الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن صحافة ومنبر ومنارة

بدر الدين شنن

2017 / 8 / 3
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


ليت العمر، يا رفاقي في الحوار المتمدن ، يطول أكثر .. لأبقى زمناً مضافاً معكم .. أتظلل فيه بمصداقيتكم الصحفية .. ووفائكم لقيم اليسار .. والتقدم .. واحترامكم للرأي الآ خر .. وطموحكم الدائم ، أن تزرعوا في قلوب وأقلام .. كتاب وكاتبات الحوار .. روح الزمالة .. وإرادة التعبير النقي عن الرأي.

لقد صنعتم تحت ظلال الحوار المتمدن ،أكثر من موقع إلكتروني .. بحثي .. لتداول المعلومات والمستجدات الفكرية والسياسية .. وأكثر من جريدة إلكترونية ,, لتوسيع المساحات الحرة للرأي المحاصر.. بين الموروث المتخلف ، والقمع الشامل من كل الججهات .. وللبحث عن ينابيع الحقيقة .. وفي مساعدة العقلانية العلمية .. في التعامل مع وقائح الحدث .

بل إنكم قد صنعتم منبراً ، حراً ، متمدناً ، يعبر عن اليسار والتقدم ، ويقدم الأصوات والأقلام ، التي تحتاجها بلادنا . لتمحو ظلام ومظالم الماضي .. والحاضر .. وتؤسس لمستقبل مغاير ، يفتح آفاق الحرية والتقدم . وهذا النموذج من بناة الفكر .. والعقل .. والوعي ، أساس كل بناء في الحياة ، هو الذي يحرص الحوار المتمدن .. سنوات .. وسنوات .. على إغنائه واستمراره .. لتعزيز دوره النضالي الصادق .. ضد التخلف .. والرجعية .. والقهر . وأخيراً وليس آخراً .. ضد الإرهاب الدولي التكفيري المتوحش ، الذي يحاول إعادتنا إلى وراء .. إلى عهود سوداء ، قد لفظها التاريخ منذ قرون .
ومن خلال مسيرتكم المبدئية المرهقة ، صنعتم ما هو أكبر . لقد صنعتم مدرسة مفتوحة المجالات .. في فن استخدام الإنترنت الإيجابي بين الشعوب .. وفي فن الصحافة .. وفن احترام الرأي الآخر .. وفن السياسة .. وفن التعامل مع العلوم الإنسانية .

ومن الإنصاف بحق ، القول ، أن " الحوار المتمدن " بتجربته في مختلف مجالات التعبير عن الرأي ، والمعرفة ، هو أكثر من مدرسة بامتياز .. بشهادة " مؤسسة ابن رشد " المعنية بالكلمة الحرة .. وتشجيعها .. ونشرها .

لقد رافقتكم ، بثقة ، منذ ( الأيام الأولى ، من آب 2004 ) وما زلت . عندما كانت بعض ألسنة نار الحرب الأميركية على العراق الحبيب ما زالت مشتعلة .. وكان دخانها يعم العراق .. مثلما نحن الآن في سوريا .
ومجموع أعوام هذه المدة ـ الثلاثة عشر ـ ربما هي الأعوام الأخيرة لي , في فسحة الحياة التي أعيشها . لكنها بالمقابل ، هي التي أنضجت خميرة العمر المفيدة ، والتجربة . وقد منحتها كتاباتي المنشورة لديكم ، طابعاً فتياً دائماً ، لم تكن لتحصل عليه في موقع أو مكان آخر .
لكنني هنا ، لابد من أن أعترف لكم ، بمناسبة مرور ثلاثة عشر عاماً على العلاقة بيننا ، أنه لما ترى مواضيعي النور على صفحات " الحوار المتمدن " آخذ منكم شيئاً، لا أعرف ماذا أسميه ، شيئاً لن تكون لي بدونه عزيمة منتجة على الحركة .. ولا لي انفتاح مريح على الحياة الرحيبة .

إن نشر تلك المواضيع لديكم ، أعتبره دائماً بمثابة امتحان لي .. أمامكم .. وأمام القراء الكرام ، الذين يتابعون ما أكتب . لقد كان أكثر من خمسمائة وستين امتحاناً متوالياً .. متعدد المواضيع والأفكار المعبرة عن الظروف التي تمر بها بلادنا .. وكانت متابعة النشر لتلك المواضيع .. هي جائزتي .
لقد علمتني التجربة المريرة الطويلة .. ومتطلبات النضال المتلاحقة .. وصمودكم أنتم .. وقطاع واسع من الشباب الجريء ، في غمرة الاضطرابات والأزمات والحروب ، أن الثمانين حولاً ، غير معوقة .. للعقل .. والقلب .. والمتابعة العسيرة الشديدة في المشهد القائم في بلادنا ، الذي يضم كل الاهتمامات .. وكل احتياجات النضال والانتصار .. واحتياجات اللقمة الكريمة .. طالما كان رفاق الدرب .. يجدون بالمسير والمسار .. بمصداقية وشرف .. وبروح متفتحة .. طموحة .. تمنح لمن برفقتهم ومحيطهم .. إمكانية تجديد العمر .. والحلم .. وأنتم خير مثال لهؤلاء الرفاق

هذه الكلمات ليست وداعاً .. إنها بطاقة شكر على الزمن الجميل .. الذي أكدتم فيه .. حرفيتكم الصحفية .. ورفاقيتكم المميزة .. ومستواكم اليساري التقدمي في العلاقة بيننا .. والداعم لوحدة ونهوض اليسار في البلدان العربية كافة .

إن جميع من كتبوا في الحوار ، ورافقوكم .. وأحاطوا بكم .. ونمت صدراتهم ومعارفهم بالتعاون معكم وأنا أحدهم .. سيذكرون .. دون ريب .. أن " الحوار المتمدن " كان منارة لليسار والتقدم والراي الحر .. وكنتم مثال الرفاقية النبيلة النادرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان