الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر لمن يعقلون – ج124

مالك بارودي

2017 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


خواطر لمن يعقلون – ج124
.
1.
ذهبت اليوم للطبيب، بسبب أوجاع في حلقي، ففحصني ثم أعطاني وصفة فيها ثلاثة أنواع من الأدوية وقال لي: "تناول هذه الأدوية وستشفى بإذن الله". فكرت أن أرد عليه قائلا: "يا عزيزي، لو كانت لدي ثقة في مشيئة ربك لما أتيت إليك!" لكن الأوجاع لم تترك في صوتي ما يكفي من القوة والثبات لكي أتكلم، فإنصرفت وأنا ألعن هذه العقلية الأسطورية المتخلفة التي قضت على مصداقية العلم.
.
2.
إذا كنتم تعتقدون أن فلسطين قضية دينية إسلامية فلماذا لا تتركون ربكم يتصرف بنفسه ويحررها؟ أم أن إسرائيل أقوى من رب الإسلام؟
.
3.
كم صدعوا رؤوسنا بخرافة فلسطين والمسجد الأقصى والشرف والعروبة! كم نبحوا وكم نهقوا وكم حرضوا وكم توعدوا اليهود برميهم في البحر وكم هددوا إسرائيل بخرافة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية! ولو أحضرت لهم طائرة وقلت لهم: "من يريد الذهاب لتحرير فلسطين فليصعد!" لما وجدت أحدا. إنهم العرب المسلمون: أمة اللسان الطويل والعقول المتخلفة.
.
4.
أهم الإنجازات التي برعت فيها الأديان: تسطيح العقول وتغييب الوعي.
.
5.
عندما تكون هناك قضية قتل، على سبيل المثال، يتوقف مصير المتهم على وجود أدلة وبراهين واضحة تؤكد صحة إرتكابه للجريمة أو تنفي مسؤوليته. ولا يوجد على وجه الأرض من يمكن أن يحكم على متهم في قضية قتل دون وجود أدلة، وإن حدث ذلك فإنه يعتبر خرقا لقواعد المنطق ولأسس العدالة ونسفا لنزاهة القاضي والقضاء. هذا بالنسبة لأمور دنيوية يتعامل فيها الناس مع بعضهم البعض ومع محيطهم المادي بمختلف مستوياته. لكن الغريب أن يتم تجاوز كل هذا وغض النظر عنه في الأمور الدينية "المتعلقة بأبدية الفرد وبحياة أخرى لانهائية"، كما يزعمون! فترى الناس يصدقون أشياء ويتبنون أفكارا ويلتزمون بممارسات معينة دون أن يطلبوا أي دليل يثبت صحتها. فكيف تطلب أدلة لإدانة شخص وإدخاله السجن لمدة معينة ومحددة ولا تطلب أدلة تثبت وجود شيء إسمه الجنة أو جهنم قيل لك أنك ستخلد فيها إلى أبد الآبدين؟ أليس هذا التفكير قمة في الحماقة والبلاهة؟
.
....................
الهوامش:
1- مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
2- لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
https://www.academia.edu/33820630/Malek_Baroudi_-_Islamic_Myths
3- صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امة الغباء
طالب ( 2017 / 8 / 6 - 00:59 )
امة الغباء تعتز بغبائها - مثل دود الخر--ء يموت ان فارقها


2 - تعليق خارج الخواطر
سناء نعيم ( 2017 / 8 / 6 - 08:49 )
بما اني متابعة لما تكتب لاحظت انك متشائم إلى حد بعيد حتى خيّل لي ان تونس بعد(الثورة)صارت شبيهة بافغانستان او السعودية إلى ان تمكنت من زيارة تونس الشهر الماضي حيث زرت عدة مدن .سوسة،المنستير،المهدية،تونس،الحمامات ،قليبية حيث تفاجات بمناخ الحرية هناك وتمنيت لو ان بلدي الجزائروصلت الى ذلك المستوى الحضاري الذي بلغته تونس وتأكد لي أن الإستثناء التونسي حقيقة وليست كذبة.فلماذا التشاؤم إذا؟
في تونس للمراة كامل الحرية أن تلبس ما تريد بدون تدخل او وصاية او مزايدة رخيصة باسم الدين كما يحدث في الجزائر.فالحرية في لبس الحجاب كالحرية في لبس الشورت .كلتاهما متوفرة.
في تونس من حق المواطن ان يذهب للمسجد أو الخمارة بدون رقيب ولاحسيب.وقد تصادف دخولي العاصمة مع وقت صلاة الجمعة فتفاجات أن المحلات والمطاعم والمقاهي ..مفتوحة والموسيقى منبعثة من بعضها وهناك في المسجد المجاور خطيب الجمعة يلقي خطبتها .ولا احد يتدخل في شان الاخر.بينما في الجزائر وفي وقت صلاة الجمعة تختفي حتى الطيور من السماء!!
تونس بخير ولاخوف عليها،فالخوف على البلاد الاخرى المنكوبة بوباء التطرف الديني الذي أورثها الإنغلاق وعدم قبول المختلف.
تحيات


3 - سناء نعيم
يفرن ( 2017 / 8 / 6 - 12:12 )
قارني الجزائر بأفغانستان ستفهمين خطأ كلامك عن تونس...وبالمرة ترحمي على الذي قالها ثلاثا وأجهش بالبكاء الجزائر عربية عربية عربية...