الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق

جعفر المظفر

2017 / 8 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تجارة الدولة المدنية وسوق الأغلبيات السياسية في العراق
جعفر المظفر
التجمعات الشيعية السنية التي تزحف نحو بعضها تحت شعارات إحتوائية كاذبة ومخاتلة, وذات صلة بعناوين الدولة المدنية والأغلبية السياسية, لم تخفف من غلوائها الطائفي إيمانا منها بقذارة هذه اللعبة أو إستعدادا منها للإعتراف بالكوارث التي تسببت بها, وإنما لأن أغلبية الشعب قد ملت هذه اللعبة بعد أن بانت عورة هذا النظام بشقيه الشيعي والسني الكامنة في إستغلال الطائفية وصولا إلى مكاسب السلطة لا غير.
إن الثلاثة عشر سنة الماضية كانت قد إستنفذت شعبيا قوة الخطاب الطائفي ومفهوم الإسلام السياسي ولم يعد بالإمكان تفعيل هذا الخطاب بالكيفية التي تمت بها في الإعوام التي تلت الأحتلال.
لم يعد بإمكان الأحزاب الشيعية خداع العراقيين الشيعة كونهم جاءوا من أجل رفع (مظلومية) كانت هذه الأحزاب قد أمعنت في تصنيعها بإتجاهات نفعية وصار من شأنها تدمير الوطنية العراقية وجعل العراق نفسه تبعا لإيران.
لم يعد بإمكان هذه الأحزاب تخويف العراقيين بخطر إسمه عودة الصداميين, لأن هذا التخويف قد إنتهى مفعوله, والأخطر أنه بدأ يعطي مردودات معاكسة, إذ لم يعد غريبا أن ترى نسبة ملحوظة من العراقيين وهي تتحسر على زمن صدام بسبب سيئات هذا النظام المتعفن الذي جاء لهم بالمصائب والكوارث بمستويات ليس غريبا أن يكون في مقدمة نتائجها تبييض وجه النظام السابق.
خمسة عشر سنة تكاد تنقضي والشيعة في العراق قد إزدادوا فقرا وعذابا وجهلا وعشعش الفساد في ادق مفاصل حياتهم وإنقسموا على أنفسهم إلى قبائل تتقاتل بينها بالمدفعية الثقيلة.
لقد أغرق الطائفييون الشيعة في إستغلال وتقسيم وتجهيل وإسترقاق طائفتهم إلى الحد الذي تخجل الطائفية نفسها من أن يتسمون بها.
لقد وصلت هذه الأحزاب والتجمعات إلى تدمير الشيعة الذين خدعتهم عناوين وخطابات الطائفية وزينت لهم إمكانية الحصول على حقوقهم من خارج مساحة الحل الوطني, وكانت النتيجة أنهم خسروا الإثنين في وقت واحد, حقوقهم ووطنهم.
أما أولئك السنة الذي خدعتهم أحزابهم وتجمعاتهم الطائفية فقد أفاقوا بعد خراب مدنهم وتشرد أهاليهم وضياع أموالهم وتفشي الإرهاب بين صفوفهم, في الوقت الذي تبين لهم فيه إستعداد تلك الأحزاب والتجمعات الطائفية لسرقة حتى أثمان الطعام والخيام التي تتبرع بها بعض الجهات الإنسانية.
لقد تراجع تاثير اللعبة الطائفية القذرة بين صفوف العراقيين, شيعتهم وسنتهم, وبمستويات جعلت حتى الطائفية ذاتها تخجل من أن يتسمى بها فرسانها القدامى المستهلَكين.
من جهة أخرى, صار من السهل رؤية السياسيين الطائفيين على الجهتين وقد إزدادوا قربا من بعض لكي يشكلوا طائفة جديدة عابرة للطوائف هي طائفة السلطة التي إستطاعت خمسة عشر سنة من الفساد والتردي الأخلاقي أن تخلق لها بنية ومصالح إقتصادية وأخلاقية وسياسية مشتركة هي أقوى بكثير من البنى والمصالح التي كانت تجمعها مع طوائفها, فالمالكي اصبح أقرب إلى سليم الجبوري بعد أن كان قد سوق عدائه السابق له حتى تحت عنوان إتهامه بقوة المادة أربعة إرهاب. والحكيم قد اصبح أقرب إلى سياسي سني كان قد خاصمه بشدة قبل سنوات تحت عناوين المظلومية الشيعية.
اللعبة الطائفية في العراق لم تنته أو تتراجع لأن الأحزاب الطائفية قد تخلت عنها نتيجة ليقضة ضمير أو لأن وثائق الشرف قد أعطت مفعولها, وإنما لأن اللعبة ذاتها قد أستهلكت أخلاقيا وإجتماعيا وتبين للناس حجم الكوارث التي نتجت عنها.
ليس معقولا أن ينخدع العراقيون بالدعوات الكاذبة الجديدة لهذه الفئة المستهلَكة. وإن على الشباب منهم, الذين خرجوا من بين ركام المآسي, أن يخلقوا لهم مستقبلا عراقيا لا مكان فيه للفاسدين المارقين الذين إستهلكوا بالأمس الخطاب الديني المذهبي, والذين يتوجهون اليوم لتشويه معنى الدولة المدنية ومفهوم الأغلبية السياسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم