الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورطة الغربيين في بلادنا بعد فشل خيار حكم الاخوان!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2017 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


(لمن يريد فهم الحقيقة بشكل موضوعي)
الشيء الموضوعي والمؤكد هو ان الغرب لا خطط لثورات الربيع العربي ولا علم له بها بل والله ولا كانت مخابراته تتوقعها بل بالعكس كل التقارير المخابراتية تؤكد ان لا ثورات ولا حتى انقلابات عسكرية ستقع في ليبيا ومصر وتونس وان الوضع تحت السيطرة المطلقة وان التوريث في مصر وليبيا اصبح امرا واقعا، وكانت الدول الغربية قابلة بهذا الوضع المستقر وتعمل على تحسين وتجميل صورته فيما يتعلق بملف حقوق الانسان، لا حبا في حقوق الانسان بل لأن الحكومات الغربية تتلقى انتقادات شديدة من قبل معارضيها ومؤسسات حقوقية على تعاملها مع حكام طغاة مثل القذافي ومبارك لهذا كانت الحكومات الغربية تضغط على اصدقائها من حكام العرب لتحسين صورتهم في ملف حقوق الانسان ومعاملة المعتقلين السياسيين، وقد نجحت هذه الضغوطات كثيرا بالفعل في ايجاد وضع حقوقي افضل، هكذا كان المخطط السياسي الغربي في التعامل مع الواقع العربي ولكن الشيء غير المتوقع لهم ولا خطر في بالهم هو ان بائع متجول فقير يدعى (البوعزيزي) احرق نفسه احتجاجا على معاملة سيئة تلقاها من الحرس البلدي!، وان مظاهرات احتجاجية في تونس اندلعت في الشوارع بسبب هذه الحادثة وان حجم التظاهرات زاد عن الحد بشكل غير متوقع، وخاف النظام واطلق الرصاص على المتظاهرين فتحولت التظاهرات الى ثورة عارمة وصلت لدواخل تونس، وشعر الرئيس التونسي بالرعب وفر للخارج!. هذا امر (خارج نطاق السيطرة) وليس صناعة مخابراتية ولم يكن ليخطر في بال اعتى مخابرات العالم!!، إنه تخطيط وتدبير الهي لغرض ما(؟) قد لا ندركه الآن!!!.
ألهمت وألهبت ثورة تونس وفرار (بن علي) القوى المعارضة في مصر وليبيا وبدأت الناس تعد لثورة ضخمة ضد مبارك والقذافي واصبح الوضع مهيأ للثورة بالفعل، طبعا هنا استغلت جماعة الاخوان هذا الوضع وقررت ان تضع ثقل تنظيمها العالمي السياسي والمالي وعلاقاتها بقطر وتركيا والسودان وبريطانيا وامريكا (*) في نصرة الثورة على أمل ان تستحوذ على هذه الثورة وعلى الدولة الجديدة، سوقت قطر وتركيا للغرب نظرية ان الاخوان معتدلون وانهم هم افضل من يقود مرحلة ما بعد الثورة ويتصدى للتطرف والارهاب الاسلامي وان الاخوان حينما يكونون في الحكم فسيتصدون للتطرف الاسلامي بحسم من جهة ومن جهة سيتعاملون مع الغرب ببرغماتية سياسية واقتصادية، واقتنعت الدول الغربية وخصوصا امريكا وبريطانيا، باستثناء فرنسا، بهذا المشروع كمشروع مؤقت لضبط الأمور في دول الربيع العربي، اي حكم الاخوان لهذه الدول في ظل انظمة تعتمد على آليات الديموقراطية على أمل انه ما إن تمر مرحلة هذا الهيجان وينتهي الطوفان حتى يتم استبعاد الاخوان من خلال اليات الديموقراطية ذاتها من خلال دعم القوى العلمانية والليبرالية الصاعدة، هكذا كان المخطط السياسي الامريكي والبريطاني للتعامل مع هذه الاوضاع التي فاجأتهم ولم تكن واقعة في حسبانهم اصلا!!، ولكن خصوم الاخوان في هذه الدول بما فيهم السلفيون تحالفوا مع العسكر لإفشال هذا المخطط ولإسقاط حكم الاخوان وكانت بعض الدول العربية كالإمارات والسعودية وكذلك فرنسا تدعم هذا الاتجاه المعادي لحكم للإخوان اذ أن فرنسا ترغب ان تتحول الدول العربية لدول علمانية!!، ونجحوا في افشال هذا المخطط واثبات ان الاخوان ليسوا بالقوة والشعبية التي تصورتها بريطانيا وامريكا وهنا وقعت الدول الغربية في حيص بيص!!، فالإخوان الذين كانت تعول عليهم لضبط الأمور في هذه الدول لم يكونوا بالحجم ولا الشعبية ولا الذكاء السياسي ولا القوة والفاعلية التي كانت تتصورها والتي سوقتها لهم قطر وتركيا !، والعسكر ومن دعمهم من خصوم الاخوان من العلمانيين والسلفيين وغيرهم تمكنوا من العودة للمشهد من جديد!!، فالدول العربية لازالت أسيرة ان تحكم بثلاث قوى وطرق لا غير : الأول الحكم العائلي، الثاني الحكم العسكري، الثالث الحكم الاسلامي! ...وهكذا وقع الغرب الذي ركب موجات الربيع العربي ليوجهها لصالحه في حيص بيص وهو الآن يحاول اعادة تشكيل المنطقة لتكون مستقرة اكثر من كونها ديموقراطية، فالاستقرار هو المطلب الاساسي للغربيين أما الديموقراطية فالأحداث اثبتت لهم ان الوضع العربي لا تصلح له الديموقراطية ولا تحقق لهم الاستقرار المطلوب، وبهذا فإنه اذا تم استبعاد حكم الاخوان فلن يكون هناك من خيار أمام الغربيين سوى إما دعم عودة الحكم العائلي (الملكي او الجمهوري)(**) او دعم الحكم العسكري!!.
سليم الرقعي
(*) كون ان الاخوان لهم علاقات ببريطانيا وامريكا وكذلك قطر وتركيا لا يعني هذا انهم عملاء مجندون بل هو تعامل سياسي لتحقيق اهدافهم ضد خصومهم ولكن احداث ثورات الربيع العربي كشفت مدى فشلهم السياسي ولا اعتقد ان الغرب ولا حتى قطر وتركيا ستستمر في التعامل مع لاعب فاشل!!.
(**) في جمهوريات مصر وليبيا وسوريا والعراق ورغم انها ليست ممالك لكن كان الحكم فيها في حقيقته حكما عائليا بغطاء جمهوري اي كما حال كوريا الشمالية!!.. الحكم في جمهورية لبنان يجمع بين المحاصصة الطائفية والحظوة العائلية ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي