الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استفتاء كردستان والمناطق المتنازع عليها

زيد كامل الكوار

2017 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



منذ أن قرر السياسيون الكرد إجراء الاستفتاء العام على استقلال إقليم كردستان عن الدولة العراقية والجدل دائر بين الكتل السياسية العراقية فبين رافض وبشدة وبين متحفظ تباينت آراء ومواقف الكتل السياسية إلى حد التهجم والاتهام بالعمالة والخيانة، ولم نجد من دول الجوار العراقي مباركا أو مؤيدا لهذه الخطة التي أقدمت عليها رئاسة الإقليم، بل لم نجد من دول الجوار من لم يعترض على هذه الخطوة الخطيرة، ومن جانبها رفضت الحكومة الأمريكية هذه الخطوة وعدتها مغامرة متسرعة تأتي قبل وقتها بكثير، وأن الأولوية الأهم اليوم هي القضاء الكلي على داعش الإرهابي، وهو بحد ذاته أحد الأسباب العديدة التي دعت الحكومة العراقية المركزية على لسان رئيسها فقد قالت الحكومة العراقية إنها تعارض أي مساع من جانب السلطات الكردية لإعلان الاستقلال.
و إن "أي موقف أو خطوة تتخذ من أي طرف في العراق يجب أن تكون مستندة إلى الدستور وأي قرار يخص مستقبل العراق المُعرَّف دستوريا بأنه بلد ديمقراطي اتحادي واحد ذو سيادة وطنية كاملة يجب أن يراعي النصوص الدستورية ذات الصلة".
كما أن "مستقبل العراق ليس خاصا بطرف واحد دون غيره، بل هو قرار عراقي وكل العراقيين معنيون به"، فلا يمكن لأي طرف وحده أن يحدد مصير العراق بمعزل عن الأطراف الأخرى ".
وهناك أسباب أخرى موجبة لرفض الحكومة العراقية ، منها الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعيا والحفاظ على تماسك جبهته في محاربة الارهاب الداعشي، كما أنه لا يخفى على أحد أطماع إقليم كردستان في ضم محافظة كركوك اليه وهذا ما يرفضه بشكل قاطع غالبية الشعب العراقي لأن كركوك عراق مصغر يحوي بين جنباته كل أطياف ومكونات الشعب العراقي ، وقد أعلن إجراء الاستفتاء وفق بيان لحكومة كردستان جددت فيه موعده في 25 أيلول الجاري ، وجاء في البيان أنه "سيصوت في ذلك اليوم سكان منطقة كردستان وباقي المناطق المتنازع عليها ليقولوا إن كانوا يقبلون الاستقلال أم لا". وتشير عبارة "المناطق المتنازع عليها" إلى مناطق في شمال العراق وخصوصا محافظة كركوك المتعددة الإثنيات والغنية بالنفط التي يطالب الأكراد بها وكذلك السلطات المركزية في بغداد. أما من الجانب التركي للاستفتاء فله أسباب معلنة للرفض وأخرى مخفية وقد وصفت وزارة الخارجية التركية قرار رئاسة إقليم كردستان العراق تنظيم استفتاء حول الاستقلال في 25 أيلول المقبل بأنه "خطأ فادح".
وتعتبر الخارجية التركية هذا الاستفتاء "يهدد وحدة وسلامة أراضي العراق"، وتدعو إلى المحافظة على وحدة التراب العراقي، والوحدة السياسية في العراق، وتدعي أن هذه الأهداف هي واحدة من أسس السياسة التركية تجاه العراق. كما لا يخفى على أحد أن كركوك تمثل الكثير لتركيا لضمها عددا كبيرا من التركمان الذين تعتبرهم تركيا رعايا قوميين لها ، أما المسؤولون الأكراد فيقول:
هوشيار زيباري رئيس الهيئة المشرفة على الاستفتاء في الإقليم فيقول : إن نتيجة الاستفتاء لا تعني الانفصال والاستقلال ، وإن الاستفتاء سيعزز موقف الإقليم في المفاوضات مع بغداد، لكنه أكد أن نتيجة الاستفتاء لا تعني الانفصال والاستقلال.
كما قال أيضا إن التصويت على الاستفتاء لا يعني أيضا ضم كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها إلى الإقليم. وأن "الاستفتاء عملية ديموقراطية ولا يمكن أن تعارض أي دولة ديموقراطية إجراء استفتاء. نحن لا نتحدث عن الاستقلال بل نحن نتحدث عن استفتاء".
وأيا كانت الحقيقة في هذه المواقف المتقاطعة من الأطراف المعنية فموضوع الاستفتاء سابقة خطيرة في توقيتها ودوافعها لا سيما إذا علمنا أن المؤيد لهذه الاستفتاء دوليا حتى الساعة هي إسرائيل التي تنشد حلمها في تفتيت العراق إلى دويلات صغيرة ضعيفة، ويدور خلف الكواليس كذلك أن إمارة أبو ظبي الإماراتية تدعم مشروع الاستفتاء المزعوم وتروم رعايته نكاية بتركيا وإيران الرافضتين لهذا المشروع المريب .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي