الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر والتحرر في كتاب -جمال عبد الناصر- اجار يشيف

رائد الحواري

2017 / 7 / 31
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


مصر والتحرر في كتاب
"جمال عبد الناصر"
اجار يشيف
في الحقبة السوفييتية كان هناك اهتمام من قبل السوفييت وبحركات التحرر في العال الثالث، لهذا نجد هناك تسليط الأضواء على عبد الناصر وما أحدثه من تغييرات ايجابية ليس على الساحة والمصرية فحسب بل والساحة العربية والعالمية، فهذا الرجل استطاع أن يغير خريطة المنطقة ويضع اسس جديد للتعامل مع الكبار من خلال تأسيس منظمة دول عدم الانحياز، التي أصبحت تلعب دورا في الساحة الدولية بعيدا عن المحاور والتحالفات الأخرى: "ـماذا يدفعنا إلى الانضمام لهذا الحلف، أن الاتحاد السوفييتي على بعد آلاف الاميال منا، وليست لنا معه أية تناقضات، أما القوات الانجليزية فتحتل بلادنا مدة سبعين عامتا، أنها هي عدونا" ص86، إذن لم يكن "جمال عبد الناصر" تابع لأحد، وكان يضع مصلحة مصر أمام عينيه، قبل أي شيء، لهذا خاطب "دلاس" الاميركي بهذا الوضوح وهذه الجرأة، فمصر ليست تابع لأحد، وتبحث عم مصالحها وليس مصالح الغرب.
وعندما حاولت الادارة الاميركية شراء "عبد الناصر" بالمال ركما فعلت مع غيره من الحكام في المنطقة، نجده يتصرف بهذا الشكل: "...ومراعة للشكليات قام بإحصاء النقود مرتين ليجدها 2999990 دولارات بدلا من ثلاثة ملايين، "لن ناسف كثيرا لكونها ناقصة عشرة دولارات" قالها فيما كان يستقل سيارة "المرسيدس" يرافقه حارساه، متوجها إلى مسكن عبد الناصر الذي كان يق في الطرف الآخر من المدينة.
أثارت مثل هذه الوقاحة سخط عبد الناصر... فلئن كان الامريكيون لم يتورعوا عن التصرف بهذا الشكل الشائن مع أكبر الشخصيات فيمكن للمرء أن يتخيل وبسهولة ما يمكن أن يفعلوه مع صغار المسئولين" ص87، الرجل الشريف يرفض أن يرتشى، بما بالنا إن كان هذا الرجل قائد، وقائد أكبر دولة في المنطقة، بالتأـكيد سيكون رده حاسما وواضحا وضوح الشمس، لهذا كان هناك تناقض بين القيادة المصرية والامريكية، فلكلا منهما مصالح تتعارض مع الآخر، وأيضا طريق واساليب التعامل مع الآخرين، فمصر كانت واضحة في تعاملها، بينما كان الامريكان يبحثون عن منفذ لسياستها ليس أكثر.
ومصر في عهد "جمال عبد الناصر" استطاعت أن تنجز مشروع السد العالي بمساعدة السوفييت بعد أن تأكد لها عدم صدق الادارة الأمريكية في مساعدتها لبناء السد، ونجد هذا الحذر من قبل الادارة الامريكية من مصر قبل طرح مشروع السد العالي، عندما طلبت مصر اسلحة من دبابات وطائرات من اميركيا التي تلكأت في التنفيذ مما دفع مصر إلى البحث عن مراد جديدة للسلاح: "...وجرى تسليم القائمة إلى الملحق العسكري لدى السفارة الامريكية، ...غير أن الأيام والاسابيع والاشهر صارت تتعاقب، وحل العام الجديد 1953 وتوالت أيامه وشهوره فيما لم يصل السلاح بعد" ص85، لهذا نجد انحياز مصر ذهبت إلى مصالحها القومية والبحث عن مصادر تقوي بها جيشها، فكان السوفييت هم المنفذ والداعم لجيشها.
ويحدثنا الكاتب عن وضع مصر بعد تأميم القناة وكيف كان حال العمال المصريين في ذلك الوقت: "جرى توزيع السلاح بالمدن على عجل، كان العمال يذهبون إلى ورشهم نهارا حاملين السلاح، أما مساء فقد كانوا يخرجون إل الشوارع في زي الحرس الوطني، كما كان الوطنيون يؤدون بالميادين التدريبات العسكرية تحت اشراف ضباط الجيش" ص127، وهذه الصورة تبين حجم الضغط الذي وقع على مصر من قبل المعتدين الفرنسين والانجليز ودولة الاحتلال، ومع هذا استطاعت مصر أن تتحاوز المحنة وتفرض ارادتها الوطنية بتأميم القناة من خلال تحويلها إلى شركة مساهمة مصرية، بعيدا عن هيمنة الغرب الامبريالي.
وبعد أن استطاعت "عبد الناصر" أن يجعل العديد من دول المنطقة تدور في فلك مصر الدولة العربية والقومية القوية والمتحررة من هيمنة الغرب، وجد الأمريكيين وجودهم في المنطقة في خطر، مما جعلهم يتخذون هذه الخطوة: " ... أن الاسطول السادس الامريكي تلقى امر التحرك نحو الشواطئ اللبنانية، بينما قام الانجليز بنقل قواتهم إلى الأردن والكويت، لقد خشى الامبرياليون أن تطيح موجة حركة التحرر الوطني ببقية الانظمة الرجعية الموالية لهم" ص137، إذا ما توقفنا عند هذا المشهد نجد بأن هناك انحسار للقوة الغربية التي بدأت تتصرف بالطريقة القديمة ـ القوة المباشرة ـ للحفاظ على مصالحها، فمصر وقيادتها جعلت الموازين تتغير وتميل لصالح الشعوب العربية على حساب التواجد والهيمنة الغربية، وإذا ما قارنا وضعنا الآن في ظل الانظمة الرجعية ما حصل في دولنا من خراب وتدمير وتهجير وقتل ونهب يتأكد لنا الدور الريادي الذي استطاعت مصر أن تحققه في عهد القائد "جمال عبد الناصر".
وردا على كل من يحاول المس بنبل وأمانة وصدق القائد "جمال عبد الناصر" يحدثنا الكاتب عن (الثروة) التي تركها خلفه بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى فيقول: "أما حساب الشخصي لعبد الناصر فلم يكن يحتوي سوى على مبلغ 610 جنيهات" ص151، وهذا المبلغ يمكن لأي مواطن عادي أن يتجاوزه بكثير، لكن "عبد الناصر" لم يكن ليهتم بمصالحه الشخصية بتاتا، بل كانت مصر والشعب المصري هما همه، لهذا أخلص وقدم كل ما عنده لهما.
وبعد هزيمة عام 1967، والتي يتحمل مسؤوليتها بالكامل "عبد الحكيم عامر" نجد "عبد الناصر" يتخلى عن مركزه ويعلن استقالته ليعود إلى صفوف الجماهير، هكذا كان القائد الوطني المصري والقومي العربي، والأممي "جمال عبد الناصر" .
الكتاب من منشورات دار التقدم موسكو، ومن ترجمة سامي عمارة، 1983.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الي السيد الفاضل كاتب المفال
محمد البدري ( 2017 / 8 / 1 - 10:53 )
اضعت من وقتي حوالي 10قائق في قراءة هذه المقال، الذي يفتقر ابسط قواعد المعلوماتية المعرفية بقدر ما امتلأ بالبروباجندا الصالحة لزمن عبد الناصر الملئ بالدعاية والاكاذيب


2 - العزيز محمد البدري
رائد الحواري ( 2017 / 8 / 2 - 12:40 )
اعتقد بأن عشر دقائق ليس بذات قيمة، إذا ما قارنها بالساعات والأيان التي نفقدها . شكرا على حضورك.

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل