الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصيلة المعدنية

مروة التجاني

2017 / 7 / 28
الادب والفن


جريت مع الأعضاء على مسرحها ، وغسلت الليل وريش طيوري في عالمها المغلق بي ، وفردت ملاءة صوتك لي فلمحت طوائف منقرضات وشباكاً تتقطع في برزخي المستور ، لمحت هوامي المتخبط في مصباح المبتهلات إلى ثديي ، وأكفاناً قدام منازلنا ، وأناساً منكبين على عتبات الماء يحركون غبار الحلم لموجتهم ، ويصيخون إلى الخزف المركوم عليَّ . انتقلي في أعضائي، في مسرحها الأعظم ، واقتحميني من أبوابي المحشورة بالأجناس وقولي ( ابتعدوا عن حكمته ومدائنه ، ابتعدوا عن أزمنة لا يملكها ) . قولي ( شرك نحن وصيادون ، نقوس أسماء ومواعيد ليمحوها حت الروح ، ونتبع حيوانات متعبة في الأحشاء ، نلاطفها ، ثم نمد لها الأعلاف ونرقبها مغتبطات تتوازى ثم تخر من الغبطة وهي تحت قوائمها لتقوم وليس تقوم ، وليس تقوم نباتات ميتة ، فنناديها منتفخين من الكوبالت ومنثور الزنك السائل في عضلات خواصرنا والساقين : انهضن ، انهضن فقد أوجعنا الحب واقلام الإنسان ؛ انهضن لندخل مدرسة ونجر مقاعدها وكراريس التشريح إلى الوديان ، انهضن .. نريد معلمة وطباشير لنختار فجيعتنا ) .



قولي :
( سيكون لنا موت بين أغانيك وبيت
وسرير لا يصحبنا غير الغيم إليه ،
وفراشات وخشاش .
وإذا احتضنتك ذراعاي انطلقت
نحو ذراعيك طيور ، وتدافعت الأعشاش .
سيكون لنا أن نحيا بين أغانيك ونحيا ،
أن نتهادى كشراع ونسافر ، أن ينسانا الوقت ..
سيكون لنا بيت ) .
قولي ( هذا طفلي ) ، لا
سأقول : أنا توأمها ونهاية ما يأتي
وأنا ميثاق البرية
وأنا سرب قطا ينقر فيه الذكر الذكر ، الأنثى الأنثى ،
ويدور فراسخ ملتمساً ما يهديه إلى فجوات في أغشية الأفق لينفذ منها أبعد من مرمى الصبح وموكبه الشيخ ، وأبعد من صرخات تيوس تتخبط في سرداب الملكوت ؛ أنا توأمها : توأم أطفال كسروها حين هممنا أن نلتحف الأعماق ونظهر ما أدخرته جوارحنا من بكرات خيوط ونبيذ وأساور ، حين هممنا أن ننشد ما أنشدت السنونة : ( النهر النهر
خبأعينيه وناما .
ما حدثنا ،
ما قص لنا عن طفلته ،
ما وشوشنا ..
خبأ عينيه وناما .
ناديناه ، توسلنا ،
أعيناه حذاء وقلنسوة ،
ما حدثنا ،
ما قص لنا عن طفلته ،
ما وشوشنا ..
ناديناه وأعطيناه كلاما
فأفاق النهر وحدثنا ،
قص لنا عن طفلته ،
وشوشنا حتى نمنا
ثم تمطى ،
أغمض عينيه وناما ) .



ما كان نشيد ،
كان عويل يترقرق مثل الماء وينساب ، وأنساب إليك مغطى بصفيح صدئ وغضار أنفخ فيه فيهذي ويبوح ، وأهذي وأبوح ، وأنسى مجراي فآخذ مجراك مغيراً بالأرض وبالسدم المهجورة وغلالات الكربون على زبدي وعواصمه ، ومغيراً بغواشيك عليَّ :
إلهي
كان النشيد يترقرق مثل الماء ، ولكن إناثك فرقن جداوله وتعرين ؛
إلهي انظر
ناموسي فوق فراش البحر تطرزه الحوريات بأصداف خيانتهن وتخزقه سفن الصيد بحيزوم أحمر . كان عويل في البدء ، وكنت أضم إناثك محتفلاً بنضارتهن وبالمعدن يجري .
وإناثك كن يهدلن المعدن والطقس ، ويستنبتن الشيخوخة في الأمواج وفيأجنحة الطير ؛ قتلت ،
أكان لزاماً أن أقتل ؟
أين دمي ؟


دمي الآن غزال
يربض في نواس الساعة ، تحت عقاربها ، ساه
عن قطعان ربضت قبل الوقت وماتت ،
بعد الوقت وماتت .
دمي الآن يشل عقاربه ويميل
حيث تميل بقايا المرأة بعد الحب ،
ويجتاز دوائره ويطول
ثملاً بالتوتياء ، وبالحبر ، وقاض يقضي بين هزائمه .
هوذا بين هزائمه يتلألأ كالياقوت ، ويعيا فيميل
وأنا أقبض بالكفين على ماسورة جرحي وأميل
صوب سديم استغفره ، ونهار يقرع شهوتي العذراء بقرنيه :


إلهي
خذ لإناثك قداسي واجعلهن شريكات الخردل والطمي ، واسرجهن لأهتك مجد الذكر العاصف في غايته . اجمعني في الخوف وأسرجهن لأقرأ ما أنت محوت . اجمعني في اللبان ولبلاب الرحم . اجمعني ..
أين دمي ؟


دمي الآن طيور ،
وثعالب تمضي ، وتخوم ،
وأنا اتحلق حول دمي
وأسد على الأطيار مواردها حتى تتهاوى خلف دمي فأقوم
قومه من يستهدف مقتله ،
واجر رمادي بين عساليج الأعراس وأكواخ بغايا آشور إلى صوت يخزق ميقات العشب ، ,أستفحل مثل شرار : عودوا
هربت سائمة الأشراق وودعني الموت القيوم .
وأنا أتقلب فوق مواجعكم ألم حصى أجلي
وأرد برفشي المخلوقات إلى حفر القلب وأسمعكم تحت الرفش : ترى من يقلقنا يا رب سليم بركات ؟



- من ديوان هكذا أبعثر موسيسانا لسيدنا وإلهنا الأكبر سليم بركات .

____________________
شاركوا في الحملة :

http://www.ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=945








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه