الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصويرة في سطور

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2017 / 8 / 4
الادب والفن



دخلنا إلى مدينة الصويرة لحظة غروب الشمس، وصلنا إليها انطلاقا من المدخل الشرقي عبر الطريق الجهوية رقم 207، أصل كلمة الصويرة هو السويرة وهذه الأخيرة هي تأنيث وتصغير لكلمة سور أي الحائط والجدار والسياج الذي يعني بالفرنسية rempart. الأمر كذلك بالنسبة للكلمة الأمازيغية موكادور التي تعني السور، في القرن 11 أكد الجغرافي أبو عبيد البكري أن الصويرة كانت تسمى في القديم امكدول وهي كلمة ذات جذور سامية تعني الجدار المحصن، هناك مؤرخ روماني يدعى بتولومي عاش في القرن الثاني الميلادي كشف أن هناك مدينة تتموقع على الشاطىء الاطلنتي ابان وجود موريتانيا الطنجية وكان اسمها تامسيغة دون أن يحددها بدقة، ولكن علماء الآثار اكتشفوا في الآونة الأخيرة مدينة أثرية قريبة من الصويرة واسمها سريغة، اما الرحالة القرطاجي حانون الذي قام برحلات استكشافية متعددة على الشاطىء الأطلسي في القرن 5 قبل الميلاد قد سماها بجبل العنب، إذ سماها : Har anbin ذات الجذور الفينيقية، لقد أنجز ملوك موريتانيا الطنجية معامل لصناعة الصباغات المستخرجة من المحار ( pourpre) في مدينة الصويرة وتصديرها للرومان، وقد دلت أبحاث اركيولوجية عن وجود آثار لاواني فخارية في جزر موكادور، الشيء الذي يوحي بوجود استيطان بشري ونشاط تجاري كثيف عرفته المدينة، و خلال حكم السعديين وبداية حكم العلويين كانت جزر موكادور حجرا صحيا، كما كانت سجنا للمعارضين، وفي سنة 1506 تعرضت مدينة الصويرة للاحتلال البرتغالي وتم تشييد حصن منيع للحيلولة دون اختراقها من قبل المقاومين المغاربة. غير أنه في عهد السلطان العلوي محمد بن عبد الله تم بناء المدينة سنة 1760 من خلال الاستعانة بالعديد من المهندسين كتيودور كورنيت . في إحصائيات 2014 بلغ عدد سكان الصويرة حوالي 77 ألف نسمة، تبلغ مساحتها 90 كلم مربع، ومن أهم الأحياء المعاصرة في مدينة حي الفرينة ويتموقع في شمال المدينة و تجزئة تفوكت وغيرها، وأهم شارع بالمدينة هو شارع العقبة اذ يمثل المدخل الشرقي للمدينة ويمتد حتى حي الفرينة، اما المدينة القديمة فهي مدينة مسورة لها باب شمالي يدعى باب دكالة وباب جنوبي وهو باب مراكش، من أهم احياء المدينة الحي اليهودي الذي يسمى بالملاح، تتركز الحياة الاقتصادية داخل المدينة القديمة التي تعرف حضورا كثيفا للسياح الأجانب المغاربة، إذ نجد في ميناء الصويرة حركة تجارية تتجلى في بيع الأسماك بأنواعها المتعددة، لكن السردين هو الأكثر رواجا نظرا لانخفاض ثمنه، لكن وضعية الميناء متردية والبنية التحتية متفككة، فلا الشارع المؤدي إلى الميناء مرمم، لا ننسى أيضا الازبال المتراكمة وبقايا الأسماك التي تحوم من حولها النوارس، كما لاحظنا غيابا لاية جسور بين جزر موكادور والمدينة. والسؤال : كيف لمدينة مصنفة عام 2001 ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو أن تفتقد لبنية تحتية قوية ؟ شوارع المدينة القديمة مغبرة كالشارع الزرقطوني والاستقلال اللذان يعرفان حركة كثيفة طيلة اليوم، كما لا ننسى أيضا ظاهرة التسول، ففي باب دكالة يلاحظ المرء متسولين يمدون اياديهم للزوار، من بينهم رجل كسيح يقضي آخر أيامه متسولا مقاوما الموت. أليس هناك ما هو أفظع في الحياة أن يقضي إنسان بقية حياته على جانب هذا الباب؟ لكن السجناء الذين قضوا نحبهم في تلك الجزر هم من عانوا أكثر مع العلم أن المدينة باردة جدا رغم الصيف ولا تساعد نهائيا على السباحة !!!

ع ع/ الصويرة 3 عشت 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج