الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انحناءة إجلال للبلاشفة في مئوية ثورة اكتوبر

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)

2017 / 7 / 28
ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا


في الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ، يعتصر الفخر و الألم عقول و قلوب كل الثوريين على الأرض ، و يزداد ايمانهم بانتصار الإنسان .

لقد كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية أعظم ثورة اجتماعية شهدها التاريخ لحد اليوم ؛ فهي الثورة التي غيرت وجه العالم إلى الأبد عندما وضعت أسس التطور و التقدم المستمر للبشرية على طريق محو استغلال الانسان للإنسان ، و بَنَت الاشتراكية و المجتمع العادل الذي أقام الدليل الملموس على أن تحرير العمل ليس فقط ضرورة اجتماعية لكل البشر ، و لا هو الخيار الممكن التطبيق فقط ، بل هو الرافعة الوحيدة المتاحة لرسم المستقبل المضيء للإنسانية جمعاء .

في بنائها السريع لنظام اقتصاجتماعي جديد بقدراتها الذاتية المحدودة ، و في وسط جيوسياسي دولي خانق من الحروب و الحصارات و المؤامرات الإمبريالية المتواصلة ، أنهت ثورة اكتوبر الاشتراكية في زمن قياسي الهيمنة الاقتصاسياسية لرأس المال ، و بذا أنهت استغلال الإنسان للإنسان في سدس الكرة الأرضية ، و ألغت ظلم قومية لأخرى فيه ، و بنت صناعة و زراعة كبرى ، و أقامت أنظمة دفاع جبارة أنقذت البشرية من تنانين النازية و الفاشية .
و بتخطيطها الاقتصادي المبرمج ، محت لأول مرة في تاريخ البشرية البطالة و الأزمات الدورية ؛ و وفرت التعليم المجاني بكافة مراحله و الرعاية الصحية المجانية للجميع ، و أتاحت السكن و النقل الرخيصين للجميع ، و وفرت الخدمات الاجتماعية المجانية ، و صنعت القفزة الصناعية و العلمية و الثقافية للعالم أجمع .
بقوانينها الثورية ، حررت المرأة و منحتها حقوقها كاملة و مكنتها من العمل في المجالات كافة منهية التمييز الاجتماعي ضدها ، و منحت حق تقرير المصير للقوميات ، و منحت حق الانتخاب للجميع بضمنهم النساء ، و أنهت الفقر و الامية و التشرد و الضياع و الدعارة و الاتجار بالبشر و الادمان .
خارجياً ، صنعت ثورة أكتوبر الاشتراكية السلام للعالم ، و ألغت الحرب النووية الامبريالية ، و أسقطت الاستعمار الإمبريالي ، و وفرت الدعم المادي و المعنوي الفاعل لكل لأحزاب الثورية و حركات التحرر للشعوب المستضعفة في أرجاء العالم كافة ، و قدمت المساعدات المباشرة و الخبرة لبناء الاقتصاد و البنى التحتية لبلدان العالم الثالث المستقلة حديثاً . كما أجبرت الدول الرأسمالية المتقدمة كافة على تحسين أوضاع طبقاتها العاملة في بلدانها , و خلقت حركة اشتراكية في العالم أجمع و فتحت الفضاء الخارجي للاستكشاف و التطبيقات الاتصالية و المعلوماتية .
فكرياً ، وفرت و توفر ثورة اكتوبر الاشتراكية الميدان العملي الثري للتطبيقات الاشتراكية الملموسة لاستخلاص الدروس القيمة منها للحركة الشيوعية العالمية ؛ كما طرحت العديد من الأسئلة النظرية و العملية التي أشغلت و تشغل أجيالاً من المفكرين الثوريين للتحليل المتمعن و الإجابة .
و بفضل كل هذه المنجزات الجبارة ، فقد كان انهيار الاتحاد السوفيتي أكبر خسارة لا تعوض للبشرية جمعاء ، و خصوصاً للشعوب الفقيرة الضعيفة ، و للحركة الثورية في العالم أجمع . و لكن الثورة الاشتراكية الاشمل قادمة لا محال ، رغم الداء و الأعداء .

انحناءة اجلال للبلاشفة الأبطال الذين حملوا شعلة الماركسية الوهاجة حول العالم .





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - إلى ابو علياء
فاخر فاخر ( 2017 / 7 / 28 - 20:55 )
سبقتني يا أبوعلياء إلى تنبيه ما نبهت إليه
رفيقنا العزيز حسين علوان حسين أحسن الانحناء إجلالاً للبلاشفة العظام
لكنه لا يعلم أسباب تفكيك الإتحاد السوفياتي
ومن واجبي هنا أن أنبه الرفيق العزيز حسين علوان حسين إلى حقيقة لا مراء فيها
وهي أن من لا يعلم أسباب انهيار ثورة البلاشفة لا يعلم بالقطع قيمة ثورتهم
عامة الشيوعيين لا يعلمون ذلك ولذلك هم تائهون يعومون فوق السياسات البورجوازية الآسنة كما يعوم الحزب الشيوعي العراقي وسائر الأحزاب الشيوعية المماثلة

2 - من يتهم الشيوعيين العراقيين هو غير منصف.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 7 / 28 - 21:52 )
السيد فاخر فاخر يتهم الشيوعيين العراقيين ويقول تائهين فوق السياسة البرجوازية الآسنة
كم من شيوعيين استشهدوا بسبب اخلاصهم لوطنهم لو كانوا كما يوصفهم السيد فاخر فاخر لما أقدمت هؤلاء على اغتيالهم والشيوعيين ايضٱ-;- بشر ويمكن أن يخطأوا.

3 - السيد خليل أحمد إبراهيم
فاخر فاخر ( 2017 / 7 / 29 - 16:08 )
نبكي دماً على استشهاد آلاف الشيوعيين في العراق وهو ما يدلل على أن قيادة الحزب ليست حريصة على دماء أعضاء الحزب
لعلك تذكر خطاب عبد الكريم قاسم في الأول من أيار 1959 حين كان يقطر سما ضد الشيوعية - بينما الشيوعيون في الشارع يصيحون -ما فيه زعيم إلا كريم- وهو ما دفع بماوتسي تونغ أن يقول في مذبحة الشيوعيين في شباط 1963 قولا مستهجنا وهو أن الشيوعيين العراقيين استحقوا ما جرى لهم
لو كان لدى قيادة الشيوعيين آنذاك الحس الثوري الناجز لأطاحت بقاسم قبل أن يطيح به زعران القومجية
كيف لنفر قليل من زعران القومجية يطيح بقاسم ويدمر الحزب الشيوعي العراقي الكبير ؟

خطب لينين يقول : الحزب الشيوعي يخون الثورة مرة واحدة فقط وهو ما يعني أن الحزب الشيوعي بعد خيانة الثورة لا يعود شيوعيا
الحزب الشيوعي العراقي لم يعلن حتى اليوم النقد الذاتي لسياسته في 1958 - 1963 وهو ما جلب للعراق كل الكوارث التالية بل لو أن الحزب الشيوعي العراقي تولى السلطة خلال تلك الفترة لتغير مسار التاريخ ولانهزمت البورجوازية الوضيعة في الاتحاد السوفياتي ولما انها الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي ولذلك طلب خروشتشوف من الحزب الإبقاء على قاسم

4 - السيد خليل أحمد إبراهيم (تابع)
فاخر فاخر ( 2017 / 7 / 29 - 16:23 )
حزبكم خان الثورة في أيام عزه أما اليوم بعد انهيار المعسكر الاشتراكي والإتحاد السوفياتي فقد تنصل نهائياً من الماركسية اللينينية وبات حزباً إصلاحياً يناضل من أجل الديموقراطية والتعددية والعدالة الإجتماعية
طبعاً الديموقراطية أي الديموقراطية البورجوازية والتعددية بمعنى الموافقة على التعايش الطبقي والعدالة الاجتماعية هي أن تنظر الطبقة البورجوازية بعين العطف والإحسان لطبقة الكادحين والفقراء
ماذا تبقى من شيوعية لدى حزبكم ؟ لا شيء لا شيء على الإطلاق

نحن نتحدى منظري حزبكم في مناقشة مفتوحة على طريق الشعب لكن حزبكم لم ينس الماركسية
اللينينية فقط بل ويريد أن ينسى العالم كله الماركسية اللينينية وتلك أحلام العصافير

اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق



.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط

.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة