الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عبد الرزاق عيد من ديكتاتورية البروليتارية إلى السلفية الإسلامية!!
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
2017 / 7 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بير رستم (أحمد مصطفى)
كتب السيد "عبدالرزاق عيد" مؤخراً مقالة بعنوان؛ "مفارقات بارانويا الازدواجية (القومية الكردية البعثية) !!! بين النرجسية القومجية الكوردية والمظلومية الاضطهادية (العلوية)!!!" يحاول فيها النيل من مصداقية (مظلومية) الكرد، لكن دون أن يوفق في تقديم خطاب وقراءة عقلانية موضوعية بحيث نجد غلبة تلك اللغة العصبية التشنجية التي تميز شخصية العيد حيث فقط ومن خلال نظرة لعنوان المقالة، يمكن التأكد على ما يعانيه السيد عيد من إضطرابات بارانويا بحيث يفقد الرجل أي توازن فكري وسياسي ومن جملة الاضطرابات هو التنقل بين عدد من المواضيع ومن دون أي توضيح أو إعطائها حقها في الشرح والبحث والإقصاء فها هو يقول بخصوص إفتخار الكرد بماضيهم مثلاً:
إن "هذه المفارقة القوموية العربية، تجد نظيرها الموازي والمشابه لدى الكورد، وهو مدح الجوهر الكردي الأصلي وعبقريته، وذم العروبة التي لا تعترف بالكورد وتقصيهم وتهمشهم، فهم يمتدحون العبقرية العسكرية والسياسية لصلاح الدين الأيوبي الكردي الذي لا نعرف إن كان يعرف اللغة الكردية بالأصل أو يهتم بذلك، سيما أن اللغة عنصر حاسم نظريا في صياغة منظومة الوعي القومي وفق المفاهيم النظرية للقومية تعريفا، بوصفها ايديولوجية ابنة العصر الحديث منذ ثلاثة قرون، وما قبلها كانت انتماءات (قبلية –عشائرية –أقوامية –دموية -وشائجية )، إن كانت عربية ( أموية ) أم كردية أيوبية ...."!!! إنتهى الإقتباس.
للأسف نجد هنا بأن كاتبها -أي السيد عيد- قد وقع في عدد من الأخطاء نتيجة الحالة العصبية بحيث يفقد أحدهم أي قراءة تحليلية متزنة وتجعلنا نحشد توصيفات وسياقات خاطئة لا يقع به أي مجتهد وليس بكاتب له باع في الجدالات الفكرية والسياسية كالعيد؛ فهو مثلاً يتناسى بأن بعض الكرد المتأسلمين هم الذين يفتخرون ويحاولون (جرّ) صلاح الدين الأيوبي للبوتقة القومية وبالتالي ليس كل الكرد وعلى الأخص الماركسيين منهم -رفاق عيد السابقين وذلك قبل أن يصبح مؤمناً متأسلماً- وضمناً العمال الكردستاني والذين هم سبب كتابة العيد لمقالته، كما سنجد في الفقرات الأخرى والتي يريد أن يستهدفه من خلال استهداف "كردية" صلاح الدين اللغوية!!
والقضية الأخرى ينسى السيد العيد بأن اللغة تعتبر إحدى العوامل -وليس العامل الوحيد- في قضية الوحدة والإنتماء القومي لنجعل من كردية صلاح الدين أمراً مشكوكاً به مع العلم أن هذا البطل التاريخي كان بحق يؤسس لخلافة يحكمها أبناء عشيرته وملته من الكرد وذلك كأي قائد عسكري يستعين بالأقربون لحماية المملكة والإمارة وكذلك لحمايته الشخصية ولو أُمدّ به العمر وكان لمن بعده من أمراء الأيوبيين حنكة ودراية تدابير السلطان صلاح الدين الأيوبي لكنا وجدنا الخلافة الأيوبية هي التي تحكم الإسلام خمسة قرون بدل الخلافة العثمانية؛ أي كنّا ورثنا نحن الكرد تلك الأمجاد وليس الأتراك وقد كتبت بخصوص هذه القضية بحثاً وضّحت فيه وجهة نظري وقراءتي عن الموضوع وقد نشرت على مواقع عدة منها موقعي الخاص على الحوار المتمدن ويمكن لأي باحث العودة إليه والوقوف على الحيثيات.
أما المسألة الأخرى والتي يتناساها الدكتور عيد هي قضية اللغة العربية والإفتخار بها وبأنها عامل وحدة العرب وحامل مشروعهم الحضاري الإسلامي حيث يتناسى الدكتور -كما قلنا قبل قليل- بأن هذه اللغة التي نكتب بها اليوم هل هي فعلاً لغة من يدعيه العيد والقومويين العرب من أصولهم العدنانية والقحطان أو أولئك العرب العاربة من أهل حضرموت واليمن التعيس حيث هناك دراسة لأحد أهم رواد الفكر والنهضة العربية، بل عميدها ومؤسسها ونقصد الراحل "طه حسين" والذي يقول في كتابه "في الشعر العربي" ومن خلال مقارنة ثلاث نصوص أدبية وهم؛ نص حبشي أثيوبي وآخر نص قرآني وأخيراً نص يمني حضرموتي، فإنه يجد بأن النص اليمني الحضرموتي أقرب للنص الحبشي الأثيوبي منه للنص العربي القرآني .. إن المراد من المثال المذكور؛ بأن اللغة لا تجعل من مسألة وحدة القومية أمراً محتماً وإن كان عاملاً من عوامل وحدة القوميات والأمم وخاصةً في مرحلة كان العامل الديني هو العامل الحاسم في وحدة الحضارات ولذلك أي طعن بكردية صلاح الدين الأيوبي هي قضية فاسدة من الأساس كي (يفحمنا) بها السيد عيد متبجحاً!!
وأخيراً نو أن نقول للسيد عبد الرزاق بأنه يقدم ومنذ سنوات -من عمر الأزمة السورية- خطاباً عصبياً أعمى، يتسم في أكثر الأحيان بالطائفية، رغم تشدقه ووصفه للآخرين بالعلوية والأسدية أو القومجية الكردية مع العلم عندما ينزلق كاتب وسياسي ما إلى التخندق في هكذا مسارات يكون ذلك نتيجة إتخاذه مواقف طائفية مسبقاً وإلا فلما تشويه الحقائق وجعل نظام قومي عروبي بعثي أمني كالنظام السوري، نظاماً طائفياً (علوياً)!!
أما بخصوص (القومجية الكردية الأوجلانية)، فإننا لا نريد الدخول في جدال عقيم مع السيد عيد وحول مظلومية الكرد على مدى عقود من هيمنة الفكر والدولة القومية العربية، لكن فقط نود تذكير السيد عيد؛ بأنه كان من المعجبين بالتجربة الأوجلانية وكان رذاذه الأممي يتطاير في كل الجهات على قناة العمال الكردستاني وهو يمجد بقائدها والحركة ثم وجدناه ينقلب عليهم وعلى كل تراثه وماضيه الماركسي اليساري - مثل كثيرين وللأسف- وذلك من خلال الإنحراف والإنجراف مع التيارات الإسلاموية الطائفية وتحت ذريعة ((المظلومية السنية)) بحيث بات الماركسي العتيد معجباً بديكتاتور إسلاموي وذلك فقط كونه "أسد السنة"، مع العلم أن التجربة التركية في مرحلة ما كانت تجربة رائدة بحق؛ أي في مرحلة البدايات لوصول حزب العدالة والتنمية والتي بحق قدمت خلال العقدين الماضيين تجربة إسلامية رائدة.
للعلم؛ فقد كان السيد عبد الرزاق عيد في حينها معجباً بالعمال الكردستاني ومعادياً لتلك التجربة التي يمتدحها اليوم ويعتبرها رائدة .. فأي نفاق وإنحراف وإنجراف، بل إرتزاق سياسي بات العديد من النخب السياسية والفكرية العربية تجد نفسها في مستنقعها وللأسف!!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني
.. فرنسا تدرس إحياء ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين
.. حركة النهضة تعتبر الأحكام في قضية اغتيال شكري بلعيد دليلا عل
.. ردود الفعل بعد صدور أحكام في تونس بينها الإعدام في قضية اغتي