الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تتحول مصر لاقتصاد المعرفة؟

صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)

2017 / 8 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يتجه الاقتصاد العالمى بخطوات متسارعة نحو مجتمع المعرفة، ولم يعد هناك مجال أمام دول العالم للاختيار بقبول أو رفض ذلك، حيث أصبحت المعرفة المحرك الرئيسى للمنافسة الاقتصادية بإضافتها قيمة مضافة عالية جداً للمنتجات الاقتصادية من خلال زيادة الإنتاجية والطلب على التقنيات والأفكار الجديدة. وتوجد عدة مسميات لاقتصاد المعرفة كاقتصاد المعلومات، اقتصاد الانترنت، الاقتصاد الرقمي، الاقتصاد الافتراضي، الاقتصاد الالكتروني، الاقتصاد الشبكي، اقتصاد اللاملموسات. ويعرف بأنه "الاقتصاد الذي تمثل فيه عملية إنتاج المعرفة وتوزيعها واستخدامها المحرك الرئيسي للنمو المستدام وخلق الثروة وفرص التوظيف في كل المجالات". بمعنى أنه يقوم أساساً على إنتاج المعرفة الصريحة، والتى تشمل قواعد البيانات والمعلومات والبرمجيات وغيرها، والمعرفة الضمنية المتمثلة فى خبرات ومعارف الأفراد وعلاقاتهم وتفاعلاتهم، بحيث تكون المعرفة غالبية القيمة المضافة والعامل الرئيسى فى العملية الإنتاجية، كما تحدد تكنولوجيا المعلومات طرق الإنتاج وفرص ومجالات التسويق.
وقد استفادت الدول الصناعية من ثورة العلم والتكنولوجيا فى إنشاء صناعات تنتج لها معارف وتقنيات متطورة مما أدى إلى وصولها لمرحلة الاقتصاد القائم على المعرفة أو مرحلة ما بعد الاقتصاد المعرفى، والذى يقوم على تطبيق الاقتصاد المعرفي فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. أما الدول التي تسعى إلى إنتاج واكتساب ونشر واستعمال وتخزين المعرفة فلازالت في نطاق الاقتصاد المعرفي، حيث يتمثل الدافع الرئيسى لتحول إلى الاقتصاد المعرفي وتطوير الصناعات القائمة على المعرفة فى احتياجها الشديد لمصادر إضافية للدخل وتوفير فرص عمل للداخلين الجدد فى أسواق العمل.
وتتمثل الركائز الرئيسية لاقتصاد المعرفة فى كل من الحافز الاقتصادي والنظام المؤسسي، التعليم والتدريب، الاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا، البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. لذلك يجب على مصر فى إطار سعيها لخلق ونشر واستخدام المعرفة أن تقوم بدعم وتطوير الركائز الرئيسية لاقتصاد المعرفة، خاصة بعد أن جاءت فى مرتبة متأخرة نسبياً (97 من 146 دولة) مقارنة بالعديد من الدول النامية ودول المنطقة. وذلك وفقاً لركائز الاقتصاد المعرفي، والموضحة فى تقرير منهجية تقييم المعرفة الصادر عن البنك الدولي، حيث يعتبر مؤشر اقتصاد المعرفة مقياساً لمناخ الدولة الذى يسمح باستخدام المعرفة بشكل أمثل لتنمية اقتصادها.
ونقدم فيما يلى بعض المقترحات الخاصة بكيفية التحول للاقتصاد المعرفى:
• زيادة الاستثمارات فى القطاعات الصناعية والخدمية التكاملية ذات الروابط القوية مع باقى الصناعات، والصناعات القائمة على استغلال الموارد الطبيعية المتوافرة بمصر، والصناعات ذات القيمة المضافة المرتفعة والقادرة على المنافسة والنمو في الأسواق المحلية والعالمية على أن يتم دعم هذه الاستثمارات بنظام معلومات يشمل خطط وسياسات تنمية الموارد الطبيعية والبشرية، الطاقات الإنتاجية القائمة والمزمع إقامتها، اتجاهات الطلب والعرض.
• تهيئة البيئة الاستثمارية المناسبة لتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية مع المحافظة على حقوق الدولة وإيراداتها السيادية من خلال وضع إطار تشريعى وتنظيمى محفز يتسم بالمرونة والشفافية والشمولية فى تسجيل المشروعات ومنح الإعفاءات والحوافز والتسهيلات.
• تكريس مبدأ الحكومة الإلكترونية، وإنشاء نظام متكامل لمتابعة الأداء الحكومى فيما يتعلق بكل من سياسات الاقتصاد المعرفى ومتابعة تنفيذها، وتشجيع وتمكين القطاع الخاص من تقديم المبادرات والابتكارات ومدى توافر الحوافز المتعلقة بالاستثمارات التقنية.
• تطوير المناهج التعليمية لتشمل تدريس تكنولوجيا المعلومات في كافة المراحل التعليمية لنشر وتنمية المهارات المعرفية والسلوكية والتنظيمية، وإمداد مختلف الجهات باحتياجاتها من مصادر المعرفة والأجهزة التقنية المتطورة، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة للقطاع الخاص في إعداد السياسات والبرامج التدريبية اللازمة لتطوير وتأهيل الموارد البشرية، والتوسع كماً وكيفاً فى برامج التأهيل والتدريب المهنى وتطوير سياسات التعليم مما يؤدى إلى ربط مخرجات النظام التعليمى باحتياجات سوق العمل الداعم للاقتصاد المعرفى.
• دعم الابتكار وأنشطة البحث العلمى والتطوير لتحقيق أقصى استفادة ممكن من قدرات الموارد البشرية فيما يتعلق بالعلم والمعرفة والإنتاجية مما يدعم الاقتصاد فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة. وإعداد الدراسات الخاصة بإمكانيات تنفيذ وتوطين أحدث التقنيات مما يجذب المزيد من المستثمرين الأجانب.
• دعم المؤسسات الوطنية من خلال زيادة الاستثمارات فى المرافق التقنية والبرمجيات وإدارة الجودة الشاملة وتزويدها بأنماط إنتاجية حديثة تعتمد على جودة الأداء والفعالية في التنفيذ مما يمكنها من مواجهة المنافسة الأجنبية.
• إجراء مسح شامل لصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف بناء قاعدة بيانات للمؤسسات العاملة فى هذه الصناعة ومعرفة حجم أسواقها المحلية والخارجية، وإمكانيات إنتاجها لمنتجات تقنية وخدمات تصلح للتصدير مما يساعد فى تحديد الحوافز المناسبة لها كالإعفاء من الرسوم الجمركية على وارداتها من الحاسبات الآلية ومستلزمات الإنتاج والتدريب، وتخصيص أراضي وتجمعات صناعية وتجهيزها بخدمات الاتصالات المختلفة، بالإضافة إلى إنشاء صندوق خاص لتمويل بحوث صناعات تكنولوجيا المعلومات مما يشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة على العمل في تلك الصناعة أو الخدمات المرتبطة بها وتشغيل العمالة المصرية المتخصصة في هذا المجال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي