الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستفتاء والسياسة الدولية

ارشد احمد سمو
باحث في العلاقات الدولية

(Arshed Ahmed Simo)

2017 / 8 / 2
حقوق الانسان


الاستفتاء والسياسة الدولية

افرادالمجتمع الكوردي في كوردستان الجنوبية على موعد مع الاستفتاء الذي سيحدد مصيراقليم كوردستان وبقائه من عدمه ضمن اطار دولة العراق .
لايخفى على المتابعين تصريحات المتحدثين باسم حكومات الدول المجاورة الاقليمية وغيرها العالمية بين رافض للاستفتاء وقابل لها وبين من يرفض الادلاء بالرأي حول الموضوع ومن يلتزم الصمت ازائها ، فكيف لنا ان نفسر ما يجري في دهاليس السياسة الدولية فيما يتعلق بمصير الاقليم الكوردي ؟؟
رئيس الاقليم والوفد المرافق له تحدثوا بكل صراحة مع ممثلي 28 دولة اوربية واخبرهم بنية الشعب الكوردي بكل وضوح ، ومن بعده ذهب وفد برئاسة مستشار امن الاقليم مسرور البارزاني الى الولايات المتحدة في محاولة لاقامة رأي عام يستجيب لنداء الاستفتاء ويتضامن معه هذا ناهيك عن المئات من الانشطة المتنوعة التي تخدم وتهدف انجاح هذا المشروع التاريخي .
حتى الامس القريب كان الكورد ضحية مزاج حكام العراق من ملوك ورؤساء ، حتى الامس كانت الرقاب تقطع وكأنها مواشي وبهائم باسم الدين تارة وباسم القومية تارة اخرى ، حتى الامس كنا ككورد نتمنى ان نسمع اسم شخصية كوردية من اذاعة صوت امريكا او لندن او مونتكارلو وغيرها ، حتى الامس كنا نحلم باليوم الذي يكون لنا فيه رأي مستقل ، حتى الامس ظننا باننا لن نحيا لنرى بوادر ولادة الدولة واتكلنا على الله دوماً في ان يراه ابناء الجيل القادم .
اليوم وما ادراك ما هذا اليوم ؟
انه يوم تحقيق الاماني وتحديد الاهداف لنهديها الى الجيل الثاني ابناء الغد ، ليصنعوا التاريخ من جديد .
اليوم هو يوم اثبات الشخصية الكوردية وابعاد شبح الجهل والتآمر ، هو يوم البقاء ويوم انهاء الاستهزاء والاستصغار والاستحمار ، انه يوم النقاء وغسل القلوب قبل الابدان من دنث الاعداء ، اليوم يومنا لنُريٓ العالم اجمع ونسمعهم صوتنا العاشق للحرية وللإخاء لا بالبنادق والحروب ، وانما من خلال صناديق الاقتراع لنريهم كلمةً من ثلاثة احرف لنريهم نعم فنعم فنعم .
المغرضون يريدون ان يزرعوا اليأس في قلوب الذين لا زالوا مترددين ملوحين لهم بان الويلات ستتوالى عليهم بعد الاستفتاء ، المنافقون يظنون انهم لازالوا يستطيعون ان يواروا الانظار ونسوا بانهم اصبحوا مكشوفين للجميع ، هؤلاء يدعون الى الشقاق والتنافر ونحن اصحاب (نعم ) نشحذ الهمم ونشد الازار لنكسب المعركة ، معركة الحرية التي وهبها الله لنا ولن يسلبها منا غيره .
السياسة الدولية هي كتعريف مختصر عبارة عن تلاقي مجموعة من السياسات الخارجية مع بعضها ليتمخض من تفاعلها سياسة معينة ، بمعنى ان السياسة الدولية هي ليست محصلة لسياسة دولة بعينها بل هي تفاعل سياسة دولة -آ- مع دولة - ب-ت-ث -ج والى اخره وبطبيعة الحال لكل دولة سياستها واهدافها التي تسعى الى تحقيقها ، لكن بمجرد وجود اكثر من عنصر دولي والتقائهم مع بعض فانه سيعني وجود سياسة معينة قد لاتروق لاحدى تلك الدول بينما تروق للدول الاخرى ، ما اريد ان اشير اليه هو ان العالم باسره يسعى الى تحقيق هدف معين وهذا يسري على جميع الدول وهو هدف تحقيق الامن والسلم الداخلي والخارجي ، وهذا ما يذهب اليه غالبية مفكري وعلماء علم السياسة وعلى هذا الاساس ليس هناك اكثر امناً من ان يرى العالم منطقة الشرق الاوسط امنة ومسالمة لانها وعلى مر العصور المنطقة الاكثر فوضوية في العالم ، وبما ان كوردستان تقع ضمن منطقة القلب للشرق الاوسط فانها قادرة على لعب دور كبير ومهم ايضاً لايجاد الامن والاستتباب فيها، ولهذا وبعد ان اقامت العولمة والحداثة اطراً وقوانين جديدة في الساحة السياسية الدولية نتيجة التطور الهائل في وسائل الاتصال السريعة فانه من غير الممكن ان تقف حكومات الدول والشعوب الديمقراطية ضد مشروع الاستفتاء واقامة الدولة الكوردية لان ذلك يعد من ادنى حقوق الشعوب المتعطشة للحرية ولقد ثبت بالتجربة مدى تأقلم واستعداد الشعب الكوردي لممارسة الديمقراطية وانتهاجها عملياً في مسيرتها وتجربة ربع قرن في ادارة مؤسسات الاقليم ليشهد بذلك العالم وليرى الجميع الفارق بين اقليم كوردستان وباقي مناطق الدولة العراقية ، هذه الدولة التي رأى فيرسنت السويدي رئيس لجنة عصبة الامم لحل مشكلة ولاية الموصل حينذاك ،قبل قرن من الزمان انها لايمكن ان تكون واحدة متوحدة في اطار واحد كونه راى الاختلاف
واضحاً بين التربة والشجر والحجر ناهيك عن اللغة ولون البشرة وطبيعة التعامل عندما وصل الى جبل حمرين نقطة الفصل بين التربتين واللغتين واللونين.
لهذا نقول ان الاستفتاء اقترب والنوايا اتضحت وانكشفت جميع الاقنعة وبات الكوردي الحر يعلم الى من يجب ان يميل ويذهب ، وكيف يشحذ همته وهمم الغير للوقوف على صندوق الاقتراع والادلاء بنعم لا لجهة سياسية معينة وانما من اجل ان يريح وجدانه وضميره ويأمن امنه وسلامته من ذئاب تحول حوله متربصة به ، وقديماً قيل على لسان رجال الدين نقلاً عن الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) (انما يأكل الذئب من الغنم القاصية) فما الذي يجب ان نفعله كي لا نكون مقصيين عن الجماعة وكيف سنضمن مستقبلنا دون اتحادنا ؟ ايعقل ان نترك مستقبل الجيل القادم يضيع لا لشيء وانما فقط لاننا لانحب فلان او علان !!!! واللبيب بالاشارة يفهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس


.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في




.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في


.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ




.. تاريخ من المطالبات بالاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في ا