الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر التكفيري المتطرف وكيفية اجتثاثه

زيد كامل الكوار

2017 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية




إن السبيل الأمثل اليوم أمام الشعوب الإسلاميّة لكبح العدوانيّة، و لجم ثقافة الموت والاحتراب والعداء والإقصاء المتفشيّة في كلِّ مكان في الأمصار العربيّة الإسلاميّة هو إرساء قيّم التسامح والعفو والتصالح والمغفرة والرحمّة والأخوّة والسلام، وقد برزت الحاجة إليها اليوم مع طغيان العنف وشيوع الإرهاب في الشارع العربي والإسلامي وبروزه مطلبا ملحا ضاغطا لتتخذ أشكال الدعوة إليه فيما بعد صورا مختلفة من التساوق وحوار الحضارات والثقافات تدريجيّا وتواصل الأديان "لنزع فتيل التوتر وتحويل نقاط الخلاف إلى مساحة للحوار والتفاهم، بدل الاقتتال والتناحر. ولا شك أنه عمل صعب يستدعي تضافر الخطابُ الإعلامي مع الخطاب الثقافي والديني والسياسي والتربوي، وتعميق تعاوُنَ الفرد مع المجتمع، والشعب مع القانون، والدولة مع الدستور.
إنه عمل يستهدف البُنى الفكرية والعقائديّة والثوابت والأعراف للمجتمع، لإعادة صياغتها صياغة عقليّة تضع أمامها الأولويات والوعي، وتقديم فهم متطور للدين يهذب عقول الأجيال ويطور نظرتهم إلى الآخر ، مع ضرورة تشخيص عيوب التراث الديني وأماكن تقاطعها مع الحضارة العالمية مع عدم خدش الثوابت الرئيسة، والحفاظ على القيم الإنسانية الراقية التي تحث على المحبة والتكافل والتعاون. ومن غير الممكن إنجاز أمر كهذا من دون التوسع في تثقيف خلايا المجتمع أفقيا وعاموديا، وذلك عبر بث التوعية الفعالة عند المرأة لأنها المنبت الأول لزرع القيم والمثل في الأجيال الجديدة، فالأسرة هي مثابة الانطلاق الأولى نحو الهدف الأسمى والأجل ، هدف تنقية موروثنا التراثي الإسلامي من أدران التخلف والكراهية والتطرف المتمثل في التكفير لكل من اختلف معنا في العقيدة. ويجب أن يتأسس مشروع كهذا على أسس علمية اجتماعية ونفسية، وتتبنى تنفيذ حملة كهذه مؤسسات متخصصة بالموضوع التربوي والتوعوي اجتماعيا ونفسيا، بهدف الوصول إلى جذر المشكلة الذي يتباين بين منطقة وأخرى حيث تأثيرات الوسط المحيط تفعل فعلها في بث الأفكار المشوهة المريضة. وليس أجدى من مكافحة تلك الظواهر الشاذة في مهدها بين العوائل والمربين لضمان وأد تلك الأفكار في مهدها فلا تصل إلى براعم المجتمع "أطفالنا الذين رأوا وسمعوا في حياتهم القصيرة الكثير من الخطل والأذى الذي لا ينبغي له أن يسمعوه أو يروه. هذا في ما يخص تحصين المجتمع من المؤثرات الخارجية الهدامة الشاذة وهو الأصعب. أما ما تبقى فهو أقل صعوبة في الواقع فهو يعتمد معالجة جيوب وخلايا التكفير النائمة في المجتمع التي تنفث سمومها بتكتم وسرية شديدين، الأمر الذي يستلزم الحيطة والحرص من جهة الجهد الاستخباري والأمني لمتابعة تلك الجيوب والخلايا واحتوائها وتحييدها عن المجتمع وتأهيلها نفسيا وفكريا ودينيا واجتماعيا ليعاد دمجها في المجتمع بحلة جديدة بعد أن تبرأ من دائها وتتخلص عن قناعة أكيدة من كل الأفكار والعقائد المريضة الهدامة البعيدة عن الإسلام والإنسانية وإبدالها بعقيدة التسامح والعفو والمحبة وقبول الآخر المختلف والتعايش معه وفق ما تقتضيه الانسانية والدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست