الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسكوت عنه جزئيّا أو كلّيا (6) تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه فريد العليبي نموذجا

ناظم الماوي

2017 / 7 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


المسكوت عنه جزئيّا أو كلّيا (6)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 23 - 24 / فيفري 2015)
ملاحظة : الكتاب برمته متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ")
---------------------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
-----------------------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع " .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
----------------------------------------------------------
" إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء ."
( ماو تسى تونغ ، " ربّ شرارة أحرقت سهلا " ( 5 يناير – كانون الثاني- 1930) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأول ).
-----------------------------------------------------------
فى ما يتصل بالعلم و المنهج العلمي و خاصة النظرة و المنهج العلميين للشيوعية ، من الحيوي أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقدي و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار و المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة .
بوب أفاكيان ، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009.
======================================================
مقدّمة الكتاب :
من الدروس التى إستخلصها الشيوعيون الماويّون الثوريون عبر العالم من العبر الجمّة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية بين 1966 و 1976 فى ما يتّصل بالنضال ضد التحريفية كماركسية زائفة و فكر برجوازي فى صفوف الحركة و الأحزاب الشيوعية درس التشديد على عدم الوقوف عند الظاهر و السطحي من الأشياء و ضرورة المضيّ بالتحليل الملموس للواقع الملموس ، للأشياء و الظواهر و السيرورات ، إلى الجوهر ففيه تتجلّى الحقيقة الموضوعية أفضل تجلّى . ذلك أنّه خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى تلك التى تمثّل أبعد نقطة بلغتها البشرية فى سيرها نحو الشيوعية، و فى خضمّ صراع الخطين المحتدم صلب الحزب الشيوعي الصيني بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، نبّه ماو تسى تونغ إلى الحذر من " رفع راية الماوية لإسقاطها " و إلى واجب التعمّق فى تفحّص الخطّ المطروح و عدم الإكتفاء بما يرفع أو يقال ظاهريّا . فأتباع الطريق الرأسمالي ، التحريفيين صلب الحزب الشيوعي الصيني و الدولة الإشتراكية فى الصين ، كانوا هم أيضا يرفعون راية الماوية إلاّ أنّ فحوى ما كانوا يدعون إليه يمضى تماما ضد الخطّ الشيوعي الثوري الذى كان يدافع عنه الماويّون و يكرّسونه من أجل إبقاء الصين على الطريق الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية و إحباط محاولات الإنقلاب على الثورة فإعادة تركيز الرأسمالية . و قد ساهمت تلك الحقيقة العميقة التى لخّصها ماو تسى تونغ فى ملاحظته تلك – إلى جانب عديد المقالات و الكتب و النضالات إلخ - فى تسليح الشيوعيين الثوريين و الجماهير الشعبية بفهم أرقى لجانب من جوانب صراع الخطّين الحيوي الدائر حينها .
و اليوم لا ظلّ للشكّ أنّ الصراع الذى خاضه ماو تسى تونغ فى الصين و عالميّا على رأس الحزب الشيوعي الصيني و الحركة الماركسية – اللينينية العالمية خاصة فى ستينات القرن العشرين و سبعيناته ضد التحريفية المعاصرة ، السوفياتية منها واليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية و الأمريكية إلخ ، بيّن لمن له عيون ليرى أنّ ماو تسى تونغ قد عمّق الحقيقة التى ألمح إليها لينين حين قال :

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية ...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..." ( لينين ، " الماركسية و النزعة التحريفية " ).

و تنسحب هذه الحقائق على واقع الحركة الشيوعية العربية حيث جلّ ، إن لم نقل كلّ ، الأحزاب و المنظّمات و المجموعات التى تزعم أنّها ماركسية ترفع راية الماركسية لتسقطها فهي ظاهريّا ماركسية و جوهريّا برجوازية – تحريفية إصلاحية لا غير . لذلك يصحّ ما أطلقناه على العديد منها ، فى تونس و التى تعرّضنا لها بالنقد ، من كونها أحزاب و منظّمات و مجموعات ماركسية زائفة ، متمركسة و ليست ماركسية . وقد أسقطنا ورقة التوت التى كانت تستر بها عورتها البرجوازية و ساهمنا من ثمّة فى كشف المستور و إسقاط الأقنعة ، القناع عن القناع .

وقد بلغت بنا أمواج القيام بالواجب النظري الشيوعي أن تطرّقنا للخطّ الإيديولوجي و السياسي لعدد من المجموعات الماوية ذاتها بما خوّل لنا أن نكشف للباحثين عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب مقولة شهيرة للينين ، أنّ هذه المجموعات " ترفع راية الماوية لإسقاطها " . و ها أنّ جولتنا الطويلة تنتهى بنا ، فى الوقت الحالي ، إلى تسليط الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي لفرقة متمركسة أخرى تتجلبب فى مناسبات بجلباب الماوية . فنحطّ الرحال عندها و نتوقّف لنعمل سلاح النقد فى ذلك الخطّ فنحلّل و نلخصّ من منظور بروليتاري ثوري و ماديّا جدليّا و نناقش و نحاجج علميّا بالدليل القاطع و البرهان الساطع جملة من رؤى ذلك الحزب و نصوصه و مقولاته و شعاراته و سياساته و سلوكاته و ما شابه ما سمح لنا بأن نجزم بلا أدنى تردّد ، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب ، بأنّ " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية" .
و مثلما قال لينين الحقيقة وحدها هي الثورية بإعتبار أنّها تعكس واقعا موضوعيّا فتمكّننا من فهم الواقع و تفسيره و نسعى طاقتنا على أساس ذلك إلى تغييره من منظور الشيوعيّة و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و بلوغ عالم آخر ، عالم شيوعي . و دون الحقائق ، و إن كانت مرّة أو مزعجة ، نظلّ ننوس فى الترّهات الميثالية الميتافيزيقية و الأفكار المشوّهة عن الواقع فلن نقدر على تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا و نظلّ ندور فى دائرة مفرغة تخدم فى نهاية المطاف الطبقات السائدة و تأبّد الوضع القائم و الإستغلال و الإضطهاد بأصنافه جميعها .
فى عصرنا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، النظريّة الثوريّة حقّا هي الماركسية ، هي علم الشيوعية و دون هذه النظريّة الثورية لن توجد حركة ثوريّة و قد أكّد لينين الموقف الثوري الصحيح تجاه علم الشيوعية فصرّح : " نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ." ( لينين ، " برنامجنا " ).

و فعلا ما إنفكّ علم الشيوعية يتطوّر فشهد مراحلا ثلاث ليبلغ الماركسية – اللينينية – الماوية و الماوية اليوم إنقسمت إلى إثنين ؛ إلى بقايا الماضى و طليعة المستقبل أي من جهة ماوية مشوّهة بفعل عدم تشخيص الأخطاء علميّا و رفع هذه الأخيرة إلى مستوى مبادئ عوض تخطّيها و أحسن تجسيد لهذه الماويّة المشوّهة عالميّا اليوم هو آجيث و أشياعه و من لفّ لفّهم ( أنظروا كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية – ردّ على مقال " ضد الأفاكيانية " ) و من الجهة الثانية ، ماوية ثوريّة وقع من ناحية تشخيص أخطائها الثانوية و نقدها نقدا مبدئيّا و تخطّيها و من ناحية أخرى ، الدفاع عن ما هو ثوري و رئيسي فيها و تطويره و إعادة صياغة الشيوعية و إرسائها على أسس علميّة أرسخ . فصارت هذه الماوية الثورية هي شيوعية اليوم المعروفة على النطاق العالمي بالخلاصة الجديدة للشيوعية .
و أعرب ماو تسى تونغ متحدّثا عن الماركسية أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، عن كونها سلاحا بتّارا لفهم الواقع و تغييره ثوريّا و عن لزوم تطويره و شحذه أبدا و نعتها بالمجهر و المنظار . و هذا المجهر و هذا المنظار قد تطوّرا الآن أكثر بفضل هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . لذلك من يستوعب جيّدا هذه الخلاصة و يطبّقها أحسن تطبيق يمسى بوسعه أن يقرأ الواقع قراءة علمية و يفهمه على أفضل وجه ممكن و من ثمّة يشخّص مثل الطبيب المشاكل و يحدّد تاليا الحلول المناسبة أكثر فينير طريق الممارسة الثورية ( فى علاقة جدلية و تطوّر لولبي بين النظرية و الممارسة مفهومين بالمعنى الواسع و ليس بالمعنى الضيّق ) .

و من الأكيد أنّ تسلّحنا بالخلاصة الجديدة للشيوعية التى ننطلق منها فى مؤلّفاتنا هو الذى كان له الفضل ، فى جانب لا يستهان به ، فى تمكّننا من كشف النقاب عن تحريفية و إصلاحية الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي ( و أحزاب ماركسية زائفة أخرى ) . و لئن درستم مليّا محتويات الكتاب الآتى ذكرها ، ستتوصّلون على الأرجح – و ليس لامحالة لإعتبارات نظرة الدارس أو الدارسة للعالم و مدى توخّى الموضوعية - إلى إدراك حقائق عميقة ما كنتم ربّما تصدّقونها عن هذا الحزب قبل هذه الدراسة و إلى إدراك مدى أهمّية إستيعاب الخلاصة الجديدة للشيوعية و رفع رايتها و تطبيقها و تطويرها خدمة للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية :
(1)
نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟
مقدّمة :
1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء :
2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية :
3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين :
خاتمة :

(2)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته .
2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار :
+ منهج يتنافى مع المادية الجدلية :
أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف .
ب- المثالية فى تناول المسائل .
+ عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى .
3- إنتفاضة و ليست ثورة :
أ- تداخل فظيع فى المفاهيم .
ب- أسباب الإنتفاضة .
ت- أعداء الإنتفاضة .
ث- مكاسب الإنتفاضة .
ج- آفاق الإنتفاضة .
ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري .
4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري :
أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟
ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية .
ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية .
ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" .
ج- فهم العصر و الوضع العالمي .
5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات:
أ- بصدد إستشهاد بماركس .
ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ .
ت- آلان باديو؟
6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا :
أ- تغييب لينين كلّيا.
ب- تغييب حرب الشعب كلّيا.
ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا .
7- الخاتمة :
(3)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية
مقدّمة
1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين :
أ- المفهوم المخاتل :
ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية :
1- ما هذا " الربيع العربي " ؟
2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟
3- " المظاهر خدّاعة " :
2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية :
أ- غيبة الشيوعية :
ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية :
ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير :
1- تضارب فى الأفكار :
2- التذيّل للجماهير :
ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين :
1- تلاعب بمعنى الثورة :
2- الثورة و العنف الثوري :
ج- الإنتهازيّة و النظريّة :
أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين :
ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية :
3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين :
ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
الخاتمة :
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
المسكوت عنه جزئيّا أو كلّيا :

و قد إنكبّ نقدنا إلى هذا الحدّ على منطوق الكتاب و ما صرّح به و أعرب عنه ، ننظر الآن فى الجانب الآخر أو نقيضه أي فى المسكوت عنه جزئيّا أو كلّيا .
1- تغييب لينين كليّا :
عطفا على ما أنف و تطرّقنا إليه من تغييب متعمّد للينين ، نلتقط خيوط الحديث و نمضى قدما إلى ما سيشرح لنا مردّ هذا التغييب المتعمّد.
على عكس آلان باديو المستشهد به ، ليس لينين برجوازيّ الأفكار و التوجه و المشروع المجتمعي ، و إنّما هو منظّر بروليتاري يعتمد الموقف الطبقي البروليتاري و وجهة النظر البروليتارية و المنهج العلمي المادي الجدلي . و في ما يتصل ب " الديمقراطية "، كان لينين صارما ، دقيقا و واضحا فى كتاباته و منها مثلا :
أ- " من الواضح أنّه، طالما هناك طبقات متمايزة ، - و طالما لم نسخر من الحسّ السليم و التاريخ ،- لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة " ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط ( و نقول بين هلالين إنّ " الديمقراطية الخالصة " ليست فقط صيغة جاهلة تنمّ عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حدّ سواء... ".
( لينين : " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " ).
ب- " إنّ كاوتسكي قد هبط بنفسه حتى مستوى الليبرالي الذى يتشدّق بكل مبتذل و سطحي حول " الديمقراطية الخالصة" فيطمس محتوى الديمقراطية البرجوازية الطبقي و يزيّنه ، و يخشى أكثر ما يخشى العنف الثوري من جانب الطبقة المضطهَدَة ، المظلومة."
( لينين : " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي " ).
ت- " إنّ وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري "
( لينين : " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي ").
و يعلم صاحب آلان باديو و شبيه كاوتسكي فى التشدّق بكلّ مبتذل و سطحي حول الديمقراطية وفى خشية العنف الثوري ، والمعادي للينينية أنّ لينين لن يسعفه فى شطحاته الفكرية ذات النزعة البرجوازية الصغيرة بل سيواجهه و يوجّه سهامه إلى قلب الحقيقة الموضوعية التى يمقتها الأستاذ المثالي الذاتي فلينين كمادي جدلي ، على عكس البرجوازي الصغير عندما يتناول بالحديث " الشعب " يحدّده طبقيّا حسب المرحلة التاريخية و لينين لا ينبذ الصراع الإيديولوجي و المكوّنات الثلاثة للنضال البروليتاري الشامل ( الإقتصادي و السياسي و النظري) و لينين يعلى راية النظرية الثورية التى أكّد أنّه بدونها لا وجود لحركة ثورية وهو بهكذا مقولات و مواقف لامعة شهيرة يحرق القصور الورقية التى يشيّدها البرجوازي الصغير . و نتصوّر صاحبنا يضرب الأرض برجليه و يلعن لينين و يصبّ عليه جام غضبه و لعنات لا تتوقّف صباحا مساء إن ذكّرناه بمقولة لينين المشدّدة على الحاجة إلى الحزب البروليتاري الثوري ، الحزب الطليعي الذى أهال عليه الإقتصادوي جبالا من التراب و طرده شرّ طردة من ثنايا كتابه فهو أمر لا يحتمله البرجوازي الصغير و يمقته أشدّ المقت سيما و أنّ أطروحاته ( الإقتصادوي) أقرب ما تكون إلى الفكر المجالسي :
" لا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة إلا حزب يسترشد بنظرية الطليعة "
( لينين : " ما العمل؟ " ).

2- تغييب حرب الشعب الماوية كلّيا :
و اللافت للنظر أيضا إسدال صاحب آلان باديو، المادي أكثر من اللزوم ، الستار على عنصر من عناصر و مكوّن من مكوّنات المشهد السياسي العالمي و الوضع العالمي ألا وهو حرب الشعب الماوية فى عدد من بلدان العالم و قد صارت فى المدّة الأخيرة متداولة حتى فى وسائط الإعلام البرجوازية ، المكتوبة منها و السمعية البصرية و باتت تقام بشأنها أسابيع التضامن الأممي مثلما هو الحال بالنسبة لحرب الشعب الماوية فى الهند التى تتقدّم بخطى جبّارة و تفسح المجال للجماهير الشعبية لتجترح البطولات و تصنع التاريخ رغم الخسائر الفادحة التى تكبّدتها جراء الإغتيال المنظّم لقادتها – تقريبا نصف المكتب السياسي للحزب الشيوعي الهندي (الماوي)- ، و ذلك بفضل التضحيات الجسام لمئات الشيوعيين الماويين و أبناء و بنات الطبقات الشعبية بحياتهم و دمائهم .
و تلقى حرب الشعب فى الفيليبين التضامن الأممي من القوى الثورية و التقدّمية عبر العالم وهي كذلك تخطّ صفحات مجيدة فى تاريخ الصراع الطبقي و الكفاح المسلّح بقيادة البروليتاريا و حزبها الشيوعي المسترشد بالماركسية – اللينينية –الماوية .
و لا نحتاج لعناء التفكير العميق لندرك لماذا أخرجها " اليساري الثوري" عنوة هي و غيرها فى تركيا و البيرو ... من مجال الوضع العالمي على كوكبنا و قذف بها إلى كوكب آخر نائي ليس بوسعنا رؤيته أو طمرها وهي تنبض حياة فى غياهب النسيان و أمرها أن تسكت صونا لأطروحاته البرجوازية الرثّة – و مع ذلك فهي تسمع صوت بنادقها حتى لمن به صمم !
إنّ حروب الشعب هذه أمثلة حيّة عظيمة تسير على الطريق الصحيح الذى خطّه ماو تسى تونغ و الذى ينبغى أن تسلكه البروليتاريا على رأس الطبقات الشعبية فى أشباه المستعمرات و المستعمرات و المستعمرات الجديدة لتنجز الثورة الديمقراطية الجديدة و تحطّم فعليّا و عمليّا و حقّا دول الإستعمار الجديد و ترسي دول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تمهيدا للثورة الإشتراكية و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية .
والإقتصادوي يطرح طريقا آخر ، طريق الإنتفاضوية و المجالسية ، طريق أثبتت التجارب التاريخية خطأه و إستحالة تحقيقه للثورة المرجوّة بروليتاريّا فى أشباه المستعمرات و المستعمرات و المستعمرات الجديدة .
وطريق الإنتفاضة المتبوعة بحرب أهلية هو طريق الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية وليس طريق الثورة فى أشباه المستعمرات و الإنتفاضوي زيادة على كونه يتجاهل الحرب الأهلية و العنف الثوري كما سلفت الإشارة إليه ، يريد إغتصاب الواقع و قولبته حسب رؤيته المثالية الذاتية فيا لبؤس الفلسفة التى يحملها !
و يتجلى مأزق الإنتفاضوي وإختناقه بفعل المحاصرة من قبل لينين و الحزب الطليعي و النظرية الثورية و العنف الثوري من جهة و حرب الشعب و ضرورة الجيش الشعبي و تحطيم الدولة القديمة و جيشها و تفكيك هذا الجيش الذى لم ينبس ببنت شفة بشأنه الإنتفاضوي فأين المفرّ أيّها الإنتفاضوي و لينين أمامك و ماو تسى تونغ وراءك ؟
3- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا :
حقّا أثار الإشمئزاز عنوان نص " سيدي بوزيد التونسية : أبناء حافية القدمين " ذلك أنّنا شعرنا بتضمّنه إساءة للنساء أكثر منه رفعا لتحدّي و نشرح فنقول إنّ الصيغة تلصق الإهانة بالمرأة مرّتين ، فى شخصها لأنّ العبارة شعبيّا شتيمة و كذلك تلحقها بفعل إلصاقها بأبنائها الذين يهانون بسبب أمّهم فتكون النتيجة شتيمة مزدوجة للمرأة و تكون المرأة سببا فى شتم أبنائها . و كان بإمكان أستاذ الفلسفة أن يستعمل صيغة " حفاة القدمين " فتؤدّي المعنى و تعبّر عن نوع من التحدّي و لا تلحق الأذى بالمرأة من منطلق ذكوري يجعل المرأة سبب شقاء الأبناء و الرجل ما يحيلنا على الأسطورة الدينية التى تكرّس دونية النساء ، أسطورة حوّاء التى تسبّبت فى خروج آدم من الجنّة و ما إلى ذلك .
ومن لديه أدنى إطّلاع على التجربة الإشتراكية الصينية الماوية سيلتقط التشابه فى عبارة " حفاة القدمين" فمن المكاسب المذهلة للحقبة الماوية فى الصين تجربة " الأطبّاء ذوى الأقدام الحافية " الذين وفّروا الرعاية الصحّية الأساسية و الضرورية الإستعجالية لجماهير الشعب فى الريف و القرى النائية و حتى فى الحقول المليئة ماء أثناء غراسة الأزر و من هنا أتت تلك التسمية ...
و غدت هذه التجربة المذهلة المعبّرة عن خدمة الصين الماوية للشعب من أهمّ معالم المكاسب التاريخية للبروليتاريا العالمية وهي تجربة سرعان ما قضت عليها صين دنك سياو بينغ و أشياعه الذين أعادوا تركيز الرأسمالية فى الصين بعد إنقلاب 1976 .
و نسترسل لنسجّل بالخطّ العريض أن صاحب الفكر الذكوري فى الفصل الثالث من كتابه و على وجه الحصر " الإنتفاضة و الديمقراطية " أزاح قضية المساواة و تحرير المرأة إزاحة تامة من كلامه و قذف بها خارج إطار المسألة الديمقراطية ليدلّل على أنّه ليس فقط غير ماركسي أو " متمركس" و حسب بل ليس حتى ديمقراطي برجوازي .
و سيضطرّ إضطرارا و عن مضض لمعالجة سريعة فى فقرتين للقضية فى إجابته على أسئلة وجهها له موقع الحوار المتمدّن فى علاقة بالإنتفاضة و منها سؤال مباشر ما كان بوسعه مراوغته كلّيا فأجبر على الإجابة و السؤال هو : " قوى اليسار معروفة بكونها مدافع عن حقوق المرأة و مساواتها و دورها الفعّال، كيف يمكن تنشيط و تعزيز ذلك داخل أحزابها و على صعيد المجتمع؟ ".
لكنّه فى إجابته لجأ إلى المراوغة الجزئية و لم يجب على جانب من السؤال ، الجانب المتصل ب" كيف يمكن تنشيط دور المرأة الفعّال و تعزيزه داخل أحزاب " اليسار". و زيادة على ذلك نطق بكلام يستحق منّا التوقّف عنده و النظر فيه.
1- " إنّ دورهنّ فى الثورة ، مهمّ جدّا ، و تعزيز هذا الدور يقتضى ذهاب الثوريين إلى المعامل و الحقول و المعاهد و الجامعات لتنظيم جمهور النساء ، و فى خضمّ الكفاح ستفرض المرأة المناضلة حضورها ، و لن تحتاج لمراسيم حزبية رجالية لكي تتصدّر القيادة هنا أو هناك " ( ص 100).
و نعلّق موضّحين أوّلا أنّ دور المراة فى الثورة ليس " مهمّا جدّا " فحسب بل هو دور حاسم فدون المشاركة الفعّالة للمرأة لن توجد ثورة بالمعنى الماركسي- اللينيني- الماوي ، ثورة تقودها البروليتاريا و حزبها المسترشد بعلم الثورة البروليتارية العالمية و غايتها الأسمى بلوغ الشيوعية وهذا يصحّ على الثورة الديمقراطية الجديدة الممهدّة للثورة الإشتراكية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات كما يصحّ على الثورة الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية ؛ و موضّحين ثانيا أن الحديث عن " ذهاب الثوريّين إلى المعامل ..." تفوح منه رائحة الذهنية الذكورية لدي الكاتب حيث لم يقل الثوريين و الثوريّات ، و كأنّه ينفى وجود الثوريّات أو ينتقص من قيمة نضالهن و هكذا نلمس مجدّدا عمليته المفضّلة : تغييب كلّ ما لا يتماشي و خطّه الإيديولوجي و السياسي و نظرته المثالية الذاتية و ذهنيته الذكورية المعادين طبعا للشيوعية الحقيقية .
و إلى هذا يضاف أنّ المسألة ليست مسألة " فرض المرأة حضورها " فهي حاضرة أراد من أراد و كره من كره و إنّما المسألة من منظور بروليتاري مسألة خطّ شيوعي ثوري يقود تحريرالنساء من الإستغلال والإضطهاد الجندري والطبقي والقومي و مسألة تكريس هذا الخطّ عمليّا بإيجاد حركة نسائية ثورية و تعزيز الدور الفاعل للمرأة داخل الأحزاب البروليتارية بالسعي ليس فقط لتنظيم صفوف النساء و لكن و جوهريّا بتكوين قياديات بروليتاريات شيوعيات ثوريات بأعداد وافرة . علينا عمليّا تطبيق شعار ماو تسى تونغ " النساء نصف السماء" و كذلك شعار الصين الماوية : " كل ما يستطيع الرجل القيام به تستطيع المرأة القيام به " و من الآن يقتضى الأمر السعي الدؤوب لإيجاد قياديات شيوعيات بأوفر أعداد ممكنة وتشجيع كلّ جهود تنصبّ فى هذا الإتجاه . و هكذا ليست المسألة مسألة " مراسيم رجالية " بل هي مسألة خطّ إيديولوجي و سياسي صحيح حزبي و طبقي أفقه تحرير النساء و الإنسانية جمعاء و تكريسه ينطلق من الآن و هنا فالنضال ضد إضطهاد النساء ركيزة من ركائز الإعداد للثورة البروليتارية العالمية بتياريها .
2- " إنّ المطلوب هنا هو الإهتمام رئيسيا بنضال المرأة فى المعامل و الحقول ، و عندها سيتحقّق الإرتباط الضروري بين كفاح النساء و الرجال من أجل التحرّر الوطني الديمقراطي و التقدّم على طريق الكفاح من أجل الإشتراكية فتحرّر النساء جزء من تحرّر الشعب نفسه و لا يمكن أن يكون بديلا عنه ".
و نعلّق معيدين للأذهان حقيقة فاقعة مفادها أنّ إضطهاد نساء الطبقات الشعبية مركّب فى المستعمرات و أشباه المستعمرات فهو إضطهاد قومي و طبقي و جندري/ ذكوري أيضا و هذا الإضطهاد الأخير هو الذى يريد منّا صاحب الذهنية الذكورية أن نحجبه فى حين أنّه جبهة من الجبهات التى تستلزم العناية الأكيدة من البروليتاريا و تستلزم من الثوريين و الثوريات إنشاء الأطر التنظيمية خارج الحزب و داخله لرسم الخطّ و السياسات و البرامج و تكريسها عمليّا نحو دفع تحرير النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة، على كافة الأصعدة إلى أقصى درجة ممكنة فى كلّ لحظة من لحظات النضال الذى لا ينقطع و كلّ مراحل الثورة و قبلها و بعدها ، إلى بلوغ الشيوعية عالميّا .
صاحب الذهنية الذكورية شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من المتبنّين للشيوعية قناعا و قولا و ليس فعلا يؤجلون النضال على هذه الجبهة الأساسية فى المجتمع ككلّ و حتى داخل الحزب الثوري ذاته و تنظيماته بدعوى التركيز على المسائل الأهمّ و المسائل الوطنية و الديمقراطية الأعمّ . وهو نتيجة لذلك لا يرى وجوب النضال ضد إضطهاد النساء داخل الأسرة مثلا و لا يرى حاجة لخوض النضال على الجبهة الإيديولوجية ضد العراقيل و التقاليد و العادات و الممارسات الذكورية التى تكرّس دونية المرأة . و النضال ضد إضطهاد النساء المركّب و بالمعنى الذى فسّرنا ليس " بديلا عن " تحرّر الشعب و إنّما هو جزء لا يتجزّا منه يكسر القيود و يطلق العنان للنساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة .
و على الرغم من منتهى الأهمّية التى تكتسيها قضية المساواة و تحرير النساء بما هي مطلب ديمقراطي، فإنّ تحرير المرأة تحريرا ناجزا تاما و كلّيا من نير الإستغلال و الإضطهاد الذكوري و القومي و الطبقي لن يحصل ما لم يتمّ بلوغ الشيوعية عالميّا ذلك أنّ إضطهاد المرأة أساس من أسس المجتمعات الطبقية و حتى فى ظلّ الإشتراكية وهي مجتمع طبقي إنتقالي من الرأسمالية إلى الشيوعية ، يظلّ النضال من أجل التحرير التام للنساء واجب يتنزّل فى إطار النضال الشامل للتقدّم صوب الشيوعية و التصدّى للطريق الرأسمالي و ممثليه الذين يعملون وسعهم لإعادة تركيز الرأسمالية .
و قد دلّل ما جدّ فى الإتحاد السوفياتي بعد وفاة ستالين و هزيمة البروليتاريا أمام البرجوازية الجديدة و تغيير لون الحزب و الدولة من حزب و دولة بروليتاريين إلى حزب و دولة برجوازيين و ما جدّ فى الصين بعد إنقلاب 1976 و بلوغ التحريفية السلطة ما يعنى بلوغ البرجوازية السلطة و تحويل الصين الإشتراكية إلى صين رأسمالية ، على أنّه إذا أعيد تركيز الرأسمالية تنتكس قضيّة تحرير النساء و الإنسانية جمعاء و تتبخّر المكاسب المحقّقة للمرأة و يعاد إضطهاد النساء بشتّى الأساليب و بمختلف وجوهه .

خاتمة
بناء على ما حلّلنا و لخّصنا ننتهي إلى أنّ " أستاذ الفلسفة " صاحب كتاب " تونس: الإنتفاضة و الثورة " يتميّز بالخلط فى الفهم بين الإنتفاضة و الثورة و المسار الثوري و بالإضطراب فى المنهج و الأفكار و بالدفاع عن العفوية و الأفكار المجالسية و عدم فهم العصر و خصوصيات الوضع العالمي و الثورة البروليتارية العالمية و بالإنتهازية فى توظيف الإستشهادات و بتغييب المفاهيم الصحيحة للدولة و لدور الجيش و الوعي الطبقي و الخطّ الإيديولوجي و السياسي البروليتاري و رموزه و بالذهنية الذكورية و من ثمة خطّه الإنتقائي و المثالي و الإقتصادوي لا يمتّ بصلة للماركسية -اللينينية – الماوية بل هو عدوّها.
و نظرا لأنّنا أسهبنا فى الفقرات السابقة ، نختصر فنشدّد فى الختام على جملة أفكار ينبغى أن نضعها نصب أعيننا و ننشرها على أوسع نطاق ممكن ألا وهي :
1- إنتهت الإنتفاضة فى تونس ووقع الإلتفاف عليها و على الشيوعيين و البروليتاريا و الشعب مواصلة النضال دون وهم تحويل الإنتفاضة إلى ثورة فى المدى المنظور فى غياب الأسلحة السحرية الثلاثة التى من شأنها أن تحقّق الظفر و فى غياب وضع ثوري بالمعنى اللينيني و من هنا تأتي مركزية مهمّة تأسيس الحزب الشيوعي الماوي كحلقة محورية للتقدّم على طريق الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية .
2- إلى جانب عملنا على المساهمة فى مقاومة النظام و كسب أذهان الطبقات الشعبية إلى الشيوعية من أجل الثورة ، من جديد ، يجب أن نضع على جدول الأعمال نقاشا مستفيضا و دراسة معمّقة لدلالات جملة لينين " لا حركة ثورية دون نظرية ثورية " و فهمها و الإحاطة بكلّ معانيها و متطلّباتها و رفع رايتها و تطبيقها .
3- يتعيّن خوض الصراع الطبقي البروليتاري على الأصعدة كافة و مثلما ورد فى " ما العمل؟ " يجب أن يجرى النضال البروليتاري العميق و الشامل على الجبهات الثلاثة الإقتصادية و السياسية و النظرية بشكل متكامل قد تكون جبهة منها هي الرئيسية فى لحظة ما لكن أي تغييب لواحدة منها يعيق تقدّم النضال ، لا سيما تغييب السياسي و الإيديولوجي . و فى إطار هجمة إيديولوجية إمبريالية رجعية منذ عقود ضد الشيوعية ، من نافل القول أن الإستهتار بالنضال الإيديولوجي لن يخدم قضية البروليتاريا و الشعب الكادح بل يغرق البروليتاريا و الطبقات الشعبية فى أوحال إيديولوجيا الرجعية و التحريفية و الإصلاحية بما يأسر آفاق النضال فى إطار النظام الإمبريالي العالمي و يحوّل علم الثورة البروليتارية العالمية إلى مجرّد مادة مكتبية ينهل منها البعض مفردات أو جمل يتحلّوا بها و يستخدموها أقنعة لمزيد تضليل المستغَلين و المضطهَدين من الطبقات الشعبية ، عوض أن ترفع رايته و يستوعب كنهه و يطبّق عمليّا و على كافة الأصعدة فى سبيل جعله قوّة مادية لتغيير العالم تغييرا جذريّا من منظور البروليتاريا الثورية و بإتجاه الشيوعية عالميّا .
4- نستخلص من نقدنا أعلاه و من قراءاتنا المتنوّعة لتجارب حالية و ماضية شتّى و لوثائق مشارب أصحابها شتّى أن من ركائز – و لا نقول الركائز الوحيدة و لا الأهمّ بصفة مطلقة – هجمات الكثير من التحريفيين فى أشباه المستعمرات و المستعمرات و المستعمرات الجديدة خاصة على جوهر الشيوعية ، طرح منارات أربعة أرضا، منارتان للينين و منارتان لماو تسى تونغ، حتى يتمكّنوا من تشييد صروح أطروحاتهم البرجوازية و يلوّنوها على أنّها بروليتارية ونقصد هنا على وجه التحديد المؤلفان العظيمان للينين " ما العمل؟ " و " الدولة و الثورة " و الكتابان العظيمان لماو تسى تونغ و هما " فى التناقض " و " حول الديمقراطية الجديدة ".
و عليه من هذا المنبر و بكلّ رفاقية نتوجّه للمناضلين و المناضلات ، شيبا و شبابا ، نساء و رجالا ، قيادات و كوادر و متعاطفين و متعاطفات مع الماركسية - اللينينية - الماوية الذين يتطلّعون حقّا و فعلا، قلبا و قالبا ، إلى أن يساهموا قدر طاقتهم فى تحرير الإنسانية من جميع أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ؛ بالدعوة إلى أوّلا أن يتشبّعوا بمضامين هذه المؤلفات ( وغيرها كثير من المؤلفات الماوية الجديدة ) لأنّها شموع فى دهاليز هذا الليل الدامس و العتمة الرجعية و التحريفية ، و ثانيا أن يعتمدوها فى الحكم على مدى ثورية بعض الأطراف و الأشخاص و مدى تحريفيتهم ، و ثالثا أن يطبّقوا و يكرّسوا مضامينها الثورية بالطبع مع قراءة علمية مادية جدلية للواقع الراهن و متطلّباته محلّيا و عربيّا و عالميّا ، من أجل إنشاء حركة ثورية ، آخذين بعين النظر من منطلق بروليتاري ، شيوعي ثوري ، أنّ صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء و أنّ هذا الخطّ الصحيح هو الذى ينبغى أن يتمسّك به الثائرة و الثائر ، الشيوعية و الشيوعي .
و نكرّرها الخطّ هو المهمّ وهو أهمّ من الأشخاص و أهمّية الأشخاص حتى و إن كانوا قادة لا تتأتّى من موقعهم بقدر ما تتأتّي من تمسّكهم بالخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و تكريسهم و تطويرهم له و الأفراد و إن كانوا مساهمين فى صياغة الخطّ إيّاه ليسوا أهمّ من الخطّ و إن سجن هذا أو سجنت هذه أو غاب أو غابت لسبب ما ، أو لما لا ، وهذا وارد جدّا و لا ينبغى إستبعاده أيضا ، إن إنحرف أو إنحرفت فليكن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح هو ما يجب التمسّك به و أمّا الأفراد المخطئون من الرفاق و الرفيقات فإمّا أن يقدّموا نقدهم الذاتي و يصحّحوا أخطاءهم أو ينبذوا و من التنظيم يطردوا إن هم بإنحرافهم و خطّهم الخاطئ تمسّكوا .
5- " الذهاب ضد التيّار مبدأ ماركسي " هذا ما علّمنا إيّاه ماو تسى تونغ و طبّقه طوال حياته النضالية ما مكّن من الدفاع المستميت عن مبادئ الشيوعية الثورية و خدمة الشعب و الثورة و تطوير علم الثورة البروليتارية العالمية . و من الأكيد أن نتخذ الرفيق ماو تسى تونغ قدوة لنا و نحذو حذوه و ليتجرّا الرفيقات و الرفاق الطامحون للتقدّم بوعيهم الطبقي و التقدّم بالوعي الطبقي للجماهير الشعبية و لإمتلاك ناصية الإيديولوجيا البروليتارية و تطبيقها ، على إستعمال النقد و النقد الذاتي بإستمرار بمبدئية و بغاية تطوير النضال و تغيير الواقع و ذواتنا أيضا . لنمتشق سيف النقد و النقد الذاتي سلاحا نستخدمه و لا نخشى فى ذلك أحدا ولا لومة لائم ، هدفنا هو البحث عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية كما قال لينين .
على الحركة الشيوعية فى تونس تهيمن هيمنة تكاد تكون كلّية و تامة و ساحقة التحريفية كفكر برجوازي فى صفوف البروليتاريا و علينا أن نفجّر هذا القمقم و نرفع سلاح النقد عاليا و نوجهه لها علّنا نساعد بهذا و بوجوه أخرى من النضال طبعا ، فى كنس شيء من هذه القمامة المتراكمة لنفتح المجال وسعنا نحو نشر الشيوعية الثورية ، الماركسية – اللينينية -الماوية و تأسيس الحزب الشيوعي الماوي كمهمّة مركزية فى هذه المرحلة من النضال ثمّ نبذل قصاري الجهد النضالي فى بنائه و صهره فى قاعدته الإجتماعية و فى إيجاد الأسلحة السحرية الأخرى و بهذا نساهم حاليّا فى دفع عجلة التاريخ إلى الأمام ، من وجهة نظر الثورة البروليتارية العالمية و كجزء منها وهدفنا الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي.


على الشيوعي أن يكون صريحا ، صافي السريرة ، مخلصا ، عظيم الهمّة و النشاط ، يفضّل مصالح الثورة على حياته ، و يخضع مصالحه الشخصية لمصالح الثورة . و عليه أن يتمسّك فى كلّ زمان و مكان بالمبادئ الصحيحة و يخوض النضال بلا كلل أو ملل ضد جميع الأفكار و الأفعال الخاطئة ، و ذلك من أجل توطيد الحياة الجماعية للحزب و تعزيز الروابط بين الحزب و الجماهير . و عليه أن يهتم بالحزب و الجماهير أكثر من إهتمامه بأي فرد ، و ان يهتمّ بالآخرين أكثر من إهتمامه بنفسه . و بهذا وحده يمكن أن يعدّ شيوعيّا .
( ماو تسى تونغ " ضد الليبرالية " 7 سبتمبر- أيلول- 1937، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني ؛ و صفحة 284 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ).

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الأشياء الثلاثة التي يجب القيام بها و الأشياء الثلاثة التي يجب عدم القيام بها

مارسوا الماركسية و أنبذوا التحريفية ؛

إعملوا من أجل الوحدة و أنبذوا الإنشقاق ؛

تحلّوا بالصراحة و الإستقامة و لا تحبكوا المؤامرات و الدسائس .

( ماو تسى تونغ ، " المعرفة الأساسية للحزب الشيوعي الصيني" – شنغاي 1974)
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي