الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية الدولار فى الاقتصاد العالمى

صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)

2017 / 8 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهجر العمل بقاعدة الذهب ودعم الولايات المتحدة لمشروع مارشال لإعادة تعمير الدول الأوربية التى دمرتها الحرب، نال الدولار الأمريكى ثقة الدول الأوروبية وجعلته عملة الاحتياطيات الدولية. وقد نشأ نظام نقد عالمى جديد يتميز بثبات أسعار صرف العملات المختلفة وذلك بنسب سعر صرفها وربط قيمتها بالدولار الأمريكى الذى ينفرد وحده بربطه بمعيار ذهبى معين. وبهذا النظام تصبح أسعار صرف العملات مقابل بعضها البعض ثابتة على الدوام، كما أن سعر أوقية الذهب ستظل ثابتة بقدر معلوم من الدولار الأمريكى (35 دولار لكل أوقية).
وقد أدى هذا النظام إلى جعل الدولار الأمريكى العملة الأولى فى إجراء المعاملات والتسويات المالية الدولية وخاصة فى تمويل المبادلات التجارية الدولية، كما أصبح العملة الرئيسية للاحتياطيات التى تحتفظ بها البنوك المركزية فى مختلف دول العالم. هذا بالإضافة إلى استخدامه كأحد مكونات غطاء إصدار عملات العديد من الدول، كما أصبح سوق المال الأمريكى عامل الجذب الأول للاستثمار بالنسبة للحكومات والشركات والأفراد على حد سواء.
وتجدر الإشارة إلى أنه عندما حاولت بعض الدول استرداد الذهب ببيع الدولار الأمريكى، وجد البنك الفيدرالى نفسه عاجزاً على تحويل الدولارات التى طبعها بدون غطاء من الذهب، وبدأت مرحلة إعلان فصل الدولار عن الذهب فى 15/8/1971. ولم تعد قيمة الدولار مرتبطة بالذهب، ولكن أصبحت تحدد قيمته بمدى قوة الاقتصاد الأمريكى نفسه. ومن ثم، عملت جميع الدول والمستثمرون الحائزون لاحتياطيات من الدولار الأمريكى على دعم الاقتصاد الأمريكى للحفاظ على قيمة تلك الاحتياطيات. ولذلك قامت أغلب دول العالم بربط عملتها بالدولار الأمريكى، كما قامت الدول المصدرة للنفط بتسعيره بالدولار نتيجة لما يتمتع به من قوة وحصانة نابعة من قوة اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد بدأ استخدام مؤشر الدولار الأمريكى (USDX) فى مارس 1973، وهو مقياس لقيمة الدولار الأمريكى مقارنة بسلة من العملات الأجنبية، وهو أكثر مؤشر معترف به عالمياً، فهو المتوسط المرجح لقيمة الدولار بالنسبة للعملات التالية: اليورو 57.6%، الين اليابانى 13.6%، الجنيه الإسترلينى 11.9%، الدولار الكندى 9.1%، الكرون السويدى 4.2%، الفرنك السويسرى 3.6%.
ويرتفع مؤشر الدولار إلى أعلى عندما يكون الدولار قوياً أمام العملات الأخرى، وباستخدام مؤشر الدولار يمكن لكل من المصدرين والمستثمرين الاستفادة من التحركات فى قيمة الدولار الأمريكى مقابل سلة العملات العالمية, كذلك يمكنهم تفادى أية أخطار فى المستقبل.
والجدير بالذكر، أن قيمة الدولار الأمريكى فى عام 1973 كانت تساوى 100 ووصلت أقصى قيمة فى فبراير 1985 (164.72)، فى حين بلغت أقل قيمة فى مارس 2008 (70.698). وقد بلغ مؤشر الدولار الأمريكى خلال شهر يونيو 2016 (93.67) بمعنى أنه قد انخفض مقابل سلة العملات المكونة له عما كان عليه فى عام 1973 (سنة الأساس).
ونعرض فيما يلى أهم أسباب زيادة أهمية الدولار الأمريكى فى الإقتصاد العالمى:
1) للدولار الأمريكى أهمية كبيرة فى التجارة العالمية إذ يمثل عملة أكبر اقتصادات العالم، كما تربط العديد من الدول عملاتها بالدولار أو بسلة عملات دول صناعية يمثل الدولار فيها وزناً نسبياً كبيراً.
2) يقوم الدولار الأمريكى بدور عملة الاحتياطى العالمى، حيث تحتفظ البنوك المركزية فى معظم دول العالم باحتياطيات كبيرة منه لتلبية احتياجاتها من السلع والخدمات المستوردة، ويستحوذ الدولار الامريكى على ثلثى احتياطيات النقد الأجنبى فى العالم.
3) يتم سداد قيمة أكثر من نصف قيمة صادرات العالم بالدولار الأمريكى، كما تسعر كافة دول منظمة أوبك نفطها بالدولار، ولذلك فإن أى اضطراب فى سعر الدولار يؤثر على أسعار تلك السلع، وعلى تقييم العملات الأخرى مقابل الدولار.
4) الدولار الأمريكى هو العملة الأساسية التى تتم بها معاملات أسواق الصرف الأجنبى، والتى تتجاوز 2 تريليون دولار يومياً.
5) تعتبر الولايات المتحدة الشريك الأول للقوى الاقتصادية الأساسية فى العالم، وبصفة خاصة اليابان والصين والإتحاد الأوروبى.
6) معدل الفائدة على الدولار هو سعر الفائدة المرجعى لمعدلات الفائدة فى السوق النقدى العالمى.
7) تعتبر درجة الثقة فى الدولار هى أساس استقرار التوازن الاقتصادى العالمى، وأن حدوث أى تقلبات للدولار تؤثر بشكل واضح على الأسواق السلعية والمالية فى آن واحد.
8) بالاعتماد على قوة الدولار الأمريكى، تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باستخدامه كسلاح موجه ضد الدول الصاعدة، وخاصة الصين، حيث أقدمت على إغراق النظام المالى الدولى بالسيولة النقدية من الدولار مع معدلات فائدة منخفضة جداً، وقد ساعدها على تحقيق ذلك ارتفاع معدلات النمو فى الأسواق الصاعدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك