الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكنولوجيا النانومن اجل خدمة الانسان

وليد يوسف عطو

2017 / 7 / 29
الطب , والعلوم


تكنولوجيا النانو من اجل خدمة الانسان

يتم استخدام تكنولوجيا النانو في الفحص الطبي الدقيق بهدف ايجاد الدواء المناسب الذي سوف يصمم خصيصا لكل مريض على حدة وفقا للتركيب الجيني وذلك بهدف اجتناب الاثار الجانبية غير المرغوب فيها .وفي مجال المجتمع والبيئة والطاقة المتجددة سوف تغير تكنولوجيا النانو من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل البترول والغاز الطبيعي والفحم الى مصادر بديلة متنوعة وغير ضارة بالبيئة مثل الخلايا الشمسية وسوف تقوم بتعظيم دور استغلال الطاقات النظيفة المتولدة من طاقة الرياح والامواج والطاقة الحرارية الارضية .

وسوف تتيح تكنولوجيا النانو الاستفادة الكاملة والفعالة من الطاقة الهيدروجينية وذلك باستخدام مواد نانومترية جديدة تتميز بشراهتها المتزايدة في امتصاص غاز الهيد روجين وتخزينه مما يعني التقدم في صناعة بطاريات وخلايا الوقود الهيدروجيني .

وتمكننا من التغلب على مصادر التلوث ومكافحتها من خلال استخدام افضل واكثر فعالية للموارد ومصادر الثروة الطبيعية المتاحة لنا .وكنتيجة لاعادة هيكلة البنية الذرية التي توجد عليها المواد وتصغير جزيئاتها وحبيباتها تخلق الان مواد جديدة تدعى الموادالنانوية والتي تتمتع بخواص فريدة غير موجودة في المواد التقليدية ذات الجزيئات الكبيرة ,مما يفتح الباب لها لكي تطبق في صناعات جديدة ومتقدمة .

كلمة النانو منحوتة من اللغة اليونانية القديمة وتعني ( قزم ) Nanos . وفي مجال العلوم يعني النانو جزءا من مليار (جزء من الف مليون ).فمثلا نانو ثانية وحدة لقياس الزمن ,وتختصر لتصبح Nano Sec .وتعني واحدا على مليار من الثانية الواحدة .لقد تطورت صناعة الهواتف النقالة واصبحت اقل حجما وتكلفة عن طريق عن طريق تقنية النانو . وزادت كفاءتها وسعة تخزينها الى اضعاف ماكانت عليه سابقا .

خمسون سنة مضت على صيحة عالم الفيزياء الامريكي الشهير البروفيسور ريتشارد فينمان بان (هناك متسع كبير في القاع ).كانت هذه الصيحة عنوانا لمحاضرته التاريخية التي القاها في حفل اقامته الجمعية الامريكية للفيزياء في مساء ليلة باردة من ليالي شهر ديسمبر من عام 1959.

وفي حضور كوكبة من علماء الفيزياء الذين اتوا خصيصا الى تلك الاحتفالية العامة تكريما له ولمجمل اعماله الابداعية في علوم ميكانيكا الكم التي نال عنها جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965 .وقد ابدع فينمان في محاضرته حيث اعطى تصورا خلاقا ينبيء عن امكانية تغيير خواص اي مادة وتنظيم سماتها . وذلك عن طريق اعادة ترتيب ذراتها بالشكل الذي يمكن معه الحصول على تلك الخواص المتميزة والمختلفة تماما عن سماتها الاصلية قبل اعادة هيكلتها .

لم يلقى بحث فينمان الترحيب المنتظر لانه كان مغايرا للمالوف . حيث وصف منهاجه بانه خيال علمي يتفوق فيه الجانب النظري على الواقع العملي .وقد استند العلماء الى ماانتهوا اليه من ان تحريك الذرات والتي تتضاءل اطوال اقطارها الى مادون النانومتر الواحد يعد امرا مستحيلا . وذلك نظرا الى عدم توفر الاداة بالغة الصغر التي يستطيع العلماء من خلالها التقاط الذرات والتلاعب بها .

يقول ا .د محمد شريف الاسكندراني في كتابه ( تكنولوجيا النانو : من اجل غد افضل ) صادر عن سلسلة عالم المعرفة :
(وازعم ان البروفيسور فينمان نفسه لم يكن يتوقع انه بمحاضرته تلك قد اطلق الشرارة الاولى لتفجير ثورة القرن الحادي والعشرين )
.وهي تكنولوجيا النانو لتتوج بذلك كتكنولوجيا التصنيع الاولى للقرن الحادي والعشرين وكمعيار يقاس به تقدم الامم .

وقد تمكن العالمان الفيزيائيان هنريتش روهرر وزميله بيننغ الحاصلان على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1986 من التوصل في العام 1981 الى اختراع نوع جديد من الميكروسكوبات المعتمدة على المسح البحثي لذراة المادة وهو الميكروسكوب النفقي الباحث , حيث تمكنا به من التعامل المباشر مع الذرات الاحادية للمادة وتحديد ابعادها الثلاثية عن طريق ابرة دقيقة التركيب والاداء زود بها هذا الميكروسكوب تستطيع من خلال تطبيق شحنات الكترونية سالبة استثمار الذرات الموجودة على السطوح الخارجية للعينة المراد توصيفها وتحديد شكل وترتيب ذراتها .

ونشر العمل كاملا بعد ذلك في العام 1986 . ان هذا العمل قد اثلج صدر العالم فينمان حيث اثبت صحة نظريته ووضع منتقديه في حرج بالغ ,خاصة بعد ان تمكن البروفيسور ارك دريكسلر في العام 1981 من نشر اول ورقة بحثية في موضوع يتعلق بتطبيقات تكنولوجيا النانو بعد جهد بحثي ومعملي متواصل استمر اربع سنوات متواصلة.

لقد قام فريق بحث من شركة IBM عام 1989 بتوظيف الابرة الدقيقة الموجودة بالميكروسكوب النفقي الماسح لالتقاط ذرات عنصر ( الزينون )الخامل وتحريكها بدقة متناهية لاعادة ترتيبها واحدة تلو الاخرى على سطح بارد من فلز النيكل لتشكل شعار الشركة مكتوبا بحروف قوامها ذري وابعادها نانوية. ولعل نجاح هذه التجربة الرائدة التي جاءت بمنزلة اعتذار عملي للبروفيسور فينمان عما ناله من نقد لاذع قد فتحت الباب لدخول العالم الى عصر تكنولوجيبا النانو والبدء ي تصنيع اجهزة وادوات لاتتجاوز احجامها بضعة نانومترات ولتتحقق بذلك بنؤة فينمان وتتاكد نظريته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
ليندا كبرييل ( 2017 / 7 / 29 - 16:56 )
شكراً لهذا المقال العلمي أستاذ وليد يوسف عطو المحترم
عقل الإنسان عظيم حقاً إذا أبدع بهذا الشكل المذهل
تفضل احترامي وتقديري


2 - الصديق وليد يوسف عطو الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 7 / 29 - 20:19 )
تحية و سلام
اتمنى لك تمام العافية و السلامة
......................زز
انه بحر لم يتم لليوم الغوص فيه...انه امل البشرية في شيء يحد من تكالب البشر على الطبيعة
................
احد اولادي اليوم يحمل ما جستير في علم النانو
لكن العمل في هذا المجال لا يزال صعب و بعيد
لا يزال العمل فقط في مختبرات البحوث
اتمنى ان تتوسع دائرة الاهتمام بهذا الابداع
................
شكرا اخي وصديقي وليد


3 - الاستاذة ليندا كبرييل المحترمة
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 29 - 20:52 )
اسعدني واعجابك وتعليقك على مقالتي العلمية ..

مع الاسف لدينا في العراق اطاريح ماجستير ودكتوراه عن بول البعير وفوائده واحداها تمت مناقشتها قبل ايام في بغداد

السلطة الامية والجاهلة لاتريد تطور العلم وتحب التواجد بين انقاض المباني والنفايات تملا المدن العراقية كدليل على رثاثة الطبقة الحاكمة المتسيدة والتي تريد تحويلنا الى مجرد قطيع واشباح وارقام

تقبلي وافر الود والتقدير والاحترام سيدتي الفاضلة


4 - الاخ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 29 - 21:04 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم على مقالتي..

لكن التطبيقات العملية لهذه التقنية بدات وسوف لاتنتهي رغم انها تمثل قمة جبل الجليد الذي يخفي اغلبيته الغاطسة تحت مياه البحار والمحيطات

ختاما تقبل مني موفور الودوالاحترام متمنيا لكم دوام الصحة والعافيةولابنكم المستقبل الزاهر في علوم النانو


5 - النانو جعلت الخيمياء حقيقة
نضال الربضي ( 2017 / 7 / 30 - 09:57 )
يوما ً طيبا ً لكم أخي وليد و للعزيزين ليندا وعبدالرضا،

كان الخيميائيون يعتقدون بإمكانية تحويل المعادن إلى ذهب، و كانت تلك مادة ً خصبة للروايات (أنظر: الخيميائي، لباولو كويلو) داعبت أحلام الإنسان بامتلاك المعرفة و القوة،،،

،،، و قبل النانو كان الاعتقاد باستحالة تلك التحولات!

أما اليوم فنحن نعلم أن تحويل المواد أصبح ممكنا ً علميا ً، و هذه هي قوة المعرفة الحقيقية، التي تُبنى على قوة أخرى هي قوة الحلم و الطموح الإنساني.

سلمت و سلم قلمك يا صديقي الجميل!


6 - أهلاً يا وليد ها أنا أعود إلى قراءتك بعد توقف طويل
أفنان القاسم ( 2017 / 7 / 30 - 11:00 )
كل هذا جميل بخصوص الإيجابي في النانوتكنولوجيا، فماذا عن السلبي؟ هل تعرف أن أي واحد منا سيمكنه في المستقبل أن يضع قنبلة نووية في محفظته، ويتجول بها في شوارع بغداد أو نيويورك؟ ولهذا السبب، هل تعلم أن إسرائيل تعمل اليوم كل ما في وسعها -ميزانيات ضخمة ونشاطات مخابراتية أضخم- للتصنيع النانوتكنولوجي لقهر العرب إلى الأبد على حد قولها؟ وهل تعلم أن تعميم التكنولوجيا النانوية خلال عشرين أو ثلاثين سنة سوف يجعل من أحقر البلدان -الأردن أو بنغلاديش مثلاً- دولة عظمى، وبالتالي سوف يقف مصير البشرية على كف عفريت؟؟؟!!!


7 - شكر وتحية للاخ الكاتب
ملحد ( 2017 / 7 / 30 - 13:02 )

انا من عُشّاق العلم ومتابع دائما لما يُستجد في مضمار الحقل العلمي الذي ذكرت وغيره كثييييييير
بالعلم وحده نرتقي وننبغ .....ونفيد ونستفيد......
اما الخرافة فموقعها الطبيعي مزابل التاريخ
ليس بالخبز وحده يحيى الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم العلماء ( علماء الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا....الخ) وليس خُرفاء الاديان......

تحياتي


8 - نعقيب
د.قاسم الجلبي ( 2017 / 7 / 30 - 13:11 )
الآخ وليد , شكرا على هذه المادة العلمية الدسمة على ما تنطوي عليها هذه التكنولوجية النانونية في خدمة البشرية وكما هو معلوم ان العلوم تحمل هدفين متضادتين احدهما هو اسعاد البشرية في الصحة والبيئة مع اطالة العمر وابعاد الشيخوخة قدر الامكان وبالعكس فأن هذه العلوم تجلب الدمار الشامل من سلاح ذري يهدد البشرية كما نراه الآن في شمال كوريا , ,,,, لقد ذكرتم ان استخدام النانو قي الفحص الطبي الدقيق يهدف الى ايجاد لكل مريض على حدة وفقا لتركيبه الجيني
بهدف اجتثات الاثار الجانبية الغير مرغوب بها انتهى الآقتباس ,,,, المعروف ان الجيني البشري هو المادة الوراثية المكونة من الحامض الريبي ال دي ان,, ويحتوي كل جينوم بشري على 20- 25 الف جين في كل نواة, واعتقد بصعوبة بمكان ان نجد لكل مريض علاج نوني على حدة لكل مريض كما جاء بمقالتكم القيمه اعلاه وانها مكلفه ومعقدة جدا , معلومات جيدة وحديثة نرتأي بأكثارها علنا ان نستفاد منها اكثر ونتمنى ان يتطور هذا العلم الجديد ويقضي على العديد من الآمراض التي لا يوجد علاج لها في الوقت الحاظر , مع التقدير,


9 - الاستاذ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 30 - 17:46 )
شكرا اخي نضال لحضورك ولاعجابك بمقالتي ..

قد انقطع عن الكتابة والنشر لبعض الوقت لاسبابتقنية وذاتية وبسبب الطقس الحار..

لذا اتقدم اليك وللزملاء والاساتذة وللمعلقين بالاعتذار لعدم امكانيتي التعليق على مقالاتكم في الوقت الحاضر خصوصا وانت تعرف مكانتك عندي
سلامي من خلالك للاستاذة ليندا كبرييل والصديق صالح ابو طويلة وقاسم محاجنة وعبد الرضا حمد جاتسم ولكل من يسال

ودمتم بخير دوما


10 - البروفيسور افنان القاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 30 - 17:49 )
يسعدني تواصلكم مع مقالاتي

مقالي القادم سيكون عن ةهواجس وسلبيات تقنيات النانو واتمنى ان يعجبكم وساتكلم بشيء من التفصيل

اتابع مقالاتكم باستمرار

لكم مني فائق الود والتقدير


11 - الاخ ملحد المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 30 - 17:49 )
شكرلاا على ىحضورك واعجابك بمقالتي


12 - الدكتور قاسم الجلبي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 7 / 30 - 17:52 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم على مقالتي

مقالي القادم ساتحدث فيه عن سلبيات تقنية النانو اتمنى ان يعجبكم

بالنسبة لتصليح الاضرار الوراثية اتفق معكم دكتور ولكن النانو هي تقنية المستقبل ولا زالت الابحاث في جانب كبير منها في مرحلة الدراسة في المختبرات

نلتقيكم على خير دوما


13 - العزيز وليد يوسف عطو - 2
نضال الربضي ( 2017 / 7 / 31 - 07:01 )
تابع من ردي على تعليقك في مقالي.

أخي وليد،

أفهم ُ ما تمرُّ به، فأنا مررت و أمر ُّ بما يشبهه، لكن صديقنا قاسم سطر مرة في أحد مقالاته أن الكتابة علاج ذاتي، دواء، تعبير عن مكنون النفس،،،

،،، لا شكَّ أنك تدرك ذلك، و عليه ليس من الضروري أن تكون الكتابة في بحث أو تحقيق ٍ ما، الخواطر كما أفعل منذ مدة فكرة جيدة، ذكريات جميلة مفيدة مسلية أو غريبة هذه أيضا ً تفعل العجائب عند بعض القراء، و توجه الطاقات الفكرية إلى مناحي و طرق جديدة، و أنت لا شك لديك رصيد هائل منها، هذه السنوات الطوال في الخدمة حملت منها ما يجب أن تشاركنا إياه،،،

،،، الانقطاع للتركيز على أمر ما جيد، لكن لوقت محدد، مدروس، بخطة زمنية، لاحظ كيف عدتُ لسلسلة الأبوكاليبتية لأغلق باب ما قبل المسيحية، بعد تقريبا ً ما يقارب العام، ثم انطلقت لأشياء أخرى، و سأعود، في الوقت المناسب عندما أسمع ذلك النداء و أعرف صوته،،،

،،، أنت أيضا ً تعرف ذلك الصوت، و ستعود للبحث عندما تسمعه، أما اليوم فابق َ معنا و اكتب لنا و لو كل أسبوع ٍ مرة، في ما اقترحتُهُ عليه في الأعلى. تلك مادة ٌ شيقة أنا على يقين.

دمت َ بكل الود و لا تفارق!

اخر الافلام

.. ممرض يشكو سوء الوضع الطبي في شمال غزة


.. اتفاق تشاوري حول المياه الجوفية بين الجزاي?ر وتونس وليبيا




.. غزة: انتشال 332 شهيدا من المقبرة الجماعية فى مجمع ناصر الطبى


.. ما الجديد الذي استحدثته مايكروسوفت في برنامج الذكاء المصغر؟




.. إطلاق مبادرة -تكافؤ- لدعم طلاب الجامعات التكنولوجية النابغين