الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سانت ليغو والحشد ضدان لا يجتمعان !

عمار جبار الكعبي

2017 / 8 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


سانت ليغو والحشد ضدان لا يجتمعان !
عمار جبار الكعبي
المؤسسة العسكرية كما هي في جميع دول العالم ، تعتبر العمود الفقري الذي يتكأ عليه النظام السياسي والدولة بجملتها ، ومن اهم مقومات المؤسسة العسكرية هو عقائديتها وولائها المطلق لدولتها ، بغض النظر عن الميول والانتماءات والاعتقادات ، اذ تقاس كفاءتها بمهامها التي تؤديها وليس بتأثيرها السياسي ، كون التأثير السياسي ليس من مهامها التي رسمت لها ، وبالتالي فهي جيدة ويجب المحافظة عليها وعدم اجراء اي تغيير عليها ، مادامت تؤدي مهامها بالشكل المطلوب
المظاهرات التي اصبحت اثبات وجود لبعض الجهات ، انا أتظاهر اذاً انا موجود ، ولكنها تبقى في حد ذاتها أمراً لا بأس به ، ويدلل على ديمقراطية النظام مهما قيل بحقه ، كونها تمثل ادق توصيف لحرية التعبير ، وحين يتظاهر جمع من الجماهير لرفض قانون سانت ليغو ، ورفض فقرته التي تنص على العتبة الانتخابية ( 1.9 ) ، فهي تدل على ممارسة ديمقراطية وحضارية ، ولا يمكن لأحد رفضها او الانتقاص منها بأي شكل من الاشكال ، ولا ربط بين ما خرجت لأجله التظاهرات وبين المطالبات بحل الحشد الشعبي ، اذ بعدما اصبح الاخير جزءاً من المؤسسة العسكرية ، لم يعد هنالك مبرر للمطالبة بحله ، وَمِمَّا لا يعتبر منطقياً استغلال مثل هكذا تظاهرات وحرفها عن مطالبها السياسية وتوجيهها صوب حل الحشد الشعبي
كلما ابتعدنا عن مرحلة النصر زمنياً ، كلما رأينا ان البعض بدأ يتحسس من الحشد الشعبي ، ووجوده كمؤسسة عسكرية لها تأثير سياسي ومجتمعي ، وبات يتم تشبيهه بالمؤسسة العسكرية التركية من حيث التأثير الفاعل في الحياة السياسية ، والخلاص من هذه الأزمة يدفعنا تجاه المطالبة بتطبيق قانون هيئة الحشد الشعبي ، بجميع مواده التي ينص أهمها على عدم اشراك الحشد الشعبي في الصراعات السياسية ، وايضاً عدم ممارسته للعمل السياسي او المشاركة في الانتخابات منعاً لهذه التزاحمات ، لان البعض يرى في الحشد الشعبي منافساً سياسياً له ، ليكون الحشد بمعيّة القوات الامنية احد عناصر الاستقرار الداخلي ، وكلما استقر الوضع الداخلي كلما ساعد العراق على الانفتاح الدولي ، وخصوصاً على المحيط العربي ، الذي يعتبر الانفتاح عليه عودة العراق الى الساحة العربية كفاعل ومؤثر وليس متأثر ، بينما نرفض ما يترتب على هذا الانفتاح ، اذا ما كان يَصْب في زيادة التوترات الداخلية ، وبدل ان نصدر الاستقرار الداخلي الى الاستقرار في سياستنا الخارجية مع محيطنا ، فأننا نستورد الأزمات من محيطنا المأزوم ! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757