الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نظام القوائم في انتخابات البلديات لا يناسبنا

محمود الشيخ

2017 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لماذا نظام القوائم في انتخابات البلديات لا يناسبنا
بقلم : محمود الشيخ
يعتبر المجتمع الفلسطيني وحتى اللحظه التى نعيشها مجتمع متخلف في ادوات انتاجه المرتبط تطورها في تطور البنيته الإقصاديه،لمجموعة اسباب يقع على راسها الضربات القويه التى يتلقاها الإقتصاد الفلسطيني منذ نشأت المسالة الفلسطينيه،فتعرض لتشويهات كثيره ووقفت في طريقه عوائق كبيره منعت تطوره وتقدمه لذلك لم يلعب دورا في تطوير العلاقات الإجتماعيه التى لا يمكنها التطور ان لم تتطور علاقات الإنتاج المرتبطه بتطور البنية الإقتصاديه.
لذا تبقى العلاقات الإجتماعيه وبشكل خاص في الريف شبه المرتبط بالزراعه في معظمه تقريبا،واي مجتمع يغلب عليه الطابع الزراعي يكون اكتر تمسكا بالقيم الإجتماعيه التى نشأنا عليها منذ نعومة اظفارنا،لهذا عدم تطور البنيه الإقتصاديه لعب دورا في ثبات القيم ألإجتماعيه التى تربت عليها اجيال وان حدث تغير في بعضها بفعل التطور الفكري بعد نشوء الفصائل الفلسطينيه فادخلت على تلك القيم نوعا من التغير،لكن التغير احيانا ليس في الجوهر بل في الشكل،فانهت مثلا دور المخاتير لكنها لم تنهي الإطار العائلي بل بقيت الإطر العائليه قائمه ولها دورها وان تراجع في بعض الأحيان بفعل تقدم دور التنظيمات السياسيه خاصه في الإنتفاضة الأولى الا ان دور الأخيره تراجع بشكل واسع وكبير بعد اتفاق اوسلو،فتراجعت قيم ثقافية وطنيه كثيره وتبدلت مفاهيم اجتماعيه كانت تلعب دورا كبيره ايجابيا في ثقافة المجتمع،على ضوء ذلك تراجعت سمعة التنظيمات وتراجع دورها ومكانتها وتقلصت عدديا وتوقف نموها العددي بل تقلصت عدديا،في الوقت الذى لم تركز تلك التنظيمات على اختلاف تسمياتها على تثقيف عناصرها وتوعيتهم بل اعتمدت العناصر في تثقيف نفسها على نفسها ومن لم يثقف نفسه بقي كما هو لم يتطور ولم يحمل جديدا لا في وعيه السياسي ولا في وعيه الفكري،بل ان قوى واحزاب تراجعت عن منهلها الفكري وعامت فوق محيط هائل من التناقضات الفكريه وانسلخت عن هويتها الطبقيه وتاهت ليس فكريا فحسب بل وسياسيا ولم تعد قوتها الفكريه والسياسيه قائمه لذا لم تعد قبلة الناس ومكان ثقتهم وهنا احدد اليسار الفلسطيني الذى لم يعد يسارا بل جنح نحو اليمين وفي اقله اختار ان يكون مع الإعتدال كما يحلو له والإعتدال هذا افرغه من قدرته على اقناع الناس به وبنهجه السياسي بعد ان تنازل طواعية عن عقيدته وبرنامجه السياسي.
بطبيعة الحال هذا المرض لم يصب اليسار فحسب بل اصاب ايضا اليمين واليمين المغامر،حتى سكنت في كل القوى ازمة فكرية وتنظيمية وسياسية ادت الى فقدان هذه القوى اتزانها السياسي والفكري والطامه الكبرى ان كل هؤلاء لم يحاولوا ولو مرة واحدة ان يقفوا امام مرأة ليروا اين هم وكيف هم ولماذا وصلوا لهذه الدرجة من التراجع في القيم من جهه،وفي وضعهم بين الجماهير،ولن اكون مخطئا بل منصفا ان قلت ان قيمة تلك القوى مجتمعه اصبحت مهزوزة وثقة الجماهير فيهم شبه معدومه ومرة اخرى لا اتجنى على احد وان شعر اي احد انني متجني ليراجع نفسه وقدرة تنظيمه وعليه ان يرى قاعدته الشعبيه،ولماذا نزح من تنظيمه مئات الكوادر الضليعة في التنظيم والواعيه ولديها القدرة على الإقناع والصمود والمواجهه.
هذا واحد من الأسباب التى كانت وراء ثبات الفكر القبلي وايضا ما يهمنا ليس هذا السبب وحده بل مجموع الأسباب وعلى راسها دور الإقتصاد في التطور الإجتماعي،والذي يقف الإحتلال لأي تطور بالمرصاد لمنعه من اجل بقاء اقتصادنا تابعا له وحتى لا نصل الى حالة من الإقتصاد المستقل خدمة لهدفين الأول كما قلنا لبقائنا تابعبن لإقتصاده من جهه،ولمنعنا من ان يشكل تطور اقتصادنا احد اهم اعمدة مقومات نشوء دولتنا الفلسطينية المستقله.
كل ما اسلفنا يقف حجر عثره في طريق تطور العلاقات الإجتماعيه التى بدورها تلغي شيئا فشيئا العشائرية ونظام القبيله والحاموله ان تطورت العلاقات الإجتماعيه لكن ان بقيت على حالها تبقى القبيلة والعشيره والحاموله هي التنظيم القائم في ريفنا شئنا ام ابينا وان اراد احدا ان يقول عكس ذلك عليه ان يراجع ابناء تنظيمه في الريف الفلسطيني كيف لجأ عناصرهم كل خلف عائلته وحامولته وانسلخ عن تنظيمه واخذ ينظر لعائلته ومرشحها،طبيعي عند غياب دور التنظيم الذى يعتبر الحضن الدافىء لعناصره واعضائه يحل محله تنظيم العائله كحضن دائم الحضور لأبناء العشيره،وهذا ما يحصل في مجتمع الريف الفلسطيني،ولا يحصل هذا فقط الإنتخابات البلديه فحسب بل وفي التشريعي كذلك فأبناء العشيره يصوتون لإبنهم المرشح بغض النظر يختلفون معه ام يتفقون تلغى كافة الخلافات امام مصلحة العشيره وان حصل عكس ذلك يكون مما ندر حدوثه وليس قاعدة.
ان ضعف التنظيمات في الريف الفلسطيني دفع عناصرها الى الإحتماء والإختباء خلف عائلاتهم ليحصلوا على مكاسب في تمثيلهم في البلديات وهم بذلك يدمرون قيما وفكرا لصالح التعصب العائلي والتخلف،كل ما تقدم اصطدم بنظام انتخابات القوائم في الريف الفلسطيني لأننا لا زلنا عشائر وقبايل ولسنا احزابا وفصائل،لهذا لا يناسبنا نظام القوائم في انتخابات البلديات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا