الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري

رفيقة عثمان

2017 / 7 / 26
الادب والفن


رفيقة عثمان:
سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
صدرت رواية "اللفتاويَّة" عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس صدرت سرديّة "اللفتاوية" للأديب المقدسيّ جميل السلحوت، وتقع هذه السّرديّة الموجّهة لليافعين في 64 صفحة من الحجم المتوسّط، ويُزيِّن غلافها لوحة للفنّان التشكيليّ الفلسطيني محمد نصر الله، وصمّمته الفنَّانة رشا السرميطي.
سرد الكاتب روايته، حول سيرة ذاتيّة، لامرأة أرملة أصلها من قرية لفتا المهجَّرة تُدعى ساجدة؛ تتركَّز أحداثها حول سرد أدبي يُسرد على لسان البطلة "أمّ وضَّاح"، التي سردت سيرتها الذاتيَة، منذ طفولتها، حتى كبرها، عن قريتها المهجّرة، لفتا قديما ما قبل النكبة، وعن آثارها المتبقيَّة؛ ما بعد النكبة.
من خلال هذا السرد، يهدف الكاتب لتعريف الفتيان والفتيات على الأماكن الأثريَّة والمواقع كلِّها للقرى المُهجَّرة، وحِرصًا عليها من الاندثار ونسيانها مع الزَّمن؛ كما تغرس في نفوسهم الانتماء للوطن وحبّه، والحنين للماضي.
تشجيع الرواية الذَاكرة الجماعيّة، لأحداث النكبة وتدوينها؛ حوفا من طمسها واختفائها.
تعتبرهذه الرواية واقعيّة، وتساهم في ربط وجسر العلاقات بين الأجيال، الأحفاد والأجداد، خاصَّةً وأنّ الأجداد يتوقون للحديث عن حياتهم، وتجاربهم الخاصَّة؛ كي ينقلوا لهم العبرة وتيسير الأمور عليهم بالمستقبل؛ للحفاظ على لغتهم ومعالم قراهم، وانتمائهم للأرض.
تهدف رواية "اللفتاويَّة"، الى أهميّة معاملة الأبناء لوالديهم، "رِضى الله من رِضى الوالدين"، خاصَّةً عندما يظل الوالدان وحيدين عند كبرهما، وهم في أمسِّ الحاجة على الشعور بالتفاف الأبناء والأحفاد حولهما، ما زال المجتمع العربي متماسكا في هذه الخصال، إلا أن هنالك ظواهر لأبناء يتنكَّرون لآبائهم، أو لا يواسونهم، ويرعونهم عند الكبر؛ خاصّة في عصرنا الحاضر، المواكب للعصر الالكتروني.
في رأيي لا أجد بأن هنالك ضرورة للعرض في بداية الرواية، لغاية عشر صفحات على الأقل، كان من الممكن اختصارها، وتجنّب الفتيان من الحزن، على فراق أبي وضّاح، إدخال هذا الجو الحزين لا يضيف للرواية معنى. كان بالإمكان التعبير عن وحدة الزوجة دون هذه المقدّمة الطويلة.
ورد بالرواية مصطلح: "ميساء كانت تسترق السّمع على حديث شقيقها..."، يبدو لي بأنّ هذا التصرُّف غير لائق؛ للاقتداء بهذه الصّفة غير التربويّة.
راعى الكاتب شروط السرد المطلوبة، في تسلسل الأحداث، والزّمن، والشخصيّات، والاحداث المتسلسلة وفق تسلسلها؛ إلا أن الرواية افتقدت الى عنصر الحبكة، التي لا تقل أهميّة عن باقي عناصر السرد الأدبي، كما تخلو الرواية من عنصر التشويق، وتستخدم الأسلوب التقريري للأحداث.
استخدم الكاتب اللغة فصحى، سلسة، وسهلة المعاني، تكاد تخلو من الصور البلاغيّة، والمحسّنات البديعيّة.
صورة الغلاف لم ترُق لي؛ نظرا لعرض صورة لامرأة ذات نصف وجه مكشوف، يغطّي رأسها أشواك وبريَّة، تدمي وجهها المكشوف، لا ملامح ظاهرة لهذا الوجه، يبدو أن رسّام اللوحة، ومصمِّمة الغلاف لم تقرأ الرواية مسبقا، بل العكس هو الحاصل.
حبّذا لو كانت صورة لثوب مطرّز في زي أهل لفتا، وتغطية الغلاف بالثوب الفلسطيني لوحده فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير