الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نصائح كبار (السلفيين) لأتباعهم

طلعت رضوان

2017 / 8 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نصائح كبار(السلفيين) لأتباعهم
طلعت رضوان
أليس السلفيون ضد الحداثة وضد مفهوم الوطن؟
فلماذا تركهم النظام يتكاثرون مثل الطفيليات؟
وأليس خطابهم يـُـدعّم التبعية ويخدم الرأسمالية العالمية؟
منذ عدة سنوات ظهر تيار إسلامى فى مصر أطلق على نفسه اسم (سلفيين) وسمح نظام الحكم (مع بداية السادات ثم مبارك) لهم بإعتلاء المنابر خاصة يوم الجمعة. وأعتقد أنّ هذا التيار كان بداية تغلغل الفكر الأصولى لدى فئات عديدة من شعبنا (ومن أعمارمختلفة) ونتج عن ذلك جيل جديد أطلق على نفسه (المسلم الملتزم) وهذا الجيل يرفض قراءة أى كتاب غير الكتب الدينية، فانغلقتْ عقولهم وضاقتْ آفاقهم وتشبثوا بالأحادية فى مقابل الرفض القاطع للتعددية، والكارثة أنّ أولياء أمور هذا الجيل تأثروا بأبنائهم (كما لاحظته فى عائلتى وجيرانى وأصدقائى) فرأيتُ السيدة التى كانت تذهب إلى حفلة أم كلثوم وهى معتزة بشعرها وأناقتها وحشمتها، وقد رضيتْ لنفسها أنْ تكون تابعة لابنها (الملتزم) أوابنتها (الملتزمة) وعشتُ فترة فى حى الزيتون، ورأيتُ الآلاف كل يوم جمعة وهم يسمعون خطبة الشيخ (السلفى) فى مسجد العزيز بالله. وكانت طوابير الحشود تمتد لعشرات الأمتار، وتتوقف حركة المرور حتى موعد صلاة العصر.
كان من الشيوخ الذين تأثربهم الجيل الجديد وأولياء أمورهم، الشيخ محمد حسين يعقوب الذى أصدر كتاب (قصة الالتزام والتخلص من رواسب الجاهلية- دار التقوى- عام2005)
الكتاب أخذ شكل السؤال والجواب : الشيخ يطرح السؤال ويقدم الإجابة، فيسأل الشاب : أخى هل تعتقد أنّ الالتزام يعنى أنْ تخلع ثياب المتشبهين بالكفار، وترتدى ثيابـًـا تتناسب مع شرع الله؟ وانتهى إلى أنّ الإسلام ليس فى الثياب أو فى الطقوس كما يقول العلمانيون الذين يستهدفون ((فصل الدين عن الحياة)) وهذا الكلام أول مغالطات الشيخ، فالعلمانية مع (فصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية) وأعتقد أنّ من يـُـطالب بفصل الدين عن الحياة، إما أحمق أو معتوه، خاصة أنّ شعبنا - كما قال علماء الاجتماع - متدين بطبيعته.
والشيخ يستمر فى المغالطة فقال ((العلم الحقيقى هو العلم بالله وبأسمائه وصفاته، وخلاف ذلك هو الجهل بعينه)) وهكذا يصل إلى مبتغاه : تشويه التعريف العلمى لمعنى العلم Science وليته اكتفى بذلك وإنما الأخطر ترسيخ مقولة أنّ التعرف على العلوم الطبيعية (فيزيا، كيميا..إلخ) والعلوم الإنسانية (فلسفة، منطق..إلخ) هو الجهل بعينه. فهل هناك تدمير لعقول شبابنا أكثر من ذلك؟
ولكى يـُـرسّـخ مغالطة ثالثة عن السياسة : فإنّ سبب سقوط فلسطين والعراق..إلخ ((هو أنّ المسلمين فقدوا أخلاقهم ونقضواعهدهم مع ربهم)) أى الابتعاد عن التحليل السياسى، ودور القوى الدولية، ودور الأنظمة التابعة لها، والتشعلق بالميتافيزيقا فى تعبير(نقض العهد مع ربهم)
ويستمر مخطط تدمير العقول فيقول : يحتم علينا أنْ نعتزل كل فرق الضلال، من الفاسقين والفاجرين والمنافقين والعلمانيين وأصحاب الفكر المسموم، لا نخالطهم ولا نجلس معهم. لأنّ ذوابنا فيهم يعنى ضياع إسلامنا والانخراط فى جاهليتهم..إلخ (ص322، 323) أليس هذا الكلام سبب انتشار ظاهرة العداء للعلمانية وتشويهها فى السنوات الأخيرة؟ ليس (بين الشباب العادى فقط) وإنما بين أغلب أساتذة الجامعات والباحثين..إلخ.
ولكى يـُـشعل نار الفتنة بين أبناء شعبنا قال : أمر النبى بمخالفة اليهود والنصارى فقال ((يامعشر الأنصار، حمّـروا وصفــّــروا وخالفوا أهل الكتاب)) (ص332) فكانت النتيجة انتشار ظاهرة كراهية المسيحيين، التى تطوّرتْ لتأخذ شكل الاعتداء على كنائسهم وبيوتهم وقتلهم. ولكنه لم يكتف بإشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وإنما أشعلها داخل (الأسرة المسلمة) فيقول للشاب الملتزم : هناك مجموعة من الثوابت لا تقبل المناقشة : أنا لا أصافح النساء. لا أحد يدخل على زوجتى إلاّ محارمها. يـُـكلمك أخوك (فى التليفون) ليطمئن عليك ثم يقول لك : هات زوجتك أكلمها، فلا تستح من قول لا بكل صرامة وحزم (ص337) وهذا المثال فيه الدليل القاطع على الكذب الذى يـنطق به الإسلاميون (معتدلون، وسطيون، متطرفون) عن (صلة الرحم) فأين هى تلك الصلة مع المأساة (والأدق الكارثة) التى يشهدها مجتمعنا - منذ سنوات - لدرجة (تحريم) الكلام فى التليفون ، وكأنّ شقيق الزوج سيرتكب الفاحشة مع زوجة شقيقه ، عبـْر الأسلاك.
والشيخ الذى زعم أتباعه أنه (فقيه) ومُـتبحر فى الإسلام، وقع فى التناقض عندما تعرّض لموضوع ثياب الخروج من البيت فقال ((ليس هناك زى خاص فى الإسلام، فهذه مسائل تــُـركتْ لأعراف القوم)) وبعد عدة صفحات استشهد بآية ((وليضربن بخمرهنّ على جيوبهنّ)) (النور/31) ولكى يسترضى النسوة (من الأسر فاحشة الثراء) اللائى يستمعنّ إلى (مواعظه) ويقرأنَ كتبه، فإنه أظهر خلافه مع الفصيل السلفى المتمسك (بنقاب المرأة) فقال إنّ ((النقاب ليس من الإسلام)) (ص333، 336)
وفى سبيل تعميق الميتافيزيقا والابتعاد عن النظم السياسية والاجتماعية فى عصرنا قال: أيها المسلم ينبغى أنْ تعتقد أنّ نظام الإسلام، لا شيوعية ولارأسمالية ولاديمقراطية.. وإنما هوالإسلام (فقط) ومخادع من يقول لك غير ذلك (ص341) وقال : إخوتاه إننا نعيش ((جاهلية وإسلام)) فإما جاهلية وإما إسلام (ص352) أى أنّ الشيخ يعقوب يـُـعيد انتاج ما قاله غيره عن (جاهلية العصر الحديث) وهكذا هم الشيوخ يستخدمون نفس (البضاعة) التى يـُـتاجرون بها، ورغم أنه لا جديد فى كلامهم، فإنّ أجيالهم تتوالد مثل الطفيليات التى تتكاثر(تلقائيـا) بحكم قوانين الطبيعة.
وإذا كنتُ قد اخترتُ الشيخ يعقوب (كنموذج) فإنّ كثيرين غيره يصرخون فى الميكروفونات وأمام الكاميرات، ويـُـسوّدون صفحات الصحف والمجلات، فأتوقف لأسأل: ماهدف أمثال هؤلاء؟ وهل هناك هدف (بعد تحليل خطابهم) غير تعميق التخلف، حتى تظل مصر أسيرة (سجن الرأسمالية العالمية) التى يهمها استمرارهذا التخلف؟ وهل هم يعملون من تلقاء أنفسهم؟ أم أنّ الشواهد والنتائج تــُـشير إلى (المستفيد) من تبعية الأنظمة التى تترك شعوبها أسيرة (السلفيين) خاصة لوعلمنا أنّ كتاب الشيخ يعقوب حاصل على رقم إيداع من دارالكتب الرسمية.
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهان لعملة واحدة.
خليل احمد ابراهيم ( 2017 / 8 / 1 - 20:23 )
النظم السياسية الدكتاتورية لا يمكن أن تستمر ديمومتها الا بوجود الإرهاب الداعم له وهذه النظم تخلق منظمات إرهابية وتفسح لها المجال للتكاثر كخلايا السرطان الخبيثة وعاجلا أم آجلا سينقلبون عليهم كما فعلوا ببشار الأسد الذي كان يرسل الإنتحاريين إلى العراق ومن يقول كان هناك إتفاق بين الأسد والنظام الإيراني حول ذلك وهذا غير مستبعد ولربما لهذا السبب
انسحب الجيش العراقي من موصل وترك أسلحة بالمليارات للدواعش حتى يتم احتواء العراق من قبل إيران وإيران مثلها مثل أمريكا لا يهمها أحد الا نفسها لا بل الفرس وحدهم ولكن كثير من بسطاء الشيعة مخدوعين بإيران وكذلك بقادة الشيعة أمثال المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي.

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا