الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منابر في خدمة تهويد القدس

محمد عبعوب

2017 / 7 / 28
القضية الفلسطينية


خطيب الجمعة في مسجد حينا بالعاصمة طرابلس الذي يسيطر عليه ثلة من خدام الوهابية منفصل عما يجري في بلدنا وفي أجزاء من وطننا الكبير من انتهاكات خطيرة لحرمة دم الانسان والمقدسات الاسلامية .. هذا الخطيب كرس خطبة الجمعة اليوم لسجود السهو وكيفية إتباع الإمام وعدم مخالفته، فيما تنقل له ولكل المسلمين وسائل الإعلام العالمية وبشكل حي ومباشر ساعة بساعة صورا مرعبة لعمليات إبادة وتشريد لإخوة له في الدين على امتداد حزام البؤس المشتعل من أفغانستان شرقا وحتى أفريقيا غربا، وفيما يشاهد بأم عينية كل ساعة عصابات الصهاينة وهي تدنس أولى القبلتين وثالث الحرمين بيت المقدس وتقتل المصلين على عتباته.. استدعى هذا الخطيب في خطبته المكرورة كل ما رواه ودونه فقهاء المذاهب في موضوع سجود السهو وأغرقنا في طلاسم وأحاجي لغوية لا تستوعبها عقول الغالبية العظمى من الحضور، مستعرضا علينا تلك النصوص والاجتهادات وكأننا لا ينقصنا اليوم الا اتقان ترقيع الصلاة، وأن كل قضايانا قد حلت ..

ما سها عنه هذا الخطيب بل تجاهله كما يبدو بناء على أوامر ملهميه في مؤسسة التضليل الوهابية هو ما يجري على يد النازيين الجدد الصهاينة كل يوم وفي يوم الجمعة بالذات في باحات أولى القبلتين وثالث الحرمين بيت المقدس من انتهاك لحرمته وتدنيس لأركانه وقتل للمسلمين في ساحاته ومنعهم من أداء صلاة الجمعة وللجمعة الرابعة على التوالي فيه!!..

لم يتطرق هذا الخطيب المفوه لهذه المأساة، ولم تثر مشاعره المحنطة في أوامر سدنة مؤسسات الوهابية ومن يمولها ويرعاها تلك المشاهد المخجلة والمهينة لكرامة الاسلام والمسلمين .. لقد تجاهل هذا الخطيب مشاهد اليهود الصهاينة ، الذين بكل تأكيد مرت عليه صورهم وهم يعتلون قبة الصخرة وضحكات السخرية منه ومن كل المسلمين تملأ أشداقهم النجسة، تجاهل هذا الخطيب خيول الجنود اليهود وهي تملأ باحات المسجد الأقصى بروثها النجس، وكلابهم وهي تجوس أروقته تطارد تلك الثلة من المصلين الصامدين العزل الذين لم يرعبهم جبروت الاحتلال وإرهابه وقتله ، ولم تهتز إرادتهم أمام بريق أموال النفط القذرة التي تسخرها ممالك الزيت في خليج العهر لتضليل المسلمين وإبعادهم عن قضيتهم الحقيقية قضية فلسطين والقدس، وهو ما نجحت فيه والى حد بعيد في ليبيا اليوم..

لم يدر بخلد هذا الخطيب وأمثاله كثر في ربوع بلاد المسلمين الذين وصلتهم إرساليات التضليل الوهابية ، لم يدر بخلده أن ذلك المسجد الذي يعيث فيه نازيو العصر الصهاينة فسادا وتدنيسا ويقتلون المصلين العزل على عتباته، كان يوما قبلة ومسرى للنبي محمد صلىالله عليه وسلم ، وأن من واجبه و واجب كل أئمة المساجد في هذا اليوم المقدس ان يُذكِّروا من خلال منابرهم المسلمين بأن أولى القبلتين وثالث الحرمين يستصرخ ضميرهم ويناديهم للنهوض والتوجه الى الجبهة الحقيقية لخوض معركة تطهيره من رجس الصهيونية بدل غرقهم في اقتتال عبثي وتدمير جنوني لأوطانهم ..

ولكن وكما يبدو ومن خلال متابعتي لخطب عديد المساجد في أحيائنا وحتى في مساجد بلدان إسلامية خلال الأعوام الأخيرة، فإن مؤسسات التضليل الخليجية وغيرها من مؤسسات التخريب المرتبطة بدوائر المخابرات الصهيونية قد وضعت يدها على المنابر وبدأت توجهها وجهة تمحي بها من الذاكرة الجمعية للمسلمين أي توجه يدعو للتعبئة من أجل تحرير أولى القبلتين من رجس الصهيونية، و لا تتطرق بأي شكل من الأشكال للمخاطر الحقيقية التي تحدق بنا وتنبئ بزوال أوطاننا، وتكرس خطابها وتحصره في قضايا تعبدية وتفاصيل هامشية لا ترقى الى مستوى ما نعيشه اليوم من مخاطر ومآس تنذر بتفتتنا واندثارنا على كل المستويات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح