الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسكو السوفيتية ... الثقة والدعم للبعث لا للشيوعيين

جاسم محمد كاظم

2017 / 7 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


موسك
يختلف الدعم السوفيتي بتحقبب الزمن للشيوعيين العراقيين منذ بدء التنظيم الأحمر حتى انتهاء دور الدولة السوفيتية .
فمن خلال قراءة التاريخ نجد أن أوائل الشيوعيين العراقيين درسوا في مدرسة كادحي الشرق في منتصف الثلاثينات حتى الخمسينات ممن تبوئوا منصب السكرتير العام كفهد وسلام عادل .
ومن الملاحظ لتاريخ الحركات الشيوعية في بلدان العالم أن الدعم السوفيتي يتعدى الدور الإعلامي والمنشورات والكتب وآلات الطباعة إلى المستوى العسكري وتزويد تلك الأحزاب بالمدربين والخبراء العسكريين وتزويد الفصائل الشيوعية بالأسلحة والمعدات وتدريب بعض قوات النخبة فيها في الأراضي الروسية وإعادتها إلى ثكناتها من جديد .
ساند الاتحاد السوفيتي الجبهة الشعبية في اسبانيا بالطيران والدرع ووصلت أفواج المتطوعين الخاصة وكذلك سرايا الطيران بقيادة العقيد اناتولي سيروف لمجابهة التمرد اليميني بقيادة الجنرال فرانكو وكذلك دعم الحزب الشيوعي الصيني والفيتنامي بالأسلحة والمعدات الثقيلة بعد الحرب العالمية الثانية أثناء المد الشيوعي الكاسح .
بل أن الطائرات السوفيتية ساندت قوات هوشي منة إثناء الحرب الفيتنامية الأميركية علانية .
لكن الملاحظ أن الدعم السوفيتي للحزب الشيوعي العراقي لا يرقى إلى مستوى الدعم اللوجستي البسيط .
يقول فاضل البراك مدير الأمن العام للفترة من 1979-1984 في احد كتبة التي تتناول الحزب الشيوعي بان الدعم السوفيتي للحزب يتمثل بالطابعات الحديثة وأجهزة الرونيو والمنشورات .
وتذكر بعض كتب المذكرات أن الاتصال بالحزب الشيوعي السوفيتي لم يكن مباشرا بل عن طريق حزب تودة الإيراني أو خلال بعض المسميات العاملة في القنصليات .

وهذا يؤدي إلى استنتاجات تقول أن نظرة ودعم موسكو تختلف لبعض الحركات والتنظيمات حتى التي تتبع منها نهج موسكو في تفسير الماركسية .
تقول بعض كتب المذكرات أن موسكو لم تكن راضية في عهد خروشوف عن مطالبة الحزب الشيوعي العراقي بجزء من السلطة فأرسلت إلى سلام عادل وكمال الحيدري بعد المظاهرة المليونية للحزب في عام 1959.
فهل كانت موسكو غير مقتنعة بقيادة الحزب الشيوعي للدولة العراقية ربما أقنعت تقارير ال KGB القيادة السوفيتية العليا بان الحزب الشيوعي لا يمتلك قاعدة قوية تؤمن له السيطرة على مفاصل الدولة .
لان العراق في ذلك الوقت لا يمتلك القاعدة الصناعية المؤهلة لطبقة العمال إضافة إلى تضائل الدور الشيوعي في القوات المسلحة التي كانت تسيطر عليها البرجوازية العراقية والحركة القومية .
فربما تؤدي أية حركة غير محسوبة العواقب إلى انحياز العراق إلى صف الغرب الذي غادرة بعد ثورة تموز الظافرة مع العلم أن تلك الفترة أسست بداية العصر الذهبي للنفوذ الشيوعي في العراق.

وشهدت الفترة الثانية بعد انقلاب شباط الغادر التضاؤل الكبير للدور السوفيتي في أعادة تأهيل الحزب الشيوعي فقوي نفوذ البعث وظهر على الساحة مستفيدا من التجارب الاشتراكية لبعض الحركات الثورية .
وبعد تخلي خروشوف عن القيادة العليا وظهور بريجنيف انعدم الدعم السوفيتي واخذ جانبا معاكسا بدعم حزب البعث الذي وصل إلى السلطة 1968 وتوقيع المعاهدة العراقية السوفيتية 1972وإعادة بناء الجيش العراقي بتسليح سوفيتي كامل .
وبلغ من قوة البعث أيام السبعينات ونفوذه الطاغي تغلغله في دول المنظومة الشرقية الاشتراكية بوقوف أعضاءه سوية مع قادة تلك الدول كمشهد نعيم حداد مع اريش هونيكر كتفا على كتف على المنصة في استعراض جيش التحرير الشعبي الألماني.
وبلغ التعاون العسكري للعراق في تلك الفترة مع دول المنظومة الشرقية ذروته وأدى بة الأمر إلى استنساخ تجربة جيوش التحرير الشعبية بتجربة الجيش الشعبي العراقي الذي تأسس في عام 1970.

ودخلت شركات تلك الدول للبناء في العراق ونقل تجربة تلك الدول في التخطيط الاقتصادي والتصنيع الاستهلاكي .

ومن هذا التاريخ تظهر كتب المذكرات لبعض الشيوعيين العراقيين بكلمات اليأس والحزن فتقول تعرض أكثر الشيوعيين العراقيين الهاربين إلى المعاملات القاسية من قبل أجهزة البوليس والمخابرات في الدول الشرقية وفضل البعض الهرب من تلك البلدان والعودة إلى العراق وتذهب بعض كتب المذكرات بعيدا بوصول الأمر إلى ضربهم علنا من قبل رجال المخابرات العراقية أمام أجهزة البوليس والحزب في تلك البلدان الشيوعية .
فما الذي حصل؟
باعتقادي أن موسكو لم واثقة بالتنظيم الشيوعي العراقي لعدم قدرته على المجابهة لافتقاره للجناح العسكري المهيمن وعدم وجود الطبقة الصلبة التي يستند عليها وخلو الجهاز العسكري للدولة من أي عنصر لهذا الحزب وكذلك عدم قدرته على إنشاء حرس احمر أو فصائل مسلحة تكون موازية لقوة الجيش تستطيع تامين الحماية لتجربته في الحكم .
وهكذا استمر دعم موسكو للبعث حتى بعد خروج الشيوعيين من العراق نهائيا وتجريم الحزب بعد عام 1979 وبدء الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 ونسيان الحزب الشيوعي من التاريخ العراقي نهائيا حتى سقوط النظام عام 2003وعودة الحزب من جديد للمشاركة في السلطة .
///////////////////////////////////////////////////////مم
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - KGB
راسم الصيقلي ( 2017 / 7 / 26 - 08:18 )
برأي الاستاذ النمري أن المخابرات السوفياتية ومنذ العام 1934 وهي تعمل ضد الثورة الاشتراكية وضد ثورة التحرر الوطني منذ العام 1959


2 - وصدق الرفيق النمري
جاسم محمد كاظم ( 2017 / 7 / 26 - 10:15 )
وصدق الرفيق النمري في هذا التحليل المستخلص من واقع الاحداث تحية لكم ولرفيقنا الكبير النمري


3 - الحزب الشيوعي العراقي لا ينتقم سوى من شعبه ونفسه!
طلال الربيعي ( 2017 / 7 / 26 - 18:37 )
الرفيق العزيز جاسم محمد كاظم
شكرا على مقالك!
ان ما تذكره بخصوص المعاملة القاسية والمهينة من قبل أجهزة البوليس والمخابرات في الدول الاشتراكية السابقة للشيوعيين العراقيين الهاربين من نظام صدام هو صحيح جدا. هذا في حين ان البعثيين وقادتهم, على العكس, كانوا يحظون بكل الاحترام والتقدير كما يتجلى ذلك مثلا في ظهور القيادي البعثي نعيم حداد مع اريش هونيكر جنبا الى جنب على منصة الاستعراض, او قوف حكومة بلغاريا الى جانب الطلاب البعثيين في صراعهم مع الطلاب الشيوعيين في صوفيا, وحتى ان رئيس بلغاريا وقتها ذهب الى بغداد للاعتذار الى عوائل البعثيين بسبب ما حصل في صوفيا. فقد اقدم صدام حسين عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية وهو الدكتاتور الطاغية على قطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع جمهورية بلغاريا عام 1979 على خلفية مصرع طالب عراقي في صوفيا اثر اشتباكات حدثت بين شيوعيين وبعثيين من الطلبه العراقيين الدارسين انذاك في بلغاريا واشترط انذاك قيام الرئيس البلغاري تيودور جيفكوف بالاعتذار شخصيا لعائلة هذا الطالب التي كانت تقيم في احدى قرى محافظة بابل
يتبع


4 - الحزب الشيوعي العراقي لا ينتقم سوى من شعبه ونفسه!
طلال الربيعي ( 2017 / 7 / 26 - 18:40 )
وقد نفذ الزعيم البلغاري وهو قائد شيوعي كبير طلب العراق ووصل الى بغداد ورافقه صدام بسيارته حيث اعتذر شخصياً من عائلة هذا الطالب العراقي التي كانت تسكن بيتا ريفياً وكان ذلك شرط الدكتاتور لاستئناف العلاقات بين البلدين !
فلابد ان تفضيل البعثيين على الشيوعيين, اضافة الى معاملة الشيوعيين معانلة مهينة ومذلة, وان كانت مفهومة بعض الشيئ بسبب تخبطهم وجبنهم وتذبذهم الدائمي والابدي, قد سببت مشاعر من الغضب والحقد والضغن لدى الحزب الشيوعي العراقي على مجمل النظام السوفيتي والحسد تجاه البعثيين الذين حلوا محلهم, وخصوصا ان البعض من هؤلاء الشيوعيين يحمّل الاتحاد السوفيتي, ايضا ببعض الحق, اسباب مصائبه وعدم استيلائه على السلطة. ولذا حالما انهار الاتحاد السوفيتي في 1991 سارع الحزب الشيوعي العراقي للانتقام من النظام السوفيتي ودولته التي أسسها لينين وذلك بتخليه عن اللينينية واعتناقه ايديولوجية العولمة المتوحشة تحت راية الديمقراطية والتجديد كما عبر عنها في مؤتمره المنعقد في عام 1993.
يتبع


5 - الحزب الشيوعي العراقي لا ينتقم سوى من شعبه ونفسه!
طلال الربيعي ( 2017 / 7 / 26 - 18:43 )
وتوج الحزب الشيوعي العراقي اعتناقه للسياسات النيوليبرالية لاحقا في اشتراكه في مجلس حكم بريمر وموافقته على المائة قرار التي اصدرها بريمر لتحطيم صناعة وزراعة العراق وتسريح 500.000 عامل وتحويل العراق الى دولة ريعية فاشلة. ونحن نعلم ان الاقتصادي ميلتون فريدمان هو عراب بول بريمر. وفريدمان هو زعيم النيوليبرالية والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد وكان قد ساهم مع الاستخبارات المركزية الامريكية في انقلاب بينوشيت الفاشي في شيلي في عام 1973 ضد الرئيس الاشتراكي الشرعي الطبيب سلفادور الليندي.
ان النيوليبرالية التي ساهم ويساهم الحزب الشيوعي العراقي في بنائها هي انتقام من الاتحاد السوفيتي ومؤسسه لينين وكذلك بسبب قناعته بمفهوم نهاية التاريخ لوفوكوياما. ولكن الحزب الشيوعي العراقي ينسى انه بمعاقبتة اتحاد سوفيتي غير موجود والانتقام منه لا يعاقب ولا ينتقم الا من شعبه و نفسه هو ويخصي نفسه هو (اخصائا اوديبيا بمعنى فرويدي) بسبب مازوخية غرستها في داخله التعاملات المهينة من قبل السلطات العراقية عبر تاريخة, اضافة الى معاملة الدول الاشتراكية المذلة له وكذلك لفقدان الثقة بالنفس بعد انهيار الجبهة
يتبع


6 - الحزب الشيوعي العراقي لا ينتقم سوى من شعبه ونفسه!
طلال الربيعي ( 2017 / 7 / 26 - 18:45 )
مع البعثيين ومن ثم انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية, وباخصاءه لنفسه او باخصاء الظروف له تحول الحزب سواء شاء او ابى الى اداة لتنفيذ توجهات المخابرات المركزية الامريكية التي ساهمت من قبل في انشاء اول تجربة نيوليبرالية في العالم من خلال انقلاب بينوشيت في شيلي.
مع وافر تحياتي


7 - الرفيق العزيز طلال الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2017 / 7 / 27 - 05:23 )
كل الشكر عل اضافتك واغنائك للمقالة حقا لقد اكتملت المقالة وغطت كل الفترة الزمنية ال اليوم بهذة المعلومات الرائعة اسمى تحية ونحو مزيد من التواصل


8 - صدق الأستاذ النمري
عبده موسى ( 2017 / 7 / 27 - 08:33 )
في 4 حزيران1967 تكفل الاتحاد السوفياتي عبد الناصر بألا يقوم بالضربة الأولى في الحرب مقابل أن أميركا تكفلت ألا تقوم اسرائيل بالضربة الأولى
لكن اسرائيل قامت بالضربة الأولى في فجر 5 حزيران ومرت عشرات الطائرات الإسرائيلية فوق الأسطول السوفياتي في شرق المتوسط ومع ذلك لم ينذر السوفيات مصر عن تلك الطائرات وقامت الحرب وانهزم عبد الناصر دون أن يحرك السوفيات ساكنا وهو ما يؤكد تآمر القيادة السوفياتية آنذاك على مصر وعلى عبد الناصر


9 - تحية اخ عبدة
جاسم محمد كاظم ( 2017 / 7 / 30 - 10:49 )
وهكذذا اوفى السوفيت ديونة وحفظ كفالتة مع اسرائيل ....ههههه الف تحية

اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال