الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجليات الجنون(رواية) -5-6-7

ريتا عودة

2017 / 7 / 25
الادب والفن


-5-
كانَ على اسرائيل أن تخرج من ورطة الأقصى التي أوقعت نفسها بها من دون خدش كبريائها فاخترعوا مهزلة الأردن:
شاب فلسطيني حاول الإعتداء على حارس يهودي في السّفارة الإسرائيليّة في الأردن. الحارس قام باطلاق النار عليه هو وأحد المارة وتسبّب بقتلهما. الأردن ترفض اطلاق سراح الحارس. اسرائيل تُفاوض على إستعادة الحارس مقابل إزالة البوابات الإلكترونيّة.
هكذا..يظهر الزعماء كأبطال قوميين كُلٌّ في عيون شعبه.
هكذا.. لم يخسر إلا الشّاب الفلسطيني وأحد المارة الذَيْنِ تمَت تصفيتهما لا لذنبٍ اقترفاه.. إنّما لقفل حبكة المسرحية الهزليّة!
عجبي!
...
..
.



-6-
مَنْ تُحِبّ
ليسَ نصفك الآخر.
هو أنتَ في مكانٍ آخر..
في الوقتِ نفسه.
( جبران خليل جبران)
...
..
.
كما أتى أمير...اختفى أيضا.
لم يسأل عنّي ولم أسأل عنه.. ومضى كلّ منّا بصمتٍ إلى ظلِّهِ.
...
..
.
تملكني الشعور أنني وحيدة. رحتُ أقلّب صفحات الفيسبوك..أقرأ هنا.. وأقرأ هناك.. وإذا به ينقلني لصندوق رسائل خارجي لم أكن أعلم بوجوده في صفحتي. أخذتُ أتأمل الأسماء والرسائل وأحسست أن أغلبهم لا يستحق إلتفاتة لإفتقارهم للنوايا الطّيبة والرِّقي.
فجأة.. وبعدما مررتُ بمائة اسم على الأقل..
ظهر وجهه هو.
منذ اللحظة الأولى أحسست بالجاذبيّة العشقيّة..بالتناغم بين شخصيتي وشخصيته. نظرتُ إلى تارخ الرسالة فإذا بها قد أرسلت قبل شهر ونصف.
يااه!
شهر ونصف !
تُراهُ ما زال يذكُرُني؟
تراه ما زال في انتظاري؟!
قرأت رسالته:

"اسمحي لي اضيفك
شاركيني اشعارك اذا سمحت لي"

10.06.2017
12:41

فورا قبلتُ طلبه
2407.2017.
19:12

وكتبت له:
- أهلا بك
بعد 6 دقائق أجابني:
= وبك. بتشرف بصداقتك.
- شكرا نور. عثرتُ على رسالتك بالصّدفة بين الرسائل التي لا تصل الإنبوكس.
= ظلموني. حسبوني متطفل فيسبوكي.
- لماذا لم ترسل لي طلب صداقة؟
= لم أعثر على مفتاح إضافة صديق.
- غريب.
ممكن أسألكَ كيف وصلتَ لصفحتي؟
= أحد أقربائي شاعر معروف ولي أصدقاء شعراء وكتّاب.. وأظن أنّني قرأت لكِ شيئا أعجبني كلك حظي بإعجاب أحدهم.
- ماذا عنكَ أنت؟ أتهوى الكتابة الإبداعيّة؟
= أنا لا أجيد حتّى كتابة مغامراتي في فنَّي النّحت والرَّسم.
- أنا سعيدة بصداقتنا.
= وأنا أكثر.
- رأيتُ بعضَ رسوماتك . أنتَ أيضا مُبدع.
= ولكِ منّي هديّة صُورة شخصية أرسمها لكِ متى أردتِ.
-من أي بلد أنت؟
= أنا من القدس.
-احكِ لي عنك.
=كنت متفوّق في دراستي. في سن 14 هربت من بيت أبي وعشت مع أحد أقربائي وبعدها إلى الجامعة. هذا مُختصر.
- ليه هربت؟
= بسبب العنف المنزلي.
- اعتبرني مرآتك وأخبرني كلّ شيء عنك.
= يقال إنّ الإنسان خُلِقَ تعيسًا ولكنه يصطنع السّعادة.
-أشعر أنّ كلّ ما حدث اليوم.. حدثَ لأكتبكَ.
- = ممكن. لا أذكُر متى قررتُ أن أرسل لكِ رسالة وتمنيت ألاّ ترُدّي طلب صداقتي.
- الغريب أنني عثرتُ اليوم على مئات طلبات الصداقة.. رفضتهم جميعا .. إلاّ أنت.
= لماذا لم ترفضي طلبي؟
- عندما نظرتُ في عَيْنَيْك رأيتُني أنا.
= جميل أن أسمع منكِ هذا التعبير.
- لماذا تمنيتَ ألاّ أردّ طلبك؟
=أحبّ إحاطة نفسي بالجمال والبلاغة.
-أخبرني عن العنف العائلي.. كيف كان؟
= أتمنى أن أجلس معك على مائدة واحدة وتكوني قبالة عينيّ.
لن ترُدّي طلبي؟
- - عندما تبدأ الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمك.. يستجيب الكَوْن. بالعكس.. أتشرف بلقائك.
= جميلة أنتِ ريتا وكلماتك تُفرح قلبي.
اسمك الحقيقي ريتا؟
- نعم.
=انتِ ذكيّة. داهية. وهذا يستقطبني.
(((صمت)))
=انا الآن وحيد في سريري. أفكر بكلماتكِ.
- وحيد؟ أين زوجتك؟
= في بيتي الثاني مع الأولاد.
- ليه؟
= منفصلان.
- ماذا كانت المشكلة بينكما؟
= هي من النّوع العصبي الجدلي وأنا أحب الهدوء.
- يا الهي!
= أحبّ أن اكون وحيدا.
-وأنا أحبّ الهدوء.
= أنتِ مليئة بالعشق الذي سينفجر يوما ما في شخص ما.
- خايف؟
= أن ينفجر بي؟
- نعم م م .. خايف ينفجر بكَ أنتَ؟
= إذا كنتُ أنا محظوظ سينفجر بي.
- انتَ فعلا محظوظ.
= إذن.. سنمضي ليالي طويلة في الحديث عنّي وعنكِ.
- ربما. لكن الآن يجب أن أمضي.
=إلى اين؟
سندريلا تغادر في ال 12 عشقا.
= تمزحي!
-لا. أنا عادة أنام في العاشرة وأستيقظ في الرّابعة لأكتب. لكن الليلة لم أشأ أن أتركك وحيدا. بتزعل منّي إذا مشيت؟
=أولا أشكرك ريتا. ثانيا.. لن أزعل منك أبدا. هذا وعد.
- جميل.
= نحن أصدقاء لكن إذا تطورت الصداقة سأسرق منك منتصف الليل.
- ممكن أطلب منك طلب وما تخذلني؟
= أطلبي. لن أخذلك.
- إقرأ روايتي: القصيدة المتوحشة.
لنناقشها معا غدا.
= حاضر سأفعل.
تصبح على خير صديقي.
وأنتِ من أهل الخير صديقتي.
ريتا الجميلة.




-7-
= صباح الخير ريتا. قرأتُ روايتك إلى أن تمكَّن منّي النّوم. أحببتُ إحساسك وخيالك وصديقتك خولة.
-صباح النّور نور. جميل ومشجع. هل أعجبتك الرّواية؟ هل قرأتَ عن خالد؟
= أعجبتني. كنت أقرأ عن خالد عندما غفوتُ.
- صدَّقتَ قصة الحُبّ بين ريتا وخالد؟
= غِرْتْ من خالد.
-ليه؟
= حجم حبّك له كبير. يتمنى الرَجُل هذا الكَم مِن الحُبّ بعد عُمْر.
- حبّي لخالد انتهى. غادرته لأن غيرته كانت مَرَضيّة..خانقة. أجهضتُ حُلُمي بيديَّ.
= لم أصل إلى النهاية بَعد. ما زلتُ أهذي في شغفكِ لهُ.
-أحاول في كتاباتي أن أعكسَ أنماطا مختلفة من العلاقات العاطفيّة.
= عندما يخوض الإنسان تجاربا أكثر يُدرك أنّ الغيرة خطأ وعندما يُجرب أكثر وأكثر أعتقد أنّه يتمكن مِنَ الإستمتاع بالحُبّ. رغم أنَّ الألم أحيانا والشّوق هما من أقطاب جمال العلاقة.
-عندما تكون العلاقة متكافئة .. لا علاقة سي السيّد بأمنية.. يصبح الشّوق مُتعة وأوجاع الحبّ نُسغ العلاقة.
= لذلك يكون الزواج مملاّ. لا شوق في الزواج.
-الزواج مقبرة الحُبّ إذا كانت العلاقة غير سويّة.
=لزقة جونسون ومسؤوليات.
- نور.
= نعم.
اذا كان الحُبّ حقيقي .. يدوم مدى الحياة.
= ليس في الزّواج حُبّ. لا أظن.
- لمَ هذا التشاؤم؟ الُحبّ طائر يحتاج جناحَيْن متكافئَيْن. الطّائر لا يفرض القيود على شريكته ولا هي على شريكها.
= ممكن. عليكِ أن تعرفي أنّني صاحب تجارب كبيرة.
-الحُبّ بريء منّا! الحُبّ شعور نقي. هذا ما سأرسمه في روايتي الثانية. لكنّ الحُبّ الحقيقي نادر جدا. شبه مستحيل أن تعثرَ على توأم روحك.
= أتفق معكِ.
- لأنّ العَالَم أصبحَ ماديّا ومُلوَّث.
نور.
نور.
نور.
= مناداتك لي باسمي تقتلني ريتا.
- ما هو الحُبّ؟
أنا أكتشفتُ أن مفهوم المرأة للحُبّ يختلف عن مفهوم الرَجُل ومتطلبات كلّ منهما تختلف عن الآخر.
لذلك..
أحتاج أن أعرف مفهومك أنت.
بالنسبة لي..
الحُبّ تناغم بين روحيين.
بالتقائهما تكتملُ كلّ الدّوائر.
= الرَجُل لا يمتلك كُلّ كَم المشاعر التي في المرأة.
- أعرف. المرأة مخلوقة عاطفيّة. تحتاج أن يكون حبيبها بحرا هي حوريته.
= المرأة تقيس كلّ شيء حولها بمقياس الشعور والإحساس. أمّا الرَجُل فيملك القليل من هذه المشاعر. هو بالأغلب يبحث عن السّكينة.
- - المرأة تحتاج أن يغمرها الرَجُل بمحبته باستمرار.. يُغرقها بالإهتمام بكلّ تفاصيلها.. يُشعرها أنّه لا يتنفّس بعيدا عنها.
= أكيد.. لكن ليس في الزواج.
- غالبا ما يُشعرنا الرَجُل أنّنا شئ ثانوي في حياته.
= لا ينبغي أن ينتهي الحُبّ بالزّواج.
- الإحتكاك اليومي يُفقد العلاقة رونقها.
= ريتا الجميلة.. هذا ما أقوله.
لا للزواج.
- الزواج.. يا صديقي.. في المُجتمع الشّرقي مقبرة للمرأة . يملك الرَجُل ورقة تُخوِّله أن يمارس على المرأة كلّ أنواع الإستعباد. وأحيانا يحصل العكس فتتسلط المرأة على زوجها وتمرمر له عيشته.
= بالنسبة لي ..
المرأة لها الحريّة حتّى ببناء علاقة إذا راق لها الأمر.
- -أنا حكيت رأيي في موضوع الحريّة في روايتي.
= هي مَنْ تُقيّد نفسها.
- نور.
ما حكيت لي .
ما هو الحُبّ من وجهة نظرك؟
=بالنسبة لي..
هو استقرار نَفسي ينجم عن تناغم في الأفكار. الإنسجام يُوّلد الحُبّ.
- جميل. هذي رؤيا راقية للحُبّ.
= ريتا
- نور
= هل شاهدتِ يوما تزاوج الأفاعي.ز عندما يلتَّفُ الواحدُ حول الآخر ألف لفّة ليُعبّر عن مدى انجذابه ويشعر به..؟
- نعم شاهدته.
لكن الأفاعي تفتقر للعاطفة.
الغريزة هي التي تحرّكهم.
= أنا أقصد حالة الإلتفاف.
- نعم م م.
= وأنتِ تُطلقي روحي إليكِ.
ريتا...
أنتِ موهوبة..مبدعة.
(((صمت)))
سرحتي؟
ريتا...
((صمت)))
-إن غبتُ عنكَ الآن .. إن غادرتُكَ.. ماذا تفعل؟

-مجرّد سؤال.أجبني بصدق.
= أنا معكِ.
-إلى متى؟
= كنتُ أحضّر نفسي اليوم للعاصفة.
الصداقة لا تنتهي ريتا... إلاّ إذا أعدمناها.. أنا وأنتِ. الأصدقاء ليس بالضرورة أن يكون بينهم اتّفاق كامل. قد يُكمل أحدهم الآخر وينسجموا.
- ما هي الصَّداقة؟
= نحافظ واحدنا على الآخر.. نسهر.. نضحك.. بلا غيرة ولا تسلُّط ولا..
- هل تؤمن بتعدد علاقات الصَّداقة؟
= قد تَكْثُر العلاقات..
لكنّ الصَّداقة أسمى علاقة.
-أنا صداقتي مع خولة صداقة حقيقيّة. منها أستمدُّ طاقة إيجابيّة.
= صرتُ أتشوّق لمعرفة مَن هي خولة بسبب حبّكِ لها.
- هي إنسانة حقيقيّة.. أصيلة.. واعية.. مثقفة. أحتاجُها لتُكملَني. وصفتُ قصة حبّها وفارس كقصة الحُبّ الوحيدة الحقيقيّة في الرِّواية. بينما باقي القصص مُجهضة.. لم تكتمل.
= جميل جدا.. كيف تستطيعي تحويل القصص الحياتيّة إلى روايات. بارعة...!
-الكتابة أكسجينُ رئتيّ. أنا أحيا من خلال أبطالي. انتقمتُ من فيصل في أنني قتلته في الرِّواية.
ثمّ..
بحثتُ عن الحُبّ في خالد فخنقني . انتفضتُ وغادرتُهُ.
ثمَّ..
عُدْتُ أبحثُ عن طائر الرّوح.
= ريتا. سأغادر للعمل. سأرسل لكِ بين الحين والآخر.
- جميل ونبيل أن تَذْكُرنِي.
= رسمتِ علامة في قلبي فلن أنساكِ.
هي نجمة تضيء طريقك.
مع السلامة صديقي.
= هي فعلا نجمة.. صديقتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا