الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراي بيد من يملكه وليس بيد من يبصره ..؟

حامد الزبيدي

2017 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الراي بيد من يملكه وليس بيد من يبصره ..؟

1-الزيارات لعدد من رجال الدين الشيعة والمحسوبين على التيار العلماني الى السعودية .. توضح بشكل واضح اصرار السعودية على التدخل في الشأن الداخلي العراقي .. واستعدادها لصنع المستحيل لتمكن حلفائها من الفوز بالانتخابات القادمة عام 2018...ويبدو انها نفضت يديها من السياسيين السنة .. ؟
هي ترتكب خطأ استراتيجيا كبيرا في تدخلها بالعراق ومحاولة تغيير نتائج اي انتخابات قادمة لصالحها .. فهي تعطي مبررا اكبر لايران بالتدخل ومحاولة تثبيت ركائزها في الدولة العراقية ..وبالتالي فهي لا تبالي من تمزيق النسيج العراقي اكثر مما هو ممزق .. ولا ادري كيف ينسى العراقيين ما فعلته وتفعله السعودية في العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا والبحرين .. هي ببساطة شديدة .. تنازل وصك براءة للقتلة عن حق مئات الالاف من الارواح البريئة التي ازهقت جراء فتاوى التكفير ضد العراقيين فكيف ينسى اليتم من قتل اباه ورفع عنه سقف الطمأنينة .. كيف ينسى من بترت ساقه بتفجير انتحاري او من تم نحر اخيه امام عينيه ... كيف ينسى من سبيت عائلته ... كيف .. وكيف .. وكيف ...؟
ولا ادري ماذا ممكن ان يقدم لنا ولي العهد هذا .. انهم لا يملكون شيئا الا الاموال .. ولم يبق منها الكثير بعدما افرغ الرئيس ترامب خزائنهم ورهن ما تبقى لامريكا على مدى عشر سنوات قادمة ..ستعودون بوعود لا اكثر وبخفي حنين .. والايام القادمة ستثبت هذا .. لكن ولي العهد السعودي سيستثمر هذا الامر بمزيد من الدمار في اليمن والبحرين والعوامية .. ؟
2-أرى انه لا بد من المطالبة بتحييد دور الدين والقومية عن الدولة ، والنضال من اجل دولة ونظام حكم يستند إلى مواثيق حقوق الإنسان الدولية ومبدأ المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة ، وكما نرى من تجارب الدول القومية وخاصة في الشرق الأوسط انها لم تستطع بناء الدول المدنية الديمقراطية و فشلت في توفير أدنى درجات المساواة والعدالة الاجتماعية لمواطنيها، لهذا تحول معظمها إلى أنظمة تسلطية دكتاتورية فاسدة ومستبدة وهي التي جلبت كل هذا الخراب والدمار ...وهنا لا استثني دولا ملكية متخلفة رجعية عدوة لشعوبها متسلطة تحكم باسم القبيلة وتهدر مليارات الدولارات للتامر على الدول التي حدثت فيها انقلابات عسكرية لتنشأ جمهوريات خلصت الى رفع شعارات قومية بائسة ليمارس الجميع القمع والاستبداد ضد الجماهير وانتهاك حقوق الانسان معلقين كل استبدادهم على شماعة تحرير فلسطين من المحتلين الصهاينة .هذا الصراع تمت ادارته من قبل دوائر مخابراتية معروفة منذ ان اطيح بالملك فاروق في مصرعام 1952 ثم العراق عام 1958ثم ليبيا واليمن .. لتشعل صراع وجود ومصير بين دول الوطن العربي ... كل شيء جرى بشكل مدروس ومخطط له بعناية فائقة في دوائر مخابراتية للدول الكبرى والتزم من جيء بهم للسلطة بلعب ادوارهم بشكل فاق كل التوقعات .. وكانت الانقلابات دوما تحضى بتأيد شعبي عارم .. ذلك ان شعوب المنطقة كانت دوما تتطلع للخلاص من الظلم والاستبداد والفقر والجهل .الا انه حينما طال فشل الجميع اغرقوهم في ما سمي بالربيع العربي .. ليسهم العرب في التلذذ في قتل عرب اخرين (يفترض انهم اخوة لهم في الدين واللغة والمصير) .. كما ضحك علينا وعلمونا من قبل .. لتبدأ مرحلة الحروب العرقية والطائفية ..؟
لنكتشف اننا قرأنا تاريخا مزورا لا علاقة له بما حصل فعلا ويحصل الان .. فلو ان لنا تاريخا مجيدا كما قيل لنا .. لما اصبحنا بالصورة والحالة الان .. خاصة وان جذور خلافاتنا قديمة تمتد الى اربعة عشر قرنا .. ويتم استنساخها الان وتنبح بها كل الفضائيات وتلوك بها كل الافواه .. وكلها تؤكد على حقيقة اننا لا يمكن ان نعيش بدون اوكسجين الكراهية ..؟
وها نحن نشهد استدارة وانقلاب في المزاج العربي من الكراهية العميقة لاسرائيل الى الكراهية المفرطة لايران .. وكأنه اعتراف غير معلن بهزيمتنا امام اسرائيل ..وفشلنا في ادارة الصراع الذي اعتبرناه قضية العرب الاولى لعقود خلت لنخوض في نزاع سيستمر عقودا اخرى دون توقع النتائج .. وهكذا يراد لهذه المنطقة ان تغرق في نزاعات تؤسس لفشل دائم وضياع تام لفرص التنمية والتطور او على الاقل الاستقرار .
فتعامل امريكا مع عناوين عرقية وطائفية قد تشكل وزنا بقدر معين في محيطها المحلي .. لذا هي تسعى لان يكون لهذه العناوين تأثيرا في اشعال و ادارة صراع عرقي او طائفي مسيطر عليه ومتحكم فيه من قبلها .. وقد يستغل لاحقا في تفجير هذه المجموعات داخليا بخلق صراعات داخلية – داخلية وهذا ما اتوقع ان ينفذ بالعراق .. ليكون لمن يتحكم في قواعد اللعبة القدرة على رسم المنطقة من جديد على اسس مغايرة لتلك التي اعتمدت عام 1916 ...؟
الاعلامي المستقل
ح . ز
31/7/2017









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن