الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي

هلوسات جماعية

عمار جبار الكعبي

2017 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية

هلوسات جماعية
عمار جبار الكعبي
الحقائق الفكرية والتاريخية التي تجسدت في الكثير من المواقف والطروحات على مر الزمان ، لا يؤثر فيها الاعتراف من عدمه ممن أراد تشويهها او التشويش عليها ، فالحق حق كما يقول أفلاطون ليس لان الناس يريدونه ، ولكن الحق حق لانه حق ، ومن جملة المعايير التي يمكن ان يقاس عليها الحق من حيث فاعليته وقدرته على التأثير ، هو النتائج المترتبة عليه سواء من حيث التبني الفكري ، او التجسيد العملي الذي ما انفك يثبت يوماً بعد يوم أن الحقائق وان رُفضت فان الرفض لا يؤثر فيها ، وانما يؤجل ظهورها زمناً فقط
الامة الاسلامية كأمة ذات تاريخ عريق ، تملك من المقومات ما يسمح لها من النهوض ، لما تملك من مقومات للنهضة الحقيقية تتجسد بوضوح في فكرها الاسلامي الأصيل ، وليس الفكر الموضوع ليشتري به البعض ثمناً قليلاً ، الامام الخميني كان ولا يزال يشكل صعقة كهربائية في جسد الامة الاسلامية الموشك على الوفاة ، بعدما تفردت بها عناصر الخنوع والجهل والفقر الذي جعل منها امة منفصلة عن تاريخها وفكرها ومستقبلها المرسوم لها ، فكان حقاً المجسد الحقيقي في حقبته الزمنية للقائد الذي استطاع ان يحيي الامة التي اوشكت على الوفاة
اذا كانت الثورة الفرنسية قلبت موازين العالم المسيحي رأساً على عقب ، وأدخلته عصر النهضة الفكرية الحقيقية ، فان الثورة الاسلامية بقيادة روح الله الخميني قد قلبت موازين الفكر السائد في الامة الاسلامية ، وجعلتهم يتحدثون عن إمكانية تطبيق الدولة الاسلامية العصرية بكل ما للكلمة من معنى ، بعد ان كان الجميع يتحدث غير مؤمن ولا موقن بأمكانية تطبيق هذا الخطاب الديني ، اما لعدم ثقته بما يقول او لعدم وجود الارضيّة التي تملك القدرة على استيعاب مثل هكذا مشروع وبهذه الضخامة ، ليتجسد ويحطم احلام كل المشككين سواء الإسلاميين منهم او غير المتدينين ، لنرى الفكر الاسلامي يتعايش مع العلوم المتطورة ، فيدعمها ويمكنها من العمل وفق رؤية متطورة تسمح للفنون والآداب والتكنلوجيا بالعيش جنباً الى جنب مع الدين الذي اريد له ان ينفصل عنها ، فكان يعتقد البعض انك لن تكون عالماً مالم تكن علمانياً او ملحداً ، ليتم اثبات العكس ونرى علماء يصلون ويصومون ويعملون في مختبراتهم ، ليتم نفي البديهيات التي سيطرت على عقول العالم الاسلامي زمناً طويلاً لتشككه في اسلاميته واعتقاداته ، في حين كان من يعبد البقر والحجر يملك ثقةً تفوق موحدينا ! .

التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي

اخر الافلام

.. بعد الهجوم على إسرائيل: كيف ستتعامل ألمانيا مع إيران؟

.. زيلينسكي مستاء من الدعم الغربي المحدود لأوكرانيا بعد صدّ اله

.. العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية: توتر وانفراج ثم توتر؟

.. خالد جرادة: ماالذي تعنيه حرية الحركة عندما تكون من غزة؟ • فر

.. موقف الدول العربية بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم

الحوار المتمدن - موبايل الموقع الرئيسي (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); هلوسات جماعية

عمار جبار الكعبي

الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي

هلوسات جماعية