الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاوائل في الفلسفة والعلوم(2)

داود السلمان

2017 / 7 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


اول من عاش تجربة شك عميقة
يعتبر أوغسطين(354- 430) هو: اول من عاش تجربة شك عميقة، ومراحل الشك لديه كانت على ثلاثة أنواع:
أولاً: كان شكله تجربة حية عاشها، وفيها اعدوه "أول من عاش تجربة شك عميقة" ، (عبد الرحمن بدوي، مدخل جديد الى الفلسفة ص121). ومن هذا النوع قد مر به ابو حامد الغزالي الفيلسوف الاسلامي المعروف.
ثانياً: شك أوغسطين هو أنه عابر وقتي، مثل لحظة تطوره الروحي.
ثالثاً: الشك تعبير عن لحظة السلب، إنه طريق المؤمن بمثابة معبر لابد أن يمر عليه للانتقال بعده الى الحقيقة.
تعـــــــــــــريف:
ولد أوغسطين في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي، وبالتحديد في عام 354م في مدينة تكاست الجزائرية ، والتي كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية. ومن الملاحظ إن أوغسطين قد ترعرع في أحضان عائلة ذات تكوين عرقي وعقيدي متنوع . فمن طرف الوالد باترسيوس كان وثنياً؛ كان على عقائد الدين الروماني ذات الإصول اليونانية. ومن جهة الأم مونيكا أو القديسة مونيكا (331 – 387م) فقد كانت مسيحية من البربر، وهي من أوائل القديسات المسيحيات. وذكر الباحثون الأكاديميون في اصول القديس أوغسطين، إلى إن أسلافه ينتمون إلى تنوع عرقي متفرد، فهم ينتمون إلى البربر، واللاتين والفينيقيين. ولكن العائلة كانت من الناحية القانونية، عائلة رومانية وهي تتمتع بالمواطنية الرومانية الكاملة، وعلى الأقل قبل ولادة أوغسطين بأكثر من قرن من الزمن. كما إن عائلته كانت تنتمي إلى الطبقات العليا من المجتمع الروماني يومذاك، وإن لغته الأولى هي اللاتينية التي كانت اللغة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. (راجع: يوسف كرم، تاريخ الفلسفة الاوربية في العصر الوسيط ص 23، دار القلم، بتحقيق الدكتورة هلا رشيد امون).
مفهوم الشــــــــك:
جاء في تعريفات الجرجاني: الشك: هو التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر عند الشاك، وقيل: الشك: ما استوى طرفاه، وهو الوقوف بين الشيئين لا يميل القلب إلى أحدهما، فإذا ترجح أحدهما على الآخر فهو ظن، فإذا طرحه فهو غالب الظن، وهو بمنزلة اليقين.
وذكر بعض المعنيين أن للشك اربع خصائص:
الخاصية الأولى للشك: توقف الشخص الشاك عن إصدار أحكامه سواء بالقبول أو بالرفض، وذلك كما جاء في تعريف الشك بأنه "التردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر"، أي أنني أظل أتردد فقط دون أن أحكم بإثبات نقيض أو نفيه.
الخاصية الثانية للشك: قدرة الشخص الشاك على الاختيار والانتقاء بين النقيضين، ولكنه رغم ذلك يرفضهما معاً، وبدون هذه القدرة لا يكون الموقف شكاً، وإنما عجزاً، فمثلاً إذا كنت أرفض التفسير المادي لتطور المجتمع وأشك في قيمته، فإن هذا الموقف يفترض أيضاً إمكانية الشك في النقيض الأخر وهو التفسير الروحي.
الخاصية الثالثة للشك: إن الشك تعبير عن الحرية الذاتية للفرد، وهذه الخاصية نتيجة حتمية للخاصيتين السابقتين، فما دام الإنسان الشاك يرفض الانحياز إلى أحد النقيضين، ومادامت لديه القدرة على الاختيار والانتقاء بينهما، لكنه رفض كليهما معاً، فالأمر يعنى بالضرورة أن مثل هذا الشخص يمارس نوعاً من الحرية الذاتية في أن يحكم أو لا يحكم، وأنه اختار ألا يحكم قطعياً واتخذ موقف الشك بإرادته الحرة دون أي إجبار.
الخاصية الرابعة للشك: الشك ليس جهلاً فالشك موقف عقلي واعى واتجاه فلسفي يتخذه صاحبه بعد تفكير عميق وتدبير طويل، وبالتالي يجب على الشخص الشاك - حسب هذه الخاصية - ألا يقف صامتاً وهو يرفض، وإنما عليه أن يناقش كل الآراء ويفندها، ثم ينتقل بعد ذلك إلى نقيضها ويفندها أيضاً.
ويلخص عبد الرحمن بدوي كلامه حول "الشك" بعبارة: "تجربة الشك تحتل في حياة المؤمن مكانة ممتازة، لأنها تعبّر عن عدم كفاية الوثنية وعن توكيد نوع من اليقين من طراز آخر تماما" (المصدر السابق).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا