الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفض الاستفتاء لمصلحة من ؟

عماد علي

2017 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


من المستعجب و المستغرب حقا اننا نسمع رفضا قاطعا لعملية الاستفتاء جملة و تفصيلا، و لاول مرة في تاريخنا يمكن ان نعتقد بان يبرز من يرفض ما يهم الامة الكوردية و مستقبلها و هذا ما نراه من قبل مجموعات مختلفة الاهداف و الدوافع و و بعضها غير متوقع بهذا الشكل، و هذا ما يكشف لنا حال اقليم كوردستان، و تاتي قراءة الكثيرين لدوافع الحزب الديموقراطي الكوردستاني و السيد مسعود البارزاني و ما وراء اداعاءاته و نظرة الكثيرين له و لمقترحاته استنادا على تاريخ الديموقراطي و قيادته و ما سار عليه طوال تاريخه حصرا . و ان كان الدعم و موافقة الكثيرين غير المنتمين و الموالين للديموقراطي و لا يؤمنون بقيادة رئيسه للعملية لانهم انه لم يتصرف بناءا على دوافع قومية وطنية نابعة من الوفاء للدماء التي سيلت على هذا الطريق، و من ثم اعتبار هؤلاء ما يمكن ان يجري في هذه المرحلة بانه يقع في اطار الفرصة الاخيرة المتاحة و لا يمكن ان تتوفر مستقبلا، على الرغم من علمهم المسبق بان صاحب الدعوة تحرك وفقا لمجموعة ضيقة من الاهداف الحزبية و الشخصية الخاصة و نتيجة لما فرضته المعادلات السياسية الداخلية و نتائج الصراع و الازمات التي حدثت على يده و الشفل الذي اصاب تجربتنا الفريدة في تاريخنا و لم نستغلها لبناء كياننا على افضل وجه، الا اننا نرى في المقابل مجموعات يمكن تقسيمها وفق دوافعها الخاصة و العامة لما تريد و تهدف من الرفض القاطع لهذه العملية في هذه المرحلة:
1-مجموعة تقيم الواقع الذي نعيشه و تحلل و تستدل النتائج التي تخرج بانها ليست لصالح الكورد و هي ليست في وقتها المناسب و انها عملية قد تاخرت و لا يمكن ان تكون ناجحة و قد تجلب خراب البيوت و تضر بالاقليم في نهاية الامر، و هم حريصون على ما تغير نسبيا ايجابا في الاقليم رغم قلته و لا يريدون لكوردستان الشر او التراجع بخطوات اكثر و الوقوع في الوحل، و يعتقدون بانها عملية لم يُحسب لها من جميع الجوانب و انها خاطئة وفق نظرتهم و استدلالاتهم . و هذه المجوعة تدلي برايه حرصا على ما نحن فيه و ليس لهم اية نية او هدف اخر خارج مصلحة الشعب الكوردستاني و يجب ان تُحترم اراءهم و مواقفهم .
2- مجموع تتحرك بناءا على الصراع الحزبي الدائم بينها و بين مدعي العملية الحزب الديموقراطي و نتيجة خلافات كبيرة لا صلة لها بالاستفتاء و ما يحوم حوله باي شكل كان .
3- مجموعة تريد ان ان تكسب الراي العام و تميل اليها من يعادون الحزب الديموقراطي و شخص البارزاني لاغراض ذاتية و باهداف سياسية لا صلة لها بالاستفتاء و ما يمكن ان يفرز منه من السلبيات و يمكن ان يضر به الشعب في نهاية المطاف .
4- مجموعات مختلفة يمكن اعتبارها مائلة لتنفيذ ما يطلبه الاخرون داخليا و اقليميا و عالميا مهما كانت نتائج الاستفتاء،لا يفكرون بما يحدث، فليس لهم اي صلة بما يخرج من الاستفتاء، وهذه لها مصلحة و منها لا تتلائم مع استقلال كوردستان، و هؤلاء يمكن ضمهم لاي تعريف ذات سمة خارجة عن المواطنة ومن مَن يحملون من الصفات البعيدة عن المباديء السامية لمن يؤمن بالقضية الكوردية .
5- مجموعة او اشخاص تحسب كل ما يجري وفق الربح و الخسارة الاقتصادية لما يحصل و انهم على الاغلب من الاثرياء و اصحاب المصالح الخاصة لا يهمهم سوى ما يحصلون عليه و ان كان على حساب الشعب الكوردستاني و مستقبله و دماء شهداءه و يبنون مواقفهم على نسب ارباحهم بالدولار و الدينار .
6- مجموعة معادية لشخص رئيس الحزب الديموقراطي تحديدا و ما بدر منه في تاريخه و تضرر منه ذاتيا او حزبيا، و هذه تبني اراءها وفق تلك المعاداة و ليس تحليلا او استدلالا او تقييما لعملية الاستفاء باي درجة كانت .
7- مجموعات شبابية تريد ان تدخل في معمعة الصراعات و تتبنى اراءا معارضة نابعة من متطلبات هذه الفئة العمرية و اهدافها الحياتية الخاصة لا يمكن ان تكون لها الصلة بالعملية من قريب او بعيد ( اي المواقف النابعة من كل ممنوع مرغوب) .
اننا نرى هذه المجموعات المختلفة في وقت لا يمكن ان لا نحسب لمواقف الاخرين الذين ليس لهم اي صلة سوى معاداة الشعب الكوردي فقط من منطلق مصالحهم الدولية الستراتيجية التي تعادي اساسا اهداف الشعب الكوردي و يؤثرون بكل الطرق على المجموعات الرافضة للعملية، وعليه يجب ان نحتسب لكل ما يجري قبل ان نقع في فخ هؤلاء و نكون في خانة الاعداء دون ان نعلم، و من يعلم بكل ما يجري وراء الستار و يطرح اراءه مخالفة لمصلحة الامة الكوردية فليس عليه العتب من افعاله لانه دخل خانة الخيانة بعلمه و فعله، و لنا في التاريخ الكثيرين ممن اضروا باهدافنا الستراتيجية المصيرية .
و من جانب اخر يجب ان تُقرا كل الاراء و المواقف وفق دوافعها وراءها و من وراءها، و على الجميع ان لا ينخدع او ينزلق وراء ما يضر بنفسه و شعبه دون ان يعلم، و لا يمكن ان نلوم من له العلم و يتبع هؤلاء اما المغفلين فلا يحميهم تاريخهم . و عليه فان المصلحة في رفض عملية الاستفتاء لا يمكن ان تعود للشعب الكوردستاني ان كان جميع جوانب العملية محتسبة لها و يمكن ان نخرج منها بسلام ايجابيا و به محققين الخطوة الاولى نحو التحرير النهائي و نيل الحقوق المسروقة منا منذ اكثر من قرن، و انما يمكن ان تكون هناك مصالح فردية و جماعية خاصة تابعة لهذا و ذاك الرافض اصلا لاي هدف غير الاستفتاء ايضا و لا يهمهم سوى انفسهم و مصلحتهم و ما يهم شعبهم فقط على حساب اماني الشعب الكوردي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل