى
____
اطمأنى ، الكود اتدمر ، و مات ، و شبع موت .... من 1400 سنة
.....
3 - أوليس السيسي من الدواعش؟
عبد الله اغونان
(
2017 / 7 / 25 - 22:21
)
الدواعش يقتلون
هذا ما مارسه السيسي بوحشية ومازال يمارسه
هذا فضلا عن سياسته الخرقاء
تعرفون هذا جيدا وتوالونه ولاتنكرون منكرا
4 - روح انقبر..يا أغونان
سيدة الظل
(
2017 / 7 / 26 - 02:35
)
وما بدي جنة أنت و دواعشك فيها....قظ القرد
بايات
5 - لا فض فوك عبد الله أغونان!
افنان القاسم
(
2017 / 7 / 26 - 10:50
)
السيسي داركولا مصر مش داعشي وبس فأين مصداقية شاعرتنا؟
6 - العزيز أفنان القاسم
نضال الربضي
(
2017 / 7 / 26 - 12:21
)
مرحبا ً بعودتك دكتور أفنان،
إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يقول كل ما يريد، فهذا لا يعني أن لا يقول ما يستطيع، خصوصا ً إذا كان ما يستطيع قوله ضروري و شديد الضرورة. عندما يُجبر شخص على الصمت من جهة موضوع ٍ ما، فليس عليه أن يقتل إنسانيته و صوت ضميره وبأن يصمت من جهات ِ مواضيع أخرى.
الكل يعلم ما حدث للسيدة فاطمة من اضطهاد و ملاحقة، و ليس من العدل أن تُخلط الأوراق بهذه الطريقة، و تُتهم في مصداقيتها، أو يُفرض عليها نمط من الالتزام بالتعبير يتماهى مع رؤية أحدهم للأمور، و لا يعترف لها بحقها في رؤيتها و تعبيرها. التخوين بهذه الطريقة لا يجوز.
داعش باتت خطراً عالميا ً لا محلياً، و على مستوى بناء الوعي لأجيال فيها الحالي و القادم، وهي تنتمي إلى فكر ممتد له جذور دينية تاريخية، و يتخذ أبعادا ً سياسية لدول كبرى لذلك فخطره أكبر من أي خطر آخر، و الموضوع لا علاقة له بشكل الحكم و شخوصه في مصر حتى يتم إقحامهم عليها، و كأن معيار الصدق و الكذب هو انتقاءُ موضوع ٍ ما يتفق مع وجهة نظر شخص ما.
أتمنى أن تكون عيناك َ بخير بعد العملية و أن يكون التعافي تامَّاً.
7 - الإرهاب وإرهاب الأنظمة المجرمة
هشام نداوي
(
2017 / 7 / 26 - 12:42
)
القتل الإرهاب أيا كان مصدره
تنظيم نظام حكم مليشيا إجرام
وما حصل من قوات عميل أمريكا حفتر بالأمس القريب دليل
كلام الأستاذ عبدالله صحيح
لا فرق بين قتل الإرهابيين وإرهاب المجرم السيسي.
8 - العزيز جدًا نضال صحيح كل ما تقول
أفنان القاسم
(
2017 / 7 / 26 - 12:47
)
وأنا لا أخلط، أنا أحترم الشاعرة فاطمة احترام جمال الغيطاني لها، فأنا وجمال من جيل واحد، وحب جمال لها هو حبي كذلك رغم اختلافي مع جمال، مش حول رواياته التي أحبها، حول اعتباره لنفسه مركز العالم... أمس كنت عند طبيب القلب، تحدثنا سياسة، قال لي الدين يستخدمونه، فأكدت، وهذا ما أختلف مع شاعرتنا فيه ومعك، يعني الساسة من عندنا وعندهم، لهذا داعش لا تمثل خطرًا عالميًا ولا محليًا، داعش (والدين بصفة عامة) يستخدمونه لمآرب باتت معروفة من الجميع، وعما قريب لن يتكلم أحد عن داعش... أسعدني جدًا سؤالك عني وعن عيني، مع ألف معذرة من الشاعرة فاطمة.
9 - لا حول ولا قوة الا بالله
ركاش يناه
(
2017 / 7 / 26 - 16:30
)
لا حول ولا قوة الا بالله
10 - هو أنت عيسى بن مريم ؟ فكيف ولدتك أمك ؟
عبد الله اغونان
(
2017 / 7 / 26 - 17:30
)
التعليق يعرف من عنوانه قيمته وقيمة صاحبه
كل الأمهات متناكات -- على حد تعبير ك -- الفرق في النوع
حلااااااااااااااااااااااال
أم
حرااااااااااااااااااااااام
.. صحيفة هآرتس: صفعة من المستشارة القضائية لنتنياهو بشأن قانون
.. عالم الجن والسحر بين الحقيقة والكذب وعالم أزهري يوضح اذا ك
.. واحدة من أبرز العادات الدينية لديهم... لماذا يزور المسيحيون
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال
.. تجنيد اليهود المتشددين قضية -شائكة- تهدد حكومة نتانياهو