الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(س_س) السعادة أم الفرح؟!

حسين عجيب

2017 / 7 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المثال البارز على حالة التناقض بين الفرح والسعادة, في الادمان.
سلوك المدمن اليومي والمحوري_ يكرر بشكل دوري ومستمر, عملية قطع الفرح الجزئية والمختزلة لطريق السعادة أو سيرورتها بالأصح, من خلال معادلة:
1_تفريغ 2_شحن سلبي 3_ كبت 4_ تفريغ لاشعوري ومتكرر.
بينما معادلة العيش المحورية, للشخصية المتوازنة عقليا وعاطفيا,عبر تحقيق النمو والنضج المتكامل ( اليوم أفضل من الأمس, وغدا هو الأكمل):
1_ كبت 2- تصعيد3_ شحن إيجابي 4_ تفريغ طبيعي_ أو تعبيرات الانسان المبدع والمحب عن حياته بأبعادها ومستوياتها المتنوعة.
* * *
السؤال الخاطئ: لماذا تنجح الحروب النفسية, والشائعات, وعقدة ستوكهولم,.....ونتوارث نظرية المؤامرة بنسختها الأكثر فجاجة ورادءة , جيلا بعد جيل؟!!
السؤال الصحيح والملائم: ما هو الحل العملي (اللقاح الذي يحقق المناعة الفكرية) ضد وباء الجهل والتعصب والعمى الثقافي_ المعرفي_ الأخلاقي.....
بتعبير أوضح, ما هي الخطوات المحددة, ليخرج الانسان بالفعل _لو حققها_ من دائرة الغضب إلى حياة الحب والحرية؟
* * *
التفكير_...., علم وفن وذوق
للتفكير مستويين:
1_ تفكير علمي, يقوم على التجربة والخبرة الذاتية والمعايير الموضوعية, ويتجاوز التناقض.
2_ تفكير دون علمي....
....
للتفكير دون العلمي مستويين:
1_ تفكير فلسفي ومنطقي, يعتمد مبدأ عدم التناقض, الذاتي خصوصا.
2_تفكير دون فلسفي...
....
للتفكير دون الفلسفي مستويين:
1- تفكير وجودي, يقوم على ترابط النتائج والمقدمات, أو التجانس بين الأدوات والغايات.
2_تفكير غيبي....
....
للتفكير الغيبي مستويين:
1_ تفكير ديني يعتبر العقل أداة معرفة الله ( والمجهول ), والانسان حر ومكرم بالعقل.
2_ تفكير لاديني....
....
للتفكير اللاديني مستويين:
1_تفكير إنساني, يعتبر الانسان غاية الوجود ومعناه.
2_ تفكير لا إنساني, يعتبر الانسان في خدمة الوجود.
....
1_ من يعتبر الانسان غاية الوجود, يجد السعادة في طريقه _ لو كان صادقا.
2_ من يعتبر الانسان في خدمة الوجود, يجد السعادة في طريقه ايضا_ لو كان صادقا.
* * *
الاختلاف النوعي ( الجوهري) بين الرفح والسعادة....
_ الفرح نزوة, ويتعلق بالمصلحة المباشرة والفورية فقط ( الأنانية والعابرة).
_ السعادة عاطفة, ترتبط بالمصلحة البعيدة وغير المباشرة غالبا ( الاستراتيجية), وقد تتضمن أو تتناقض, مع الوضع المفرح والسار.
الحلول الادمانية ( والتخديرية بالعموم), عادة تكون نتائجها أسهل وأسرع, من الحلول العميقة والتي تشمل حياة الشخصية بمجملها.
* * *
قوة التوقع_ محور نظرية التوقع؟!
يتوقع احدنا حدوث الأمر السيئ....(موعد تقنين الكهرباء مثلا).
إذا تأخر القطع_ عكس التوقع, يكون الشعور المباشر بالانزعاج أو عدم الارتياح. وبعدما تنقطع, ينتابك شعور واضح بالراحة!
....
بعد التفكير في الأمر_ المتناقض_ أليس كذلك؟!
_ الأسوأ, عدم إدراك التناقض وعدم الشعور به. تلك معادلة التفريغ السلبي, تمنع حدوث التصعيد والتسامي_ وتقطع السيرورة قبل اكتمالها. وبذلك تمنع اكتساب الخبرات والمهارات العليا.
....
الخطوة الأولى بين الفرح والسعادة مشتركة, مشاعر لذة وسرور, لكن النتيجة غالبا ما تنتهي إلى نتيجتين منفصلتين ومختلفتين.
خطوة الألم تختلف من البداية, لكن قد يعقبها سعادة أو تعاسة وشقاء مزمن, يتعذر تحديد نتيجتها ومصيرها بشكل مسبق.
....
أحد الأسئلة الكبرى ( الكلاسيكية) في الفسفة:
هل السعادة نتيجة ومحصلة للفرح واللذة أم للحكمة والتبصر؟!
البعض يذهب بعيدا_ ويزعم أن اللذة شر ( وخطأ), والألم وحده طريق الصواب والفضيلة!
( عالجت هذه القضية بشكل مطول في بحث" السعادة" عبر هذه السلسة)
* * *
هامش وغضافة...( الغضب مرآة الخوف والجهل)
يوجد مثال كلاسيكي في علم النفس_ يكرره إريك فروم خصوصا:
عندما نشاهد شخصا ( امرأة أو رجل) في حالة اهتياج, يصرخ ويشتم, ويتوعد....
نقول عنه:
1_ هذا الشخص غاضب, وهو مستعد للمعركة مهما تكن النتيجة. وهذا قول عام وشعبوي.
2_ يقول عنه شخص لديه معرفة بعلم النفس: هذا الشخص خائف.
3_ شخص أكثر خبرة في المعالجة النفسية, يلخص الحالة: هذا الشخص لديه شعور مزمن بالعجز.
....
الشعور والفكر وجهان لعملة واحدة, أو هما بنفس درجة الوعي الشخصي.
الشعور مسودة الفكر, أو العكسو التفكير ذروة الشعور.
سرعة الغضب أو الغيظ النرجسي, مستوى معرفي_ اخلاقي للشخصية, يحددها ويميزها, وهو بمثابة الهوية الفردية والمستقلة.... ويميل إلى الثبات والاستقرار مع تقدم العمر.
الغضب من أكثر الصفات الانسانية البارزة في السلوك الفردي _ والمشترك.....درجته وشدته.
الغضب نتيجة واستجابة, او هو حالة التقاء عنصر جديد مع الخوف. (إحباط, خيبة, جوع, قلق,...) وتمثل هذه الحالة الراهنة الآن_ هنا.
1_ يتأسس الغضب على الخوف اللاشعوري, وينتج عنه بشكل متكرر.
عادة لا يدرك الانسان الغاضب خوفه المزمن. فهو قد وجد الحل في الماضي, وفق إمكانياته التي كانت متوفرة لديه خلال تفاقم المشكلة_ وتوقف بعدها الشعور بالخوف, لكن المشكلة الأصلية ما تزال قائمة ( لأن الحل كان مؤقتا بطبيعته).
2_ تحت طبقة الخوف المزمن ( اللاشعوري) شعور عام بالعجز, مع عدم المقدرة على الفعل أو الحركة وتغيير الوضع الذي يسبب الألم.
3_ قبل العجز ( المزمن), كان الشعور المتكرر والثابت بعدم الفهم. وسببه أحد الأبوين أو من في مقامه ( الشخصية العصابية المسيطرة على الطفل_ة), حيث تقوم المكافئة او المعاقبة على مزاج الشخص المسيطر , المتقلب والذي يتعذر توقعه_ وليس على سلوك الطفل_ة.
ومع تكرار تلك الحالة الجنونية ( التي تخلو من المعنى بالفعل) يستسلم الصغير في النهاية, ويعتقد أن العالم يخلو من المعنى والوضوح والصدق, والأخطر من ذلك يخلو من إمكانية الفهم.
ذلك المناخ الثابت , من الفوضى وانعدام المعايير أو القوانين, هو مصدر دائم للغضب المزمن وللغيظ النرجسي معا.
الشخصية النرجسية لا تدرك ما هو خارج حدودها الذاتية, ولا تقدر على الفهم والمحاكمة المنطقية والموضوعية في أي قضية....أنا وأخي على ابن عمي, وانا وابن عمي على الغريب....يجب تبديلها_ وتحويلها إلى معادلة المنطق والقانون, أنا ومن أحب _ قريب أو غريب_ مع احترام اقوانين الانسانية المشتركة, ومع القيم الجمالية والأخلاقية.
ذلك لا يحدث فجأة أو بمجرد الرغبة العابرة, بل يحتاج بدل الوعظ, إلى تعليم وتدريب تراكمي, ومتسلسل, وصبور. ولا يوجد حل سهل وسريع, لعلاج الغضب المزمن واتلغيظ النرجسي خاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س