الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم يغفر (الله) لأم نبيه ؟

طلعت رضوان

2017 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا لم يغفر(الله) لأم نبيه؟
طلعت رضوان
وكيف ستكون أم نبى الإسلام فى النار؟
وهل نصدق القرآن أم كتب التفسير؟

عندما قرأتُ - لأول مرة - آية ((ما كان للنبى والذين آمنوا أنْ يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى)) (التوبة/113) شغلنى سؤال عن مصير تلك السيدة التى أنجبتْ نبى الإسلام. وبعد سنوات قرأتُ (فى أسباب النزول للسيوطى) أنّ البيهقى فى الدلائل والحاكم أخرجا عن ابن مسعود أنه قال : خرج رسول الله يومًـا إلى المقابر، فجلس إلى قبر فيها وناجاه طويلا ثم بكى. وقال : إنّ القبر الذى جلستُ عنده قبر أمى. وإنى استأذنتُ ربى فى الدعاء لها فلم يأذن لى، فأنزل الله الآية المذكورة. وأخرج الإمام أحمد وابن مردويه من حديث بـُـريدة (أحد الصحابة) قال : كنتُ مع رسول الله حيث وقف على منطقة (عسفان) فأبصر قبر أمه. فقام وتوضأ وبكى ثم قال : إنى استأذنتُ ربى أنْ أستغفر لها فنــُـهيتُ، فأنزل الله الآية المذكورة. وأخرج الطبرانى وابن مردويه مثله من حديث ابن عباس، وأنّ ذلك بعد أنْ رجع الرسول من (تبوك) وسافر إلى مكة معتمرًا، فهبط عند (ثنية عسفان) وبكى وقال : استأذنتُ ربى أنْ أستغفر لأمى فنهيتُ عن ذلك.
أى أننا إزاء أكثر من رواية تؤكد صحة الخبر، فسألنى عقلى : أليستْ السيدة آمنة (أم نبى الإسلام) هى التى حملته فى بطنها، وهى التى - كما جاء فى كتب السيرة - روتْ ما فعله الملكان اللذان أخرجا (المضغة السوداء)..إلى آخر حديثها، وهى التى بسببها ((بعث الله للبشر رسول الرحمة)) إلى آخر الأحاديث العديدة التى أرّختْ لحياتها، وكلها مديح وثناء لشخصيتها؟
وامتـدّ السؤال ليجر أسئلة أخرى : إذا كانت أم نبى الإسلام ماتت وهى (مشركة) وفق التعبير الإسلامى، فما الحكمة من رفض قبول طلب ابنها الاستغفار لها؟ وهل (تهمة الشرك) تكون بأثر رجعى؟ وبعد أنْ استقر فى عقلى ما ذكرته الأحاديث السابقة عن رفض المشيئة الإلهية الاستغفار لأم النبى، قرأتُ فى السيرة الحلبية ما أثار البلبلة (وإنْ كان قد أسعدنى) حيث ورد فيها : أنّ والد النبى ووالدته ليسا فى النار، لأنهما لو كانا فى النار، لكانا أهون عذابــًـا من أبى طالب لأنهما أقرب منه وأبسط عذرًا، حيث لم يـُـدركا البعثة ولا عـُـرض عليهما الإسلام فامتنعا، بخلاف أبى طالب. وقد قال رسول الله : إنه أهون على أهل النارعذابـًـا، فليس أبواه من أهلها. وقال الحافظ ابن حجر إنّ الذين ماتوا قبل البعثة المحمدية سيدخلون الجنة، لأنهم لم يشهدوا الإسلام، بما فيهم آل النبى. وأنّ عبدالمطلب سيدخل الجنة، ولكن أبا طالب لن يدخل الجنة لأنه أدرك البعثة المحمدية ولم يؤمن بالإسلام، بعد أنْ طلب منه الرسول ذلك (السيرة الحلبية- ج1 المكتبة الإسلامية- لبنان- ص108)
وما ذكره برهان الدين الحلبى أكــّـده السيوطى فى تفسيره لآية التوبة فقال : أخرج الشيخان عن طريق سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما كان أبوطالب على وشك الوفاة، دخل عليه رسول الله وعنده أبوجهل وعبدالله بن أبى أمية، فقال: يا عم، قلْ لا إله إلا الله أحاجج لك بها عند الله. فقال أبوجهل وعبدالله : يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فلم يزالا يـُـكلمانه حتى آخر شىء كلمهم به هو((على ملة عبدالمطلب)) فقال الرسول : لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك، فنزلتْ الآية113من سورة التوبة. وكذلك نزلتْ آية ((إنك لا تهدى من أحببت)) (القصص/56) وظاهر هذا أنّ الآية نزلتْ بمكة. وأخرج الترمذى وحسّـنه الحاكم عن على بن أبى طالب قال : سمعتُ رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلتُ له : أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: استغفر النبى إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فذكرتُ ذلك للرسول فنزلتْ آية ((وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه)) (التوبة/114)
وبغض النظر عن قصة النبى إبراهيم الذى (تبرّأ) من والده بعد أنْ وعده بالاستغفارله، فإننى توقفتُ عند التناقض بين ما ورد فى السيرة الحلبية وبن ما ورد فى القرآن بشأن أم نبى الإسلام، فالقرآن صريح فى الآية رقم113من سورة التوبة، حيث عدم قبول الاستغفار الذى طلبه النبى من ربه، لمن أطلق عليهم (مشركين) حتى ولو كانوا (أولى قربة) وهو النص ينطبق على أم النبى بمراعاة أنها ماتت (مشركة) وبالتالى سيكون مصيرها نار جهنم، حيث جاء فى نهاية الآية المذكورة بعد جملة ((ولو كانوا أولى قربى)) جملة ((من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم)) بينما برهان الدين الحلبى ذكر (عن رواة كثيرين) أنّ والد النبى ووالدته ليسا من أهل النار. فمن نــُـصـدّق : القرآن أم الرواة الذين اعتمد عليهم برهان الدين الحلبى؟
وبغض النظر عن هذا التناقض فإنّ السؤال الأكثر أهمية هو؟ هل الرواة الذين قالوا إنّ والد ووالدة النبى ليسا من أهل النار، أصدق من القرآن؟ وكيف أتهاهم (اليقين) بأنهما ليسا من أهل النار؟ وهل هم يعلمون (علم الغيب) الذى لا يعلمه أحد من البشر؟ وكيف أباحوا لأنفسهم ما حرّمه الله على رسوله حيث خاطبه القرآن قائلا ((قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم علم الغيب)) (الأنعام/50)؟
***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكله
على سالم ( 2017 / 8 / 4 - 19:22 )
هذا يوضح تماما التخبط فى ايات القرأن والاحاديث وكتب السيره والشيوخ الكذبه المنافقين , الاسلام من اوله الى أخره تم بناؤه على باطل واكاذيب , اذن فهو باطل وفاسد وداعش يثيت هذه الحقيقه العاريه

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد