الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على مقال الكاتب الدكتور (عبدالخالق حسين ) الموسوم (اسباب اغتيال ثورة (14) تموز قاسم اول زعيم عراقي يبشر بروح التسامح في المجتمع العراقي .( الجزء الثاني)

احمد عبدول

2017 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نكمل في هذه المقالة الجزء الثاني من ردنا على مقال الدكتور( عبدالخالق حسين ) (الموسوم اساب اغتيال ثورة 14 تموز قاسم اول زعيم عراقي يبشر بروح التسامح في المجتمع العراقي )
يسترسل الكاتب في مقالته وهو يعرج على قضية مطالبة الزعيم الراحل بعائدية الكويت فور اعلانها الاستقلال عام 1961 متسائلا عن تلك الاسباب الغامضة التي كانت تقف وراء مطالبته بدولة الكويت لا سيما وهو الشخصية المعروفة بخبرتها العسكرية واطلاعها العام على مجمل الاوضاع السياسية التي كان لا يحسد عليها بعد اصداره قانون رقم 80 والذي تضررت منه الشركات النفطية الغربية انذاك يقول الكاتب ( لكن كيف غير قاسم سياسته ازاء الكويت فجاة واعلن المطالبة بالكويت ) ويمضي للقول ( لقد طالب الملك غازي بالكويت نظريا فقط انتهى بموته في ظروف غامضة ) لنتوقف الان عند عبارة الكاتب هذه والتي قفز من خلالها على تاريخ سياسي مهم يتعلق بالملك غازي نفسه( 1912ـ 1939 ) فتاريخ العراق السياسي القريب يحدثنا بان الملك غازي رحمه الله كان متشبعا بالروح القومية المناهضة للسياسات البريطانية فقد كان يكره الانكليز الذين نكثوا بعهودهم لجده في الحصول على دولة عربية موحده بقيادته حتى ان فيصل الاول كان يقول (اتمنى ان اكون جيشا لمحاربة الانكليز) وقبل عام واحد من وفاة الملك غازي اي في عام 1938 ظهرت دعوة صريحة ومباشرة على يد (توفيق السويدي ) وزير خارجية العراق ابان حكم الملك غازي وهو يطالب بعودة الكويت الى العراق وكان حينئذ المجلس التشريعي في الكويت قد تاسس للتو وذلك في (11 حزيران ) عام ( 1938) وقد كان عدد اعضائه (14) عضوا واستمر المجلس بعمله ( 6) اشهر وضع خلالها القوانين الاساسية للحكم الا ان الشيخ ( احمد الجابر ) قام بحل المجلس بسبب اعتراض البريطانين على تدخل المجلس بالامور المالية بعد اكتشاف النفط فيها وقد افادت انباء مطلعة انذاك بان اعضاء المجلس التشريعي داخل الكويت كانوا يراسلون الملك غازي سرا بضروة مطالبته بالكويت وضمها للعراق . وللتاريخ ايضا علينا ان لا ننسى مطالبة الملك فيصل الاول (رحمه الله) بالكويت وذلك ابان حكومة (ياسين الهاشمي عام (1924) كما علينا ان لا ننسى جهود (نوري السعيد ) الحثيثة في ادخال الكويت الى مشروع الاتحاد الهاشمي (العراق , الاردن ) لغرض قيام دولة عربية موحدة الا ان ذلك الطموح السعيدي اذا صح التعبير جوبه بمعارضة بريطانية واسعة مما حدا ب (نوري السعيد) ان يوجه كلاما غليظا للادارة البريطانية حيث قال السعيد للسفير البريطاني ما نصه ( ابلغكم وانا المعروف بصداقتكم ان سياستكم في المنطقة فاشلة وسوف يكون العراق في صف خصومكم طالما انكم ساهمتم بخلق هذا البلاء (اسرائيل) في قلب الوطن العربي لتهديده ) الى ان يقول ( لقد تجاوزت السبعين من عمري قضيتها في تمتين الصداقة معكم غير اني وجدتكم تعاملون خصومكم افضل من اصدقائكم وبمقدوري ان اصبح بطلا قوميا ارضاءا للراي العام العراقي والعربي ولكني افضل الانزواء في قرية صغيرة في اوروبا وانا اعلم ان اشخاصا اخرين سيظهرون ويلقننونكم درسا لن تنسوه ابدا ) . لا ادري كيف يتجاوز كاتب مثل الاستاذ ( عبدالخالق حسين) كل تلك الوقائع ليختزلها بقوله ان الملك غازي كان قد طالب بالكويت نظريا فقط والمشكلة الاكبر ان الكاتب نفسه يعود ليقول لنا ما نصه ( وطالب عبد الكريم قاسم بالكويت ومن دون ان يحرك جنديا واحدا انتهى به الامر باغتياله ) اذا فقاسم وباعتراف الكاتب نفسه قد اقتصر على المطالبة نظريا ليس الا كحال الملك غازي من قبل وهو امر مشكوك فيه فالتاريخ يحدثنا وبالادلة والوثائق ان الزعيم قام فور اعلان الكويت عام 1961 بتحريك اللواء الاول مشاة الموجود في منطقة المسيب واللواء (14) مشاة الموجود في محافظة الناصرية الى منطقة الحدود الكويتية كما تم نقل كتبيتي الدبابات الاولى والثانية واللواء المدرع الرابع التابع للفرقة الاولى في بغداد الى البصرة ومع كل ذلك يريد منا الكاتب ان نصدق بان الزعيم لم يحرك جنديا واحدا .قد يبرر الكاتب تلك التحركات العسكرية على انها اجراءات احترازية لا سيما وان بريطانيا قد حركت بوارجها عبر البحر بعد اعلان المطالبة بالكويت وفي اقل من (24) ساعة فقط من اعلان الزعيم بعائديتها ومثل ذلك القول ينطوي على جانب كبير من الصحة الا ان السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة ان الزعيم اذا لم يكن جادا حسب وصف الكاتب (عبدالخالق حسين) فلماذا لم يطمئن السفارة البريطانية في بغداد ويبعث لها ببرقيات تؤكد عدم تلك الجدية وان يبتعد عن التصعيد العسكري من خلال تحرك كل تلك القطعات .من حقنا على الكاتب ان نساله اذا كان الزعيم حسب قوله غير جاد بالمطالبة بالكويت فما هو المبرر لتلك الدعوة التي فتحت الابواب مشرعة لجملة من المشاكل والازمات بوجهه اللهم الا اذا كان الزعيم لا يتمتع بالمرونة السياسية والدبلوماسية وانه قد اساء استخدام عامل الزمان في حساباته السياسية . لا شك ان الزعيم الراحل انما كان جادا بمطالبته بالكويت حاله في ذلك حال من سبقه في حكم الدولة العراقية (فيصل , غازي ) الذي اطاح بحكمهم علما انه كان يشاركهم في الكثير من طموحاتهم وتطلعاتهم وكيف لا وهو الضابط الذي تربى في كنف ذلك النظام الذي انقلب عليه بمعيه زميلة العقيد (عبدالسلام محمد عارف ) وقد كان مكلفا بحمايته والحفاظ على سلامة رجالاته كونه ابن المؤسسة العسكرية وكان الاجدر به ان يتخذ ذات الموقف الذي اتخذه (ناظم الطبقجلي) عندما تمت مفاتحته بالانضمام الى حركة الضباط الاحرار لغرض الاطاحة بالحكم الملكي فكان رد الطبقجلي قوله ( لايصح ان اعمل ضد العائلة المالكة وهي بحمايتي فهذه خيانة سالتحق بكم عندما انقل من الحرس الملكي ) وهذا عكس موقف وسياسة عبدالكريم قاسم الذي كان يؤكد باستمرار ل (نوري السعيد ) ان ولائه المطلق للعائلة المالكة الا انه كان يظهر خلاف ما يبطن فلما انتهى خبر الانقلاب الى سمع( نوري السعيد) قال قولته الشهيرة (لقد خدعنا قاسم ) . لقد كانت هناك جملة من المبررات التي دعت الملك فيصل ومن بعده ابنه الملك (غازي) للمطابة بالكويت حيث كانت مطالباتهم مطالبات لها ما يبررها فلم تكن الكويت دولة مستقلة انذاك كذلك فقد كانت هناك رغبات متبادلة بين الملك (غازي) وبين جهات رسمية داخل الكويت لغرض ضمها للعراق فضلا عن ان الظروف كانت تسمح بتلك المطالبات وان كانت تثير حفيظة الجانب البريطاني حتى في ذلك الوقت . اما في حالة الزعيم قاسم فقد كانت مطالبته بالكويت في غير محلها حيث كانت ضربا من الانتحار السياسي وعدم تقدير النتائج المترتبة على تلك المطالبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة