الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
جبهة العبادي وجبهة المالكي والصراع المصيري
ضياء الشكرجي
2017 / 7 / 31العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم يعد خافيا على أحد أن هناك صراعا، وصراعا حادا، وحادا جدا، وإن كان غير معلن، لكنه بيّن حتى للأصمّ والأعمى، وهو ليس وليد اليوم، بل قائم منذ حيل دون الثالثة للمالكي، واختير العبادي بديلا له لرئاسة مجلس الوزراء؛ ذلك الصراع بين رئيس الوزراء الحالي ورئيس الوزراء السابق الأمين العام لحزبهما، ورئيس ائتلافهما ائتلاف دولة القانون. قلت «صراع»، ولم أقل «تنافس»، وقلت «صراع حاد، وحاد جدا»، ولم أقل «صراع ناعم».
وهناك من اليوم جبهتان متصارعتان هما الأخريان آخذتان باستكمال ملامح وعناصر كل منهما، هما جبهة العبادي والداعمين له، ومن هم الأقرب إليه، أو يمكن أن يكونوا مستقبلا منضمين إلى جبهته، أو متعاونين معها، مع اختلاف درجات القرب والتنسيق. وفي الجانب الآخر هناك جبهة المالكي والداعمين له، ومن هم الأقرب إليه، أو يمكن أن يكونوا مستقبلا منضمين إلى جبهته، أو متعاونين معها، أيضا مع اختلاف درجات القرب والتنسيق.
جبهة المالكي مدعومة من إيران وروسيا وسوريا وحزب الله اللبناني وقادة الحشد الشعبي المتمسكين بمبدأ ولاية الفقيه، أو المنسقين مع إيران بأي درجة كان التنسيق، وبقطع النظر عن الدوافع، استراتيجية عقائدية كانت، أم تكتيكية مصلحية، وكذلك كل قوى الإسلام السياسي الشيعية المؤمنة بولاية الفقيه، أو الأشخاص ذوي النفَس الحادّ في شيعيتهم.
أما جبهة العبادي، فمدعومة من أمريكا، ويمكن أن تُدعَم أو يُتعاوَن معها من قبل التيار المدني، والقوى العلمانية والليبرالية والمدنية، والتيار الصدري، وائتلاف الوطنية بقيادة علاوي.
لا يجب أن تكون كل قوى وشخصيات هذه أو تلك الجبهة منسجمة إلى حد كبير فيما بين بعضها البعض، فنعلم على سبيل المثال التناقض بين مقتدى الصدر وأمريكا، كما لا يجب أن تكون كل القوى الداعمة بأي درجة من درجات الدعم، ليس لها ملاحظات على إحدى القوى الأخرى، أو ربما حتى على العبادي نفسه، الذي يرى البعض أنه فوّت فرصا كان يمكن له أن يستثمرها مدعوما من جماهير الشعب والمرجعية الدينية والقوى المدنية والتيار الصدري وأمريكا وعدد من دول أورپا والدول الإقليمية، كما هناك الملاحظات على التيار الصدري.
ويبقى نوري المالكي هو الأكثر خطورة على مستقبل العراق، وسبق وكتبت مقالة في 26/12/2016 بعنوان «لو عاد المالكي لَقُتِلَ آخر أمل للعراق»، فليراجع من يرغب في ذلك.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=542578
ولا أريد أن أتناول العقبة أمام العبادي، وهو كونه ما زال عضوا وعضوا قياديا في حزب الدعوة الإسلامية، وفي ائتلاف دولة القانون برئاسة نِدّه اللدود نوري المالكي، والتحالف الوطني برئاسة المراهق السياسي عمار الحكيم صاحب «الحكمة»، إلا إذا فاجأنا بخروجه بكتلة باسم «دولة المواطنة» أو شيء من هذا القبيل.
نعم لو استطعنا نحن، لو استطاع العلمانيون المؤمنون حقا بمبدأ المواطنة، والمتمسكون به أشد التمسك بدون أي تفريط به، والعابرون كليا للطوائف والأعراق والمناطق، والمؤمنون حصرا بالعراق، بالديمقراطية الحقيقية، بالفصل التام بين الدين والسياسة، بما في ذلك المعتدلون من المتدينين العلمانيين، الذين يحترم إيمانهم وتدينهم، ولكن يبقى كل ذلك بالنسبة لهم شأنا شخصيا؛ أقول لو استطعنا أن نفوز بأكثرية برلمانية تمكننا أن نشكل نحن الحكومة المقبلة، فهذا ما نتطلع إليه، ولكن النظرة الواقعية تلزمنا أن ننسق مع كل من يقف أمام جبهة المالكي وأتباعه وداعميه، وأمام القوى الداعمة للنفوذ الإيراني وقوى الإسلام السياسي والطائفية السياسية والفساد المالي، لأن المالكي ورهطه وداعميه يشكلون اليوم الخطر الأكبر على العراق، فلنعمل أولا على عبور هذا الخطر، ثم لكل حادث حديث. ولإزالة سوء الفهم في استخدام ضمير «نحن»، فهذا لا ينبغي أن يفهم أني شخصيا بصدد المشاركة في الانتخابات القادمة، لا الآن ولا مستقبلا، بل هذه الـ(نحن) إنما هي تعبير عن الشعور بأنها قضيتنا وهمنا وتيارنا، نحن كل الذين يؤمنون بدولة المواطنة الديمقراطية العلمانية العادلة، ونتطلع إلى تحقيقها، والتي كان يمكن أن يتمتع العراقيون اليوم بديمقراطيتها وعدالتها ورفاهيتها وتقدمها، لولا تفويت سياسيي الصدفة من سيئي الشيعة وسيئي السنة وسيئي الكرد للفرصة الذهبية التاريخية التي أوتيت للشعب العراقي بعد سقوط الديكتاتور؛ هذا التفويت لهذه الفرصة الذي اعتبرته في مقالة سابقة جريمة وطنية تاريخية كبرى، وكل كلمة مقصودة بدقة فهي حقا «جریمة»، وحقا جريمة «وطنية»، وحقا جريمة «تاريخية»، وحقا جريمة «كبرى»، فهل يقتل الأمل بعودة المالكي، أم نحول دون ذلك، ودون بقاء الطائفيين والفاسدين سراق ثروة الوطن وقوت الفقراء، لنخطو الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح نحو عراق ديمقراطي علماني يرفل بالعدل والسلام والحرية والأمن والرفاه.
30/07/2017
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - يجب الحذر من الحركات الاسلامية .
احمد حسن البغدادي
(
2017 / 7 / 31 - 16:59
)
على التيار المدني ان يكرس جهوده للفوز باكبر قاعدة جماهيرية، وعدم الالتفات الى التيارات الاسلامية،
على التيار العلماني ان يستمر في فضح الحركات الاسلامية ، لانها جميعا حركات فاشية، فليس من القنافذ ماهو أملس .
ان الفرصة الان سانحة امام التيارات العلمانية، وذلك بعد صحوة الجماهير على حقيقة الاسلام العنصري الفاشي، وتجربة داعش هي اكبر سبب في هروب المواطنين الاسلام، اضافة الى اجرام وسرقات الأحزاب الشيعية.
ان اي تفاوض مع الإسلاميين قبل الانتخابات ، يشكك الجماهير في مصداقية العلمانيين الذين بات ينظر لهم الشارع بأنهم فعلا حبل النجاة من الفاشية الاسلامية.
التفاوض يأتي بعد الانتخابات، لتحقيق الأغلبية البرلمانية.
تحياتي...
2 - شكري للسيد أحمد حسن البغدادي
ضياء الشكرجي
(
2017 / 7 / 31 - 22:48
)
ما قلته هو الصواب آمل أن تعي ذلك القوى العلمانية وتوحد جهودها لتحقق أكبر قدر ممكن في الانتخابات القادمة ومع هذا أرى التفكير بموقفنا من هذا الصراع بين الجبهتين ودراسة كيفية الاستفادة منه لصالح المشروع الوطني الديمقراطي العلماني مع خالص تحياتي
3 - المواطن العراقي اولا
فارس الكيخوه
(
2017 / 8 / 1 - 16:08
)
اخي العزيز ضياء.لا للحركات والتيارات والأحزاب الإسلامية،فالمواطن العراقي يجب أن يكون حذرا من أهدافها.ثم يجب ويجب واقول يجب ،ان لا نقحم الدين في السياسة،،فهذا ايضا تحميل الدين طاقة هو ليس قادر على حملها،على الانسان العراقي أن يفهم قاعدة جوهرية وذهبيق صالحة لكل زمان ومكان وهي أن الإيمان بالله هو بين الانسان وحده وخالقه.والسبيل لنجاح وخروج العراق من النفق المظلم هو أن يعمل كل واحد حسب قدرته ومجاله وبالمعنى العام(اعطي الخبز للخباز)
وتحياتي
4 - اراك تسارع الخطى للانصمام للبعثوهابيه ياشكرجي ماذا
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2017 / 8 / 2 - 06:47
)
غلطة -المالكي العظمى تنفيذه اعدام مجرم العصر الفاشي صدام حصين
وهكذا بداءت دوامةالاعلام البعثوهابي ضد المالكي الذي سميته بفخر بعبدالكريم قاسم الثاني
وهكذا اصبح اسقاط نوري كامل المالكي العنوان الدائم للصحافه الورقيه السعوديه
ومجمل الصحافه البعثوهابيه ومن ثم بداء السي اي ايه يهتم به والصحافه الغربية كلها لاسقاطه لانه-عاند- ولم يوافق على القواعد العسكريه وتضافرت كل الجهود المجرمه المعاديه للعراق ولحسن الحط ان موازين القوى لم تستطع ازالة الخط الوكني كله في العملية السيايهفجئ بالدكتور حيدر العبادي الذي افبت ليس فقط وطنيته وديناميكيته بل مرونة وحصافه ربما اكتسبهما من عائلته العصرية البغدادية ومن اقامته وعيشه ودراسته وعمله المهني مهندسا كهربائيا وباحثا علميا في هذا المجال الفذ باستطاع السير بالعراق بسلامه وسط هذه الاجواء الهائجه والوسخه في العراق بل وقاد العراق الى احراز النصر المؤزر بابادة داعش في وقت تعجز فيه دول عظمى تحقيق ذالك وهكذا ربح العراق قائدا وطنيا تاريخيا عظيما بي شخص العبادي يمكنه في ال اخلاص غالبية مجتمعنا للقضاء على الفساد والفوضى والدخول للتنميه التي طال تاءجيلها-الا تعساللخ
5 - مع الاسف
عبد الحسين سلمان
(
2017 / 8 / 2 - 09:58
)
بدأ الجميع يعتب على الشاعر الكبير سعدي يوسف بأن تكون نهاية عمره جميلة ولا يورط نفسه في متاهات , هو في غنى عنها.
ولكن يبدو أن أستاذنا الكحلاوي, الشيوعي المخضرم, ومع الاسف يسير نفس الخطى, لا يرحم تاريخة و لا تاريخ عائلتة الثورية, فبدأ يطلق نعت البعثوهابيه على كل من ينتقد نظام الحكم في العراق الان. لا و الاغرب يصف رجل حزب الدعوة ( العدو الاول للشيوعية) بأنه عبد الكريم قاسم الثاني.
اين راحت منك استاذي الكحلاوي شيوعية الشهيد الراحل الكبير , الوالد شيخ حسين الساعدي ؟
مع الاسف
6 - يا لعمى المتظرفين الا تستحي يا وغد تشبيهي بالطائف
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2017 / 8 / 2 - 12:02
)
لقد ابتلى شعبنا وحركته الوطنية باصناف من المتطرفين وليس فقط بالنتياسرين في الحركه الشيوعيه العراقيه واليوم ياءتي وغد حقير عشائري متخلف ليشبهني بوغد مثله هو الطائفي الساقط سعدي يوسف زان حافظ النصوص عديم الاخلاق هذا اراد بتعليقه الوسخ ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد منها ان يضعني وعائلتي في افواه المتطرفين المجانين وكذذالك ان يبعث رسالة ملغومه باءن صراعنا الوطني التقدمي في العراق ضد الباشية البعثيه الوهابيه هو صراع عقائدي مع الاسلام كله كزميله ذاك المجنون الذي يكيل الشتايم المقرفه للبطل العراقي الفذ احد العظام بناة العراق الحديث واعنيبه هادي العامري القائد المحرر لالاف الكلمترات من دنس داعش ان المجانين الاوغاد يريدوننا ان نتخلى حتى عن ثورة العشرين المجيده حجر الاساس في الوطنية العراقيه لان رجال دين شيعه لعبوا فيها دورا مشرفا يا لبؤس الاوغاد الذين يحتفلون باعظم انتصار يحرزه شعبنا على الفاشية البعثوهابيه=دحر الدواعش بشتم المناضلين تقربا للبعثوهابيه ولحسا لاحذيتهم الملوثه بدماء الملايين من ضحايا العراق-تبا للساقطين الدراخه الاوغاد عميان البصر والبصيره والمجد للعراق الولود تحياتي للشرفاء
7 - القاموس السياسي لشيوعي مخضرم
عبد الحسين سلمان
(
2017 / 8 / 2 - 13:56
)
1. وغد حقير عشائري متخلف
2. بتعليقه الوسخ
3. تقربا للبعثوهابيه ولحسا لاحذيتهم الملوثه
4. تبا للساقطين الدراخه الاوغاد عميان البصر
5. يا وغد
هذا هو القاموس السياسي لشيوعي مخضرم.
لم اكن اعلم أن الدكتور , والذي اطلقت عليه , لقب استاذي, يردد هذه العبارات على من يختلف معه في الرأي.
جاء في تفسير الطبرسي للاية التالية
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا....الحج 5
..... أي أسوأ العمر وأخبثه عند أهله. وقيل: أحقره وأهونه وهي حال الخوف وإنما صار أرذل العمر لأن الإنسان لا يرجو بعده صحة وقوة وإنما يرتقب الموت والفناء بخلاف حال الطفولية والضعف الذي يرجى له الكمال والتمام بعدها { لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً } أي لكيلا يستفيد علماً وينسى ما كان به عالماً. وقيل: معناه لكي يصير إلى حال ينعدم عقله أو يذهب عنه علومه هرماً فلا يعلم شيئاً مما كان علمه وإذا ذهب أكثر علومه جاز أن يطلق عليه ذهاب الجميع........ تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي
8 - مع الاسف-2
عبد الحسين سلمان
(
2017 / 8 / 2 - 14:39
)
الدكتور الكحلاوي
1. انا لم اشبهك بسعدي يوسف , انا قلت: بدأ الجميع يعتب على الشاعر الكبير سعدي يوسف بأن تكون نهاية عمره جميلة ولا يورط نفسه في متاهات.....الخ
وجه التشبيه مجازي, هو ان سعدي يوسف , بدأ يصرح تصريحات لا تليق بتاريخه السياسي, وحضرتكم بدأت تصرح تصريحات لا تليق بتاريخكم السياسي.
2. و تقول...ان يضعني وعائلتي في افواه المتطرفين المجانين...الخ
انا فقط , رغبت ان اذكرك بتاريخ الوالد الشهيد البطل. والجميع يكتب بأسمه الصريح و ينتقد مافيا الاسلام .
لماذا انا اضعك في افواه المجانين ؟ ولماذا لا تضع انت نفسك في افواه المجانين عندما تكتب باسمكم الصريح في الفيسبوك ( وتعلق هنا وهناك وتوزع تهمة البعثوهابي مجانا..) و الفيسبوك اكثر و اوسع انتشارا من موقع الحوار المتمدن.
انا كنت اكتب باسم جاسم الزيرجاوي, وعندما توفر الامن لي في اوروبا , بدأت اكتب بأسمي الصريح.
وانا اعتذر ان كان هناك سوء فهم في تعليقي.
.. تسجيل صوتي لقائد حماس العسكري يدعو الشعوب العربية والإسلامية
.. حزب مودي يواصل التضييق على المسلمين ويغلق مدرسة إسلامية بولا
.. الشريعة والحياة في رمضان| مسائل فقهية في الزكاة والصدقات
.. ما العلامات الروحانية لليلة القدر؟
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |